النيماتودا المتطفلة على النبات  (العدو الخفي)

النيماتودا المتطفلة على النبات (العدو الخفي)

 

أ.م.د. حمود مهيدي صالح

قسم وقاية النبات

   النيماتودا ديدان إسطوانية دودية الشكل إذ تعيش في المياه المالحه والعذبه او على الأقل يغطي جسمها غشاء رقيق من الماء في التربة لكي تكون حية ونشطة. والنيماتودا المتطفله على النبات لا يزيد طولها عن 5 ملم ولا يتعدى عرضها عن 100 مايكرون. تشكل حوالي 10 % من المجموع العام لأنواع النيماتودا الا انه قد لا ينجو اي نبات من امكانية اصابتها بنوع او أكثر من انواع هذه المجموعة. تعيش نيماتودا النبات في مناطق جغرافيه متعدده من العالم وفي بيئات نباتية متباينة. وتعتبر جميع انواع هذه النيماتودا اجبارية التطفل، وهي اما ان تتطفل على انسجة الجذور خارجيا او داخليا او تتطفل داخليا على المجموع الخضري. تمثل نيماتودا النبات احدى اهم الأفات الزراعية التي تشاركنا غذاءنا وتؤثر كثيرا في اقتصادنا الزراعي حيث ان زراعة المحاصيل الإقتصادية على مساحات واسعة في كثير من دول العالم فإن اصابتها بالنيماتودا تشكل خسائر فادحة من حيث كمية الإنتاج والدخل القومي لهذه الدول. وفي بعض الاحيان يلاحظ المزارعون في حقولهم بان النباتات ذات أوراق خضراء تتجه للاصفرار ونباتات يحدث بها تقزم وثمار صغيره ولايوجد بالنباتات أي مظاهر إصابات فطريه أو حشريه ‘مع العلم بأنه يتبع برنامج ري وتسميد في غاية النظام والدقة. ويتجه تفكير المزارعون الى عدة أسباب ولا يعلمون بأن ذلك يكمن في أصابة جذور النباتات بالنيماتودا (العدو الخفي). وعادة ما تقضى كل أنواع النيماتودا الممرضه للنبات جزءا كبيرا من حياتها في التربه وتتغذى على الجذور والسيقان الناميه تحت سطح التربه لتواجد غذائها المفضل والذي تنجذب اليه بواسطة المواد الجاذبه التي يفرزها العائل في التربه خاصة في منطقة الجذور. تؤدي عملية التغذية إلى إتلاف نظام جذر النبات وتقليل قدرة النبات على امتصاص الماء والمواد المغذية.  وعملية تغذية النيماتودا تجعل الخلايا النباتيه تتفاعل إما بتكوين انتفاخ وأورام أو تقرحات أو ثآليل أو عقد أو إصفرار للنبات. لا يقتصر تأثير النيماتودا على عوائلها المختلفة على التأثير المرضي المباشر، انما يتعدى ذلك بدرجة كبيرة الى التأثير الضار والمهم الذي يحدث نتيجة تعاون وتفاعل النيماتودا مع الأحياء الدقيقة الأخرى وخاصة تلك التي تعيش في التربة. لذلك ينتج عن مثل هذا التفاعل معقدات مرضية تسبب خسائر فادحة. كما وجد بان الإصابة بالنيماتودا تؤدي الى فقد صفة المقاومة للأمراض الأخرى أذ تؤدي الإصابة الى تغيرات تشريحية وفسلجية في النبات المصاب، ويعتقد ان التغيرات الفسلجية هي المسؤولة عن فقد صفة المقاومة لدى كثير من الأصناف لبعض الأمراض. لوحظ بأن اصابة النباتات البقولية بنيماتودا تعقد الجذور أدى الى تثبيط تكوين العقد البكتيرية المفيدة وبذلك تثبيط عملية تثبيت النتروجين الجوي. كذلك قد تؤدي الإصابة بنيماتودا الجذور الى احداث اضرار بفطريات المايكورايزا المفيدة للجذور والأخلال في عملها في حماية الجذور من الأمراض الأخرى. وبناءا على ماتقدم يجب مساعدة المزارعين في اتخاذ القرارات والتدابير اللازمه لعملية المكافحه باحدى الطرق المستخدمة وهي اما باستخدم المبيدات النيماتوديه أو الطرق الزراعيه مثل الاصناف المقاومه او تبوير الارض او استخدام الطاقه الشمسيه في تعقيم التربه الزراعيه أو باستخدام المكافحه الحيوية، وذلك للحد من انتشار النيماتودا ولعدم هدر المنتج الزراعي اموالا اضافيه الامر الذي يقلل من هامش الربح او يزيد من كلفة الانتاج الزراعي.