وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون

وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون

ان الإسلام يدعو إلى عدم الإسراف في المياه أثناء الغسل والوضوء

قد لا نعجب للاهتمام البالغ الذي تستأثر به قضية تآكل الأوزون في طبقات الجو العليا،أو قضية تزايد الحرارة في المناخ العالمي، أو ظاهرة «البيت الزجاجي» المترتبة على تراكم غاز ثاني أكسيد الكربون في جو الارض، فهاتان هما القضيتان الكبريان بين قضايا البيئة في الوقت الحاضر،ولكننا نعجب اشد العجب لعدم تركيز الاهتمام، على قضية اخرى ستصبح عما قريب، قضية البيئة الاولى،اعني ازمة الماء.وهو ما يؤكده كثير من العلماء والخبرات الآنالماء ثروة محدودة، وسكان الارض في تكاثر غير محدود تقريبا، ولعل اليوم الذي تتقلص فيه تلك الثروة وتشح الى درجة النضوب في اواسط القرن الواحد والعشرين، ان لم نقل في اوائله ».

مما يجعلنا ندرك مدى اهميته بالنسبة للحياة عامة وحياة الانسان على وجه الخصوص. ولذلك  يقول تعالى في كتابه الكريم: «وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون».وقد قال المفسرون ان ما تعنيه هذه الآية الكريمة هو ان الماء سبب حياة كل شيء حي في الارض. وقد اثبت علم الخلية ان الماء هو المكون الهام في تركيب مادة الخلية، وهو وحدة البناء في كل كائن حي نباتا أم حيوانا. قال تعالى: «وهو الذي انزل من السماء ماء فأخرجنا به نبات كل شيء». ولذلك فالماء هو بيئة كثير من المخلوقات والكائنات الحية «وهو الذي سخر البحر لتأكلوا منه لحما طريا». أي جعل مياهه صالحة لحياة الأحياء البحرية التي يتغذى عليها الانسان. ويقول سبحانه وتعالى: «احل لكم صيد البحر وطعامه متاعا لكم وللسيارة». والمقصود بالبحر في هذه الآية: كل ماء يوجد فيه صيد بحري، وان كان نهرا أو غديرا. وقد وردت كلمة الماء في القرآن ثلاثا وستين مرة، وورد معناها في مواضع شتى.. الغيث والمطر والبحار والانهار وغير ذلك. لاهميته القصوى. النهي عن الإسراف في إستعمال الماء كان النبي صلى اللّه عليه وسلم الاسوة الحسنى والقدوة المثلى في مجال المحافظة على الماء من الضياع هدرا. فقد اخرج مسلم من حديث انس رضى اللّه عنه: «كان النبي صلى اللّه عليه وسلم يتضوأ بالمد، ويغتسل بالصاع الى خمسة امداد».والرسول صلى اللّه عليه وسلم اول من دعا الناس الى عدم الاسراف في استهلاك الماء، فقال: «كلواواشربوا وتصدقوا في غير اسراف ولا مخيلة» بل ان الرسول صلى اللّه عليه وسلم نهى عن الاسراففي استخدام الماء في اغراض الوضوء أو الاغتسال، فقد روى عبداللّه بن عمر، ان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم مر بسعد بن أبي وقاص، وهو يتوضأ، فقال: ما هذا الاسراف؟ فقال: افى الوضوء اسراف؟فقال: نعم، وان كنت على نهر جار» ولذلك كان يقال: «من قلة فقه الرجل ولوعه بالماء».وقد طبق الرسول صلى اللّه عليه وسلم ما نهى عنه على نفسه وعلى اهل بيته.. صلى اللّه عليه وسلم من اناء واحد يسغ ثلاثة امداد، أو قريبا من ذلك».وروى ان قوما سألوا جابرا عن الغسل، فقال: يكفيك صاع. فقال رجل: ما يكفي «فقال جابر: كان يكفي من هو أو في شعرا منك وخير منك، يعنى النبي صلى اللّه عليه وسلم». متفق عليه.وتوضح لنا كتب الفقه اهتمام المسلمين القدامى بعدم الاسراف.