تأثير الانتماء والجماعات المرجعية على القائم بالاتصال

 

تأثير الانتماء والجماعات المرجعية:

 د.عبد الستار حميد جديع

كلية الاداب - قسم الاعلام

يعد الانتماء عنصرا محددا من محددات الشخصية ، لأنه يؤثر في طريقة التفكير أو التفاعل مع العالم المحيط بالفرد كما أن الفرد يتم وصفه أيضا من خلال مفهوم الجماعات التي ينتمي إليها  ، مثل : الجماعات التعليمية ، والاجتماعية ، والتنظيمات السياسية ...الخ

 

وجماعات الانتماء تعد في نفس الوقت الجماعات المرجعية  Reference Groups يشارك الفرد أعضائها في الدوافع والميول والاتجاهات وتميل قيمهم ومعاييرهم في اتخاذ قرارته أو أحكامه أو قيامه بسلوك معين .

 

وتحديد جماعة الإنتماء أو الجماعة المرجعية يعني التعرف على كل المحددات الأساسية التي تشكل إطارا مرجعياً للأفراد من خلال معرفة الأطر المرجعية ، وبالتالي تؤثر على القائم بالاتصال في اتخاذ قرارته الاعلامية في إطار مدركاته عن معايير الجماعة التي ينتمي إليها ، بالاضافة إلى التأثير المسبق في تفسير الرموز الاتصالية وإطار الأهداف الخاصة بالوقائع والأحداث التي يتعرض لها في مهنته في العمل اليومي ، وتصبح جزءا من خبراته وتجاربه المختزنة .

 

لذا كان الاهتمام بالإطار الدلالي والخبرات المختزنة للقائم بالاتصال في العملية الاتصالية ،  حيث يتأثر بناء الإطار الدلالي للقائم بالاتصال بما يدركه من أفكار أو معتقدات أو قيم خاصة بالأنساق الاجتماعية التي ينتمي إليها ، والتي تحدد له بشكل مباشر السلوك المتوقع في المواقف الاتصالية .

 

ومن الفئات الشائعة في تصنيف جماعات الانتماء ، الجماعات ذات المصلحة Interest Groups

التي تميل إلى رؤية الأحداث وتفسيرها في إطار مفهومها الضمني  مثل نقابات الصحفيين في دول ما .

 

ويعكس الانتماء أيضا المعايير الاجتماعية أو الثقافية Soicial, Culture, Norms او مدى تمسك القائم بالاتصال بها بحيث تصبح إطاراً مرجعياً له في التفسير والإدراك والسلوك ، وتشمل معاني وقيم تميز هذه المجتمعات خلال مراحلها التاريخية.

ويمكن الاستناد إلى نظرية المعايير الثقافية في رسم توقعات القائم بالاتصال عن أهداف وبناء الرسائل الاعلامية .

 

وكذلك قد يقترب مفهوم المعايير الثقافية عن مفهوم القيم  Values  التي يكتسبها القائم بالاتصال ويضمها إلى إطاره المرجعي في الحكم والسلوك .

 

واختيار القائم بالاتصال الوقائع والأحداث ، والموضوعات والمواقف ، وتحديد موقفه أو رأيه فيها ، يتأثر باتجاهه نحو المعايير الثقافية السائدة ، ويمتد هذا الأثر إلى اختبار الرموز الاتصالية وبناء المحتوى في إطار ارتباط هذا الاختبار إيجابياً مع ما يتمسك به من المعايير القافية .

 

لذا فأن الدور الذي يقوم به القائم بالاتصال في ضبط المعلومات بما يتفق مع القيم والتقاليد والأعراف الاجتماعية السائدة التي تشكل إطاراً للمعايير الثقافية العامة في المجتمع.