التجديد في الأوزان والقوافي في شعر العصر العباسي

التجديد في الأوزان والقوافي في شعر العصر العباسي

  

 

التجديد في الأوزان والقوافي في شعر العصرالعباسي      

أ.م.د صفاء علي حسين

 

كلية الآداب-قسم اللغة العربية        

  إن الشعر فن جميل تستهويه النفوس مثل التصوير والرسم والنحت، وهو في اغلب احواله يخاطب العاطفة ، ويستثير المشاعر والوجدان . وهو جميل في تخير الفاظه ... ، جميل في توالي مقاطعه وانسجامها ، بحيث تتردد ويتكرر بعضها فتسمعه الآذان موسيقى ونغما منتظما .

  وقد طرأ في العصر العباسي تطور في مختلف مناحي الحياة، ومنها الشعرفقد شهد تجديدا في الشكل والمضمون.

ومن أبرز الشعراء المجددين بشار بن برد ،ومسلم بن الوليد ،وأبو تمام.

وقد نال التجديد في الأوزان والقوافي اهتماما كبيرا من لدن الشعراء،لما له من أثر كبير .

وشهد الإيقاع الموسيقي  حالة من الثبات في العصور التي سبقت هذا العصر، ويعدّ الوزن والقافية ركنين أساسيين يقوم عليهما الهيكل العام للقصيدة العربية.

   وما إن جاء العصر العباسي حتى بدأت ملامح التجديد تظهر على الإيقاع الموسيقي

 فقد عمد بعض الشعراء الثائرين على التقاليد الشعرية الموروثة إلى تبديدها وخلخلة الثابت منها، ولذلك فإنّنا نجدهم قد أخذوا ينوّعون في القوافي والأوزان لتنسجم والغاية الغنائية التي أصبحت القصائد تنظم لأجلها في ذلك العصر.?

وقد تطلب هذا إحداث تغيير وتنويع على المستوى الإيقاعي للقصيدة والمتمثل في الوزن والقافية، فظهرت قصائد تعرف بالمخمسات والمسمطات و الأراجيز التي تتيح للشاعر حرية أكبر للتنويع في الأوزان والقوافي، كما ظهر لون جديد من القصائد يسمى بالقصائد المزدوجة ومن أبرز روادها أبو العتاهية، ويرتكز فيها الشاعر على أسلوب التصريع في سائر أبيات القصيدة.

و آثر الشعراء الأوزان القصيرة من مجزوءات البحور كما ابتكر المولدون اوزاناً اسموها ب الأوزان المولدة   فاستعانوا بدوائر الخليل العروضية واستنبطوا منها ما يعاكسها مثل المستطيل الذي هو مقلوب الطويل.