احتفالية بمناسبة تخرج الدفعة الاولى

احتفالية بمناسبة تخرج الدفعة الاولى

 

كلمة بمناسبة تخرج الدفعة الاولى للعام (2015-2016)
الحمد لله رب العالمين.. خلق اللوح والقلم.. وخلق الخلق من عدم.. ودبر الأرزاق والآجال بالمقاديرِ وحكم.. وجمَّل الليل بالنجومِ في الظُلَمّ.
وبعد؛
إنَّ حلما راود المؤسسين لهذه الكلية قبل أكثر من سبعة اعوام حتى أصبحت اليوم صرحاً علمياً شامخاً من صروح جامعة الانبار. ولمؤسسي هذه الكلية بدءا بعميدها الاستاذ الدكتور راشد خليل ظاهر ومعاونيه للشؤون العلمية والإدارية وملاكها التدريسي والوظيفي، كل الاحترام والتقدير. ولم تكن كليتنا وجامعتنا المعطاء ، لتبلغَ الشأوَ العظيم الذي بلغته لولا تضافر جهود الأساتذة والموظفين والطلبة الاعزاء مع عمادة الكلية ، فلهؤلاء جميعا كل الحب والتقدير.
اعزائي الطلبة
لا شك لدي في أن المعارف التي اكتسبتموها والخبرات التي راكمتموها خلال دراستكم في كليتنا ، تؤهلكم للنجاح في حياتكم المقبلة. لكن عليّ أن أصدقكم القول إنَّ النجاحَ لن يكون سهلاً. على المرء، لا بد أن يواصل طـَرْقَ باب النجاح حتى تدمى منه وتتقرح مفاصل الأصابع. ومرة بعد مرة، سيوصد الباب في وجه المرء فيتعثر ويقع. ومرة بعد مرة، على المرء أن ينهض من عثرته وينفض الغبار عن ثيابهِ ويواصل الطـَرْقَ حتى ينفتحَ الباب على مصراعيه. ستسمعون من يقول: إنّ فلانا حالفه حظ النجاح. والواقع أن النجاح لم يحالف الا من سهرِ وتعبِ وجدَّ واجتهد ..
وإذا كنا قد ساعدناكم خلال دراستكم على أن تعدّوا للنجاح عدّته، وإذا كنَّا كما نفعل نحضكم على النجاح ونحثكم إليه، فلا يعني ذلك النجاح بأي ثمن. فكما قيل ليس من الحكمة في شيءٍ أن يربح المرء الدنيا ويخسر نفسه. النجاح، نعم! لكن النجاح الحق هو ذاك المقترن بالنزاهة. وليست النزاهة فحسب كفّ اليد عن المال العام والحرص عليه، بل لا يغامر بأموال الناس وأرزاقهم إن كان مؤتمنا عليها، وأن يكون صادقا مع نفسه قولا وعملا، وأن يتق الله ولا تأخذه في الله لومة لائم.
اعزائي الطلبة
قد تستغربون إن قلت لكم انتم ونحن محظوظون لأننا بالمعايير الكونية نعيش عصرا سعيدا. صحيح أن في واقعنا العراقي ما يفطر الفؤاد. تهجيرُ وقهرٌ وأسرٌ ونكرانٌ للحقوق الأساسية. وصحيح أن العالم مليء بمآسي الجوع والفقر والمرض! غير أن المشاركة في هذه السعادة تتطلب التعلـّم مدى الحياة. وليس التعلـّم في مجال اختصاص المرء ونطاق عمله فحسب، بل وأيضا في آفاق العلم والأدب. والحق أن سعة الاطلاع ورحابة المعرفة ليست شرطا للسعادة فقط، بل وللنجاح في عالم اليوم كذلك. أنتم الأمل، أنتم ونظراؤكم في باقي بلاد العرب.

اعزائي الطلبة
محظوظ من يترك أثرا على رمال الحياة. ولا يترُكَن أحد مثل هذا الأثر إلا بالعمل الصالح. فكما تعلمون، يذهب الزَبَد جُفاء، وأما ما ينفع الناس من علم وأدب وفن وتكنولوجيا فيبقى في الأرض. أتمنى أن يترك كل منكم أثرا وبصمة تنير الدراب للأجيال القادمة ..
اعزائي الطلبة
في مستقبل الأيام ستنظرون إلى وقتكم في الجامعة بكثير من الحب وكثير من الحنان وفيض من الحنين، ولربما ستقولون كانت تلك الايام  أجمل أيام العمر. وسنشعر نحن أساتذتكم بالفخر إذ نسمعكم تقولون ذلك. ولكن، ولكن، دعوني أقول صدقا إن الأمر يعود لكم، يعود لكم أن تجعلوا دوما أجمل الأيام تلك التي لم تأت ِ بعدْ. أتمنى أن تفعلوا. واخيرا .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
 
أ.د راشد خليل ظاهر
عميد الكلية