كلمة العميد بمناسبة حفل تخرج المرحلة السادسة

كلمة العميد بمناسبة حفل تخرج المرحلة السادسة

                                                        بسم الله الرحمن الرحيم

 

و به نستعين والحمد لله رب العالمين، والصلاةُ والسلامُ على اشرفِ المرسلين محمدٍ وعلي أله وصحبه الغر الميامين.

أما بعدُ ...فالسلام عليكم إخوتي وزملائي وأبنائي الطلبة ، زملاءَ المستقبل ِالقريبِ بإذن اللهِ . السلامُ عليكم جميعاً

   أتحدثُ إليكم اليوم نيابةً عن الهيأةِ التدريسية ِوعن كل منتسبٍ في كليةِ طبِ الانبار .
اخوتي اخواتي ... قبل سنةٍ من الآن كنت ُ أهنئُ الدفعةَ التي سبقتكم وكنت فرحاً بتخرجِهم وإكمال العام الدراسي بنجاحٍ وأمانٍ  و لكني كنتُ متخوفاً من استقبالِ سنةٍ دراسيةٍ جديدةٍ بصعوباتٍ اكبرَ وعوائقَ أكثرَ من السنةِ السابقة ِ، والحمدُ للهِ فهاأنا اليوم أهنئكم بقربِ نهايةِ العامِ الدراسي وقد تبددَ الخوفُ وملأني الفخرُ بكم والترقبُ لتخرجِ العامِ القادم والأعوام التي سوف تتلوه بثقةٍ وثباتٍ؛فصبرَكم وصبرَنا على المصاعبِ ، وحرصَنا وحرصَكم على إتمامِ العامِ الدراسي على أتمِ وجهٍ وأحسنِ صورةٍ من دونِ تهاونٍ أو تقصيرٍ في أيةِ مادةٍ أو أي موضوعٍ جعلني واثقاً إنّ كليةَ طبِ الانبار ( معي أو مع أيِّ عميدٍ  آخرَ) هي أقوى من كل المعوقاتِ بتلاحمِ قلوبِ أبنائها وقوةِ عزيمتِهم فتلاحمُنا ووقوفُنا جنباً إلى جنبٍ قد قوّى عزيمتَنا وإرادتَنا فشكراً لكم أبنائي على تحملِكم المعاناة وعلى جهودِكم المبذولةِ في الدراسةِ ، وشكراً لكم زملائي التدريسيين فعلى الرغم من كل ما كنتم تكابدونه من عناءِ التهجيرِ أضيفت لكم أعباءَ السفرِ من مكان إلى آخرَ وعلى الرغم من ذلك لم تتقاعسوا عن مهمتكم في التدريسِ وأداءِ المحاضراتِ، والتدريبِ العملي والسريري لنصلَ سويةً إلى برِّ الامانِ ؛ولأننا الانباريون الذين لا ينكرون فضلَ احدٍ بل يتباهون بالاعترافِ بالجميلِ.
   فانا اليوم أتوجه باسمِكم جميعاً بالشكر الجزيل إلى كلية طبِ المستنصرية عميداً وتدريسيين وطلبة وموظفين على تحملِهم لنا واستضافتِهم لكليتِنا وتقاسمِهم معنا بناية الكلية ِبجميع مرافقِها من قاعاتٍ ومختبراتٍ وردهاتٍ .
أبنائي الطلبة إنّ جهودَنا التي بُذلت طوالَ السنواتِ السابقةِ ليست فقط من اجلِ التخرجِ ، فالتخرجُ هو البدايةُ الحقيقيةُ لرحلةِ الكفاحِ لبناءِ أنفسِكم ومستقبلِكم لتكونوا أهلاً لكلِّ آمالِ وأحلامِ عوائلِكم ومجتمعِكم  ، وعليكم أن تتذكروا في كلِّ خطوة ٍمن خطواتِ رحلتِكم أنكم مرآة ُلكلية ِطب الانبار فانتم أعلى قيمةٍ علميةٍ في الهرم الجاًمعي لذا عليكم أن تكونوا قدوةً في أخلاقِكم وتصرفاتِكم ،
لا تتهاونوا في حمل مسؤولية القسم الذي اقسمتموه ..حاسبوا أنفسَكم قبل أن يحاسبكم الأخرون. ..ابنوا مستقبلاً يكسبكم المحبة والاحترام والثقة قبلَ أن يكسبكم المالَ والشهرةَ.
  كونوا الأبناء البررة لهذا البلدِ الجريحِ وتلك المحافظةِ المنكوبةِ ، فانتم دواءٌ لجراحِها وآلامِها وانتم من سيبنيها بعد أن دمّرها الذين أرادوا إعادتَها إلى عصورِ الجهلِ و العبوديةِ .
فاليومَ  تتزامنُ فرحتُنا مع أفراحِ تحريرِ مدنِنا الغاليةِ ( الرمادي وشقيقتِها هيت) ومن بعِدها كلُّ مدنِ الانبارِ ، ويملؤنا الأملُ والتفاؤلُ باعادةِ اعمارها لا تتخوفوا من حجمِ الدمارِ الذي أصابها فالحضارةُ لا تُبنى بالطابوقِ والاسمنتِ بل تبنى بالعلمِ والجدِ والصبرِ على المحنِ .
..
تهجرنا ..حربنا... سكنا في بيوتٍ غيرِ بيوتِنا ..درسنا في مدينةٍ بعيدةٍ عن مدينتِنا ..فقدنا من فقدناه..
ولكننا صبرنا وانتصرنا . ..أفبعد كل ذلك نعجز عن بناء مدينتِنا؟؟
؛فلنتعاهدْ جميعاً على أن نحول هذا الفرحَ الذي يملؤنا والأملَ الذي يغمرنا إلى اصرارٍ على بذل كل ما في وسعنا لنكون يداً واحدة قوية تكفكفُ دموعَ محافظتِنا ، وتلملمُ جراحَها وتعيدها أبية ، صامدة ، تتلألأ مرة أخرى كما كانت دوماً ، وسوف نكون قادرين حتماً على ان يكون اليوم المماثل لهذا اليوم من العام المقبل مقاماً علي ارض مدينتِنا وفي بنايةِ كليتِنا ( كليةِ طبِ الأنبارِ ) وهذا هو ابسط ُما نقوم به لنهونَ على أهلِ الأنبارِ والعراقِ مصابَهم بفقدانِ أبنائهم الأبطالِ ...
لكل ذلك فانَّ هذه الدفعةَ جسدت التلاحمَ والأخوة العراقيةَ الحقةَ ،ونحن أثبتنا للجميعِ بأننا شعب واحدٌ محبٌ لبعضه البعض ولا يتأخر احدٌ منا عن مساندة إخوتهِ عند مرورهم بأيةِ محنةٍ...

عرفاناً منا لدماءِ الشهداءِ الزكية فلنقفْ دقيقةً واحدةً  وقفةَ إجلالٍ وإكبارٍ لكلِّ الذين سقطوا من اجلِ تحريرِ مدينتِنا العزيزةِ ونقرأُ سورة َالفاتحة ِعلى أرواحِهم الطاهرةِ ندعو الله أن يفرجَ عن المغلوب ِعلى أمرِهم المحاصرين المساكين في فلوجتِنا العزيزةِ الأسيرةِ...اللهم آمين .

                                                وآخرُ دعوانا أنِ الحمد للهِ ربِّ العالمين