الأسمدة وأثرها في تلوث البيئة

الأسمدة وأثرها في تلوث البيئة

 

ا.د وقاص محمود عبد اللطيف الجبوري

رئيس قسم علوم التربة والموارد المائية

ان الهدف الأساس لإضافة الأسمدة العضوية او المعدنية الى الأرض الزراعية هو زيادة الإنتاج الزراعي كما ونوعا. الا ان الزيادة الكبيرة في استعمال الأسمدة في النصف الثاني من القرن العشرين في العالم بصورة عامة وفي منطقة الشرق الأدنى بصورة خاصة لغرض توفير الغذاء لمجابهة الزيادة المطردة في السكان يجلب الانتباه ان هذه المواد الكيميائية إذا لم يحسن استعمالها تكون احدى وسائل تلوث البيئة (الهواء، الماء، التربة) حيث ازداد استعمال الأسمدة في المنطقة العربية في نهاية الستينات من القرن الماضي والى حد وقتنا هذا بشكل كبير.

ان انتاج الغذاء وتوفيره للبشرية يعد المهمة الأولى التي تجابه العالم على مستويات كافة، ولذلك سوف تستمر إضافة الأسمدة كوسيلة من وسائل زيادة الإنتاج ولأجل التقليل من الأثر السلبي لهذه المواد الكيميائية في البيئة مع الاستمرار في استعمالها لزيادة الإنتاج الزراعي يجب ان تنصب الجهود العلمية والفنية على الأساليب الإدارية للعملية الزراعية ومنها إضافة الأسمدة للوصول الى كفاءة عالية لاستعمال هذه الأسمدة. ومعروف ان الأسمدة إذا ما أحسن استعمالها وأضافتها بالكميات التي تحتاجها النباتات وفي الأوقات التي تكون الحاجة اليها من قبل النباتات في أشدها فان تأثيرها في البيئة سوف يكون محدودا، حيث لا يمكن مقارنة التأثير الضار لكيميائيات المبيدات في البيئة مع تأثير الأسمدة. ان الأسمدة هي عناصر غذائية موجودة في النباتات واجسام الحيوانات وكذلك الانسان وإذا لم يحصل عليها النبات او الحيوان او الانسان بالكميات الكافية سوف تؤدي الى حدوث امراض مختلفة في حين ان المبيدات هي مواد صنعت لقتل الاحياء سواء حشرات او فطريات او بكتريا واضافتها سوف تؤدي الى خلل في التنوع الاحيائي إضافة الى سميتها العالية للإنسان والحيوان. ان هدفنا كعلماء في الزراعة يجب ان ينصب على وضع إستراتيجيات وأفكار وتشجيع واستمرار التطور الزراعي في اقل ضرر على البيئة بأجراء تسميد متوازن والذي يجب ان يدعم بجدوى اقتصادية لهذا الاستعمال. ان المشكلة البيئية التي تخص الأسمدة تنحصر بشكل رئيس بالاستعمال المفرط وغير المبرمج للأسمدة النيتروجينية والفوسفاتية والاسمدة العضوية وتحولاتها ومصيرها بعد الإضافة.