أ.د. عبد الوهاب اخضير العبيد

قسم علوم التربة والموارد المائية

 تعد جدولة الري بشقيها من حيث كمية الماء الواجب إضافته وموعد الإضافة العنصران الأساسيان لنجاح عملية الري في الطرائق والأساليب المختلفة، وإن حدوث خلل في أحد هذين العنصرين سينعكس سلبياً على نمو النبات، وكثيرا ما يؤدي الاختلاف في مواعيد الري ( فاصلة الإرواء ) إلى عدم الحصول على النمو الطبيعي للنبات ، وربما أدى أحيانا إلى فشل هذا النمو وخاصة عند تعريض النبات للإجهاد المائي ( عدم الري في الوقت المناسب).

إن من طرائق الري التي تجاوزت هذه المشكلة : الري بالنضح ، وهو فتح الماء باستمرار على مدار الساعة منذ بداية الزراعة ، وتعد هذه الطريقة قديمة بمفهومها ، وحديثة بتطويرها وتطبيقها ، فهي شبيهة بمنظومة الري بالتنقيط إلا أنه يوضع مكان المنقطات الناضحات وهي أجسام مسامية ينضح الماء من داخلها نحو الخارج وهي مدفونة في المنطقة الجذرية حيث تقوم الجذور بامتصاص الماء المنضوح مباشرة ،وتتلخص هذه الطريقة  بمعايرة شبكة الري لإعطاء التصريف  من الناضحات بما يتناسب مع  .ET مقدار ما يفقد بالاستهلاك المائي عبر التبخر نتح. لقد تم في الآونة الأخيرة العديد من الأبحاث المنشورة ورسائل الماجستير وأطاريح الدكتوراه باستخدام الناضحات المصنوعة من الفخار على العديد من محاصيل الخضر منها الخيار والطماطة والبطاطا والباقلاء ، وكان من مشكلات التطبيق هو التغاير في مقدار التصريف بين هذه الناضحات وفقاً لدرجة الشواء ، ثم تم التغلب على هذه المشكلة بتصنيع ناضحات اسمنتية حصلت على براءة اختراع، ومع تقدم العلوم ودخول تقنية النانو في مجال الري تم تصنيع أنابيب بلاستيكية تحتوي على منقطات نانوية في العديد من دول العالم وهي متوفرة في الأسواق المحلية والتي تم  استخدامها في الري بالنضح عند الضغوط التشغيلية المنخفضة جداً ( 0.2 – 0.3 م ) .