الطفرات ودورها في تربية النبات

الطفرات ودورها في تربية النبات

 

الطفرات ودورها في تربية النبات

م.د. احمد شهاب عبد الله

   ان مصطلح الطفرة (Mutation) يشير الى التغيرات الحاصلة في المادة الوراثية والى العملية التي يحدث عن طريقها هذا التغيير. والكائن الحي الذي يبدي شكلاً مظهرياً جديداً نتيجة الطفرة يسمى بالطافر (Mutant) وبعبارة أخرى فأن الطفرة هي تغيير فجائي مستمر في التركيب الوراثي للكائن الحي ومتوارث خلال الاجيال، ولا يشمل هذا التعريف الاتحادات الجديدة الناتجة عن العبور. وتعتبر الطفرة مصدر أساسي للتغايرات الوراثية في الطبيعة وتوفر امكانية التطور لاغراض التكيف مع التغيرات البيئية الجديدة. ومن ناحية اخرى فان ازدياد معدل الطفور قد يؤدي الى عدم الانتظام في انتقال المعلومات الوراثية بدقة من جيل لاخر. ان الطفرات يمكن أن تكون على مستوى الكروموسومات وتسمى بالطفرات الكروموسومية او ان تكون على مستوى الجينات (على المستوى الجزيئي) وتسمى بالطفرات الجينية والطفرات تكون طبيعية او صناعية (مستحدثة)، ومن الامثلة حول استعمال الطفرات الطبيعية في تربية النبات هي استنباط اصناف قصيرة من الذرة الرفيعة حيث ان الاصناف القديمة منها طويلة ويكون حصادها باليد، بينما الطفرات الصناعية يوجد كثير من الوسائل التي تساعد على احداثها وتعتبر المواد المشعة والمواد الكيميائية وسيلتين هامتين يمكن استعمالهما للحصول على الطفرات الصناعية في النباتات وبذلك توفر لدى مربي النبات اختلافات وراثية يمكن له ان يجري عليها الانتخاب لغرض التحسين.

   ان الاجراءات المتخذة في استعمال الطفرات المختلفة تتباين تبعا لاختلاف الأنواع، الاغراض، واجزاء النبات المعاملة وعلى الأغلب فان استعمال معاملات الاشعاع تكون عادة على البذور وذلك لعدة اسباب هي أن البذور يمكن أن تعامل تحت ظروف اكثر سيطرة من رطوبة وحرارة ومستوى الاوكسجين والضغط الجوي بالاضافة الى انه يمكن معاملة عدد كبير من البذور في نفس الوقت.

   في العراق فقد وضعت خطة منذ عام 1969 تهدف بالاساس الى امكانية الاستفادة من الطاقة النووية في القطاع الزراعي للمساهمة بالنهوض بالانتاج الزراعي الى مستوى يتناسب ومتطلبات التحول النوعي ومن بين البحوث التي في المقدمة ما يتعلق بالتنشيط الاشعاعي (Stimulation) لنمو وتطوير وانتاج المحاصيل الزراعية كالحنطة والشعير والذرة الصفراء وعباد الشمس في ظروف القطر عن طريق معاملة البذور بجرعات واطئة نسبياً باشعة كاما نظرا لأن مثل هذه البحوث تعطي نتائج سريعة نسبية مقارنة بالبحوث الأخرى، هناك بعض المأخذ عند استعمال هذه الطريقة وتتلخص ?ايلي:

1-    معظم الطفرات التى تحدث في الكائن الحي تكون ضارة ونسبة كبيرة منها و ذات تأثير مميت  (Lethal)

2-    معدل حدوث الطفرات المفيدة منخفض ويجب زراعة وفحص اعداد كبيرة جدا من النباتات ل?? نجد من بينها الطفرة المناسبة.

3-    يجب اختبار النباتات الطافرة بعناية فائقة.

4-    لا يمكن تم?ز الطفرات ذات التأثير الصغير والتي قد تصبح مفيدة لمربي النبات المدى البعيد ومن المعروف بأنها لا تسبب خلل في التوازن الخاص بالتركيب الوراثي للنبات مثل الطفرات الكبيرة.

فوائد طريقة التربية بالطفرات:

1-    الطفرات هي انتاج اختلافات غير موجودة، لذلك فأن استعمال الطفرات في التربية يجعل مربي النبات لا يعتمد كليا على الطبيعة في تجهيز المادة الأولية، وهذا يعني أن الاختلافات لاتكون نتيجة اعادة التركيبات الوراثية كما في التهجين ولكنها في هذه الحالة تكون اصيلة وذات خلق جد?د.

2-    عندما لا يكون هناك احتمال للتحسين بالطرق المتبعة في تربية النبات مع الأخذ بنظر الاعتبار توفر الاختلافات فأن البديل الوحيد كما ذكر سابقا هو التربية بواسطة استعمال الطفرات.

3-    في بعض الحالات الخاصة فأن استعمال الطفرات في التربية قد تلعب دوراً هاماً في تربية وتحسين المحاصيل.

لذلك يتطلب الامر استعمال الطفرات لاغراض التربية بواسطة الاشعاع لغرض استنباط اصناف من المحاصيل المحسنة والسلالات التجارية المهمة الملائمة للبيئة، حيث تعتبر من أحسن الطرق في استخدام الطاقة الذرية للاغراض السلمية.