الانقلاب المناخي وتأثيره على مواعيد الزراعة

الانقلاب المناخي وتأثيره على مواعيد الزراعة

 

م. د. ياسين عبد احمد

قسم المحاصيل الحقلية

ان التغيرات المناخية للبلدان الفقيرة ودول العالم الثالث لها اثرا كبير على امنها الغذائي، والذي بدوره سينعكس سلبا على الامن القومي لتلك البلدان. هذا لأنها الاقل استعدادا للتكيف لتلك التغيرات. بالرغم من تطبيق أحدث تكنولوجيا التنبؤ بالأحداث المستقبلية للتغيرات البيئية، لايزال العالم وفي مستهل الألفية الثالثة عاجزا عن إيجاد حلول كفيلة لمواجهة هذه التحديات. ان مشكلة الحرارة والجفاف أصبحت المسؤولة عن تدهور ثلث الأراضي الزراعية ومشكلة العجز الغذائي. من المتوقع في العقود المقبلة رؤية المزيد من التغيرات في درجة الحرارة، وتغير مناسيب مياه الأنهار والبحار.، إذْ بدت واضحة انعكاسات مشكلة التغيرات المناخية في المناطق الجافة وشبه الجافة التي يقع العراق ضمنها على الأمن الغذائي.

هنالك تقرير من الولايات المتحدة الامريكية بخصوص التغيرات المناخية التي ربطتها بالأمن القومي، اذ حدد هذا التقرير احدى عشر دولة سيكون تامين الطاقة والغذاء والصحة معرّض فيها للخطر جراء التغير المناخي. هذا بدوره يجعل تلك البلدان فريسة لعدم الاستقرار والنزاع الداخلي. ومن شان الموجات الحارة والجفاف ان تؤثر على الخدمات التي لها علاقة بخدمة المجتمعات التي تعيش في تلك البلدان. من المخيف ان هذا التقرير وضع العراق من ضمن تلك الدول التي سوف تتعرض لهذه التغيرات وقد لوحظ في الآونة الاخيرة بوادر هذه المشكلة. لذلك علينا اعتبار هذه التغيرات انذار لنا بالاستفادة من التقنيات الجيولوجية الحديثة وكيفية التكيف مع الاثار السلبية للمناخ. إضافة الى ذلك الاستفادة من المساعدات التي تقدمها الدول التي تولي اهتماما لهذه التغيرات المناخية وسبل مواجهتها.

لغرض النهوض بالواقع الزراعي وزيادة غلة المحاصيل المختلفة لابد من تحديد الموعد الامثل لزراعة تلك المحاصيل، لأنه يوفر الظروف المثالية للنمو ولا سيما الاستراتيجية منها لتحقيق الامن الغذائي. لزيادة الحاصل وتجنب تضررها نتيجة التغيرات المناخية عند زراعته في البيئات العراقية، لابد من تغيير المواعيد الزراعية حسب الظروف البيئية المحيطة بتلك المنطقة من اجل الحصول على الموعد الامثل لنمو وانتاج تلك المحاصيل.

إن لمواعيد الزراعة دوراً لا يقل أهمية عن اختيار الأصناف الجيدة، إذ إن تحديد الموعد الأكثر ملاءَمة لنمو النبات يشكل أحد الأسس التي يُعتمد عليها في زراعة المحاصيل المختلفة. لا سيما عندما يلجأ بعض المزارعين وتحت ظروف معينة، إلى التبكير أو التأخير في موعد الزراعة، هذا لأجل توفير درجات حرارة ملائمة للبزوغ والإنبات، حتى الوصول إلى مرحلة التزهير وإنتاج البذور. ان اختلاف مواعيد الزراعة يؤثر معنوياً في الحاصل الاقتصادي للنباتات المختلفة وخصوصا المحاصيل الحقلية. ان الهدف من معرفة الموعد المناسب للزراعة هو لغرض احداث تزامن في مراحل النمو وتشكل اعضاء المحصول مع الظروف الملائمة من حرارة ورطوبة وضوء بما يؤدي الى زيادة الانتاج.