الأخطاء اللغوية في الرسائل والأطروحات الجامعية

الأخطاء اللغوية في الرسائل والأطروحات الجامعية

 

م.م.عبد الحميد هايس ال درويش

كلية الزراعة جامعة الانبار

تعد اللغة العربية النهر الخالد لهذه الأمة اذ تمثل أداة الفكر والتعبير عن هذه الحضارة الخالدة اذ ان الله تعالى اختارها لتكون اللغة التي دون بها كتابه القرآن الكريم لما تتصف به من سمات جعلتها الأغنى لفظاً والأكثر اتساعاً والأحسن اداءً والأعذب مقالاً بين اللغات، كما أسهمت في تلبية حاجات الامة والمجتمع من خلال علومها وفنونها وآدابها وقواعدها وتوسعها في جوانب الحياة الأخرى وارتباطها بها. من حيث التعبير عن الكليات والجزئيات فزخرت الدراسات بهذه اللغة منذ عصر صدر الإسلام مروراً بالعصور الأخرى. فتنوعت علومها وتفرعت أبوابها ومقاصدها وكثر الاهتمام بها من عهد الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم حتى يومنا هذا في الكتب والمؤلفات والحواشي والمعاجم اللغوية والقواميس والرسائل والاطاريح الجامعية، فلغة هذه الرسائل والاطاريح العلمية التي تُكتب باللغة العربية ينبغي عليها ان تحافظ على قواعد هذه اللغة والابتعاد عن اللحن وصحة صياغة العبارات وغيرها، وقد شخصت بعض الملحوظات والمآخذ على هذه الرسائل وجعلتها في محورين

 المحور الأول: أخطاء في لغة الكتابة، وهي على النحو الآتي:

أخطاء إملائية: كأن يبدل حرف بحرف كاستبدال الظاء بالضاد او العكس، او عدم الفصل بين الكلمات عند الطباعة، او عدم التفريق بين التاء المربوطة والهاء، او الخطأ في كتابة نهاية بعض الأفعال التي تنتهي بالألف، ك (دعا، عفا)

·       كتابة الهمزات: اذ لا يجيد بعض الباحثين كتابة الهمزات ومواطنها ولا يفرق بين القطع والوصل وإذا بدء بهمزة ساكنة فلا يعرف كيف تكون حركتها.

·       ان يبتعد الباحث عن تعظيم نفسه وذلك باستخدامه ضمائر المعظم نفسه (إنا، نحن، نرى، نذهب … الخ)، والأصح أن يأتي بضمائر وعبارات تدل على التواضع وبصيغة الإفراد.

·       عدم اجادة بعض الباحثين استخدام الضمائر مثل (ضمير المتكلم، المخاطب، الغائب) وجموع هذه الضمائر.

·       عدم اجادة استخدام حروف الجر في ربط الجمل والكلمات مع بعضها بعضاً، اذ لكل حرف معنى كما ذكر ذلك النحويون، فلا يجوز ان نجعل حرفاً مكان حرف آخر مخالف له بالمعنى والدلالة.

·       ركاكة الأسلوب والعبارات التي يستخدمها الباحث عند كتابته للبحث وعدم قدرته على الكتابة بأسلوب انشائي صحيح فصيح، مما يؤدي ذلك الى ضياع فكرة البحث الأساس وذهاب معناها.

·       تكرار بعض الكلمات نفسها لأكثر من مرة كتكرار الأسماء مثلاً، كأن يقول: قال الفارابي كذا ورأي الفارابي كذا وترجيح الفارابي في كذا فيلاحظ هذا التكرار الذي لا داعي له، فكان على الباحث ان يعوض عن ذلك التكرار بالضمائر التي تعود على القائل الأول، فالأصح ان يقال: قال الفاربي كذا ورأيه في كذا وترجيحه للمسألة هو كذا.

·       النقل عن مصادر تستخدم كلمات معقدة او صعبة وثقيلة على اذهان السامع او الفاظ غير فصيحة او دخيلة غير اصيلة، فيقوم الباحث بكتابتها كماهي دون ان يجري عليها أي تبديل او تغيير وكأنها فتاوى مقدسة ومسلمات بدهية لا تقبل النقاش او الجدل.

·       الاطالة المملة لمعنى الموضوع المنفرة للقارئ التي لا تتوافق مع روح البحث ومحوره، فينبغي على الباحث ان يبتعد عن التطويل الممل والاختصار المخل.

·       الإكثار من الاستطرادات في غير محلها، ومعنى الاستطراد ذكر الشيء في غير محله بدون مناسبة.

·       أخطاء في الترجمة عن اللغات الأخرى الى العربية، ويكون ذلك عن طريق ترجمة غير قانونية غير صحيحة مثلاً ترجمة الغوغل وغيره من التطبيقات الاخرى.

 

المحور الثاني: أخطاء فنية وتنسيقية، وفيه:

·       الأخطاء في ترقيم صفحات البحث وملاحقه، فصفحة عنوان البحث لا تعطى رقماً ولا حرفاً، و (الآية الكريمة، الاهداء، الشكر والتقدير، قائمة المحتويات) تعطى أحرفاً لا ارقاماً.

·       عدم معرفة ومراعاة علامات الترقيم واستخدامها في مكانها الصحيح ك (الفاصلة، الفاصلة المنقوطة، النقطة، النقطتان، علامة الاستفهام، علامة التعجب، علامة الحذف، قوس التنصيص).

·       عدم الاهتمام بحجم الخطوط وضبطها وتنسيقها.

·       وجود الفراغات الكبيرة بين الصفحات وبين المطالب والمباحث والفصول.

وعلية يجب ان تخضع جميع الرسائل والأطروحات لمقوم لغوي مختص، له باع طويل في التصحيح اللغوي ومشهود له بالأمانة العلمية والسيرة الحسنة. 

لتحميل المقالة انقر هنا