الصناديق الغاطسة Sinking Fund .. وتعزيز التنمية

الصناديق الغاطسة Sinking Fund .. وتعزيز التنمية

 

م.م. نعم عبد الحميد فواز

قسم الاقتصاد الزراعي

يتم إنشاء الصناديق الغاطسة لغرض سداد الديون بشكل أساسي فيخصص مالك الحساب سواء كان دول او شركات مبلغًا معينًا من المال بانتظام ويستخدمه فقط لغرض معين وهذا ما يميزه عن الادخار، فالثاني يمكن استخدامه لشتى الأغراض. وقد يستخدم هذا النوع من الصناديق لتعويض الفاقد في الاندثارات للأصول الرأسمالية او لعمليات التنمية المحلية كضامن للقروض الممولة لها في حالة الصناديق السيادية الغاطسة. في كثير من الأحيان ، يتم استخدامها من قبل الشركات لإعادة شراء السندات الصادرة أو أجزاء من السندات قبل تاريخ الاستحقاق وهي  طريقة لجذب المستثمرين لأن الصندوق يساعد في إقناعهم بأن المُصدر لن يتخلف عن سداد مدفوعاته وبالتالي تقليل مخاطر الائتمان، وقد يتم إصدار بعض السندات مع إرفاق ميزة الصندوق الغاطس ، وهنا سيتم تحديد تاريخ استرداد السند بوقت مبكر باستخدام الصناديق الغاطسة ، ومن اهم مزاياه أيضا جذب المستثمرين ،أن الدول او الشركات والتي لديها قدر كبير من الديون تكون نسبة المخاطرة فيها عالية لكن وجود صناديق غاطسة تقدم نوع من الضمان للمستثمرين في حالة التخلف عن السداد أو الإفلاس ، كذلك تمكن الدولة استرداد السندات في وقت الاستحقاق بمبلغ اقل مما لو تخلفت عن السداد بعدم وجود تغطية من الصندوق. كذلك إمكانية خفض أسعار الفائدة فالدول او الشركات التي تعاني من ضعف التمويل والمديونية تجد من الصعوبة الحصول على قروض ما لم تقدم أسعار فائدة مجزية للمقرضين وهذا يعد تكلفة عالية وعبء بالتالي إيجاد هذا النوع من الصناديق سيجذب المستثمرين ومن الممكن الاقتراض بأسعار فائدة مخفضة وهذا يمثل جدارة ائتمانية، وأخيرا تعتبر وسيلة استقرار مالي  فقد تتعرض الدول او الشركات الى أوضاع او صدمات من الممكن ان تهز ثقة المستثمرين فيها لكن  بوجود الصناديق الغاطسة يمنحهم الاطمئنان وثقة بالمركز المالي للدولة او الشركة وقدرتها على إعادة شراء الديون وينتج عن هذا وضع ائتماني جيد ومستثمرين واثقين.

خلاصة القول ان تأسيس صناديق غاطسة وسيلة ضمان للتنمية ولاستمراريتها وعلى صناع القرار في العراق النظر الى الموضوع بجدية وتعزيز صناديق سيادية غاطسة من عائدات النفط فهي وسيلة، اذ لم تكن للحصول على تمويل للتنمية، فللاستفادة منها في سداد المديونية الخارجية في حال تعرض العراق لصدمة اسعار النفط والذي يمول اغلب تلك الديون.

لتحميل المقالة انقر هنا