دودة الارض وسماد الدود دودة الأرض

دودة الارض وسماد الدود دودة الأرض

أ.د. جمال صالح الكبيسي 

(وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِّن مَّاءٍ فَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ وَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (النور45).

 

وُجدت دودة الأرض منذُ مِائَةٍ وعشرين مليون عام مضت، عاشت وتكاثرت وتنوّعت فى كل ‏بقاع الأرض فيما عدا المناطق الصحراوية شديدة الجفاف والقطبين الجليديين، يقدر العلماء أنه يوجد أكثر من 2700 نوع من أنواع دودة الأرض، ويعود هذا التنوع إلى ‏عاملين رئيسيين:أولاهما الطفرات الوراثية وثانيهما تأثير البيئة، ‏ساعدها فى ذلك أنها ضاربة في عمق الزمن وكذلك نشاط الإنسان الزراعى ‏والتجارى والاستيطانى فى القرون الماضية وحتى يومنا هذا، تقضى دودة الأرض وقتها خلال النهار تحت سطح الأرض فى نشاط غذائى دؤوب، حيث تشق ‏أنفاقها ملتهمة تراب الأرض الحاوي على المواد العضوية المتحللة والفطريات ‏والطحالب وجذور النباتات المتحللة التى تحتويها التربة، وخلال ساعات ‏الليل تخرج دودة الأرض إلى سطح التربة لتواصل نشاطها الغذائى على أوراق ‏الشجر الساقطة والحشائش ومخلفات الحيوانات ومواد عضوية اخرى ولتتخلص من مخلفاتها، فدودة الأرض تحافظ على أنفاقها نظيفة، كما تخرج الى سطح الأرض للتزاوج أو للإنتقال ‏من تربة الى أخرى، فحركتها على سطح التربة تكون أسرع وأسهل.

تعتبر دودة الارض الحمراءwiggler  ‏ Red هي من أفضل ديدان الارض المتاحة والتي ‏تتلائم مع ظروف العراق فهي الأكثر قابلية للتكيف، إذ يمكنها ان تتحمل مجموعة كبيرة من ‏الظروف البيئية والمتغيرات لأسباب عديدة فهي سهلة الرعاية و تتكاثر بسرعة و تتحمل ‏درجات حرارة عالية نسبيا.

للدودة شكل اسطواني تقريبا (مقوسة من الناحية الظهرية ومسطحة من الناحية البطنية) وتستدق ‏من النهايتين وخاصة الأمامية، يتراوح طول دودة الأرض الحمراء بين 12و30سم، جسمها مقسم الى حلقات عددها يزيد على 100 حلقة، للدودة لون وردي فاتح الى بني ‏محمر، وليس للدودة منطقة رأسية مميزة فهي خالية من الأعين والمجسات واللوامس، تتضخم ‏الحلقات (32-37) مكونة تركيبا غديا يدعى السرج له وظيفة تكاثرية، ولكل حلقة جسمية ‏اربعة أزواج من الزوائد الكايتينية قوية تساعدها على الحركة. القناة الهضمية لها عبارة عن ‏أنبوبة مستقيمة كاملة تبدأ بالفم وتنتهي بالمخرج‏، وتتكون من الفم والبلعوم والمريء والمعدة والحويصلة والامعاء وأخيرا المخرج. علماً أن هناك أنواع من ديدان الارض قد يصل طولها الى بضعة امتار مثل الإسترالية والجنوب أفريقية. 

 

 

لدودة الارض فوائد عديدة وهامة يمكن تلخيصها بما يلي:

1 - تدوير المخلفات العضوية المنزلية ومخلفات المدن المسببة للتلوث البيئي وتحويلها الى ‏سماد عضوي عالي الجودة يحتوي ‏على عناصر غذائية ضرورية للتربة والنبات وهو ما يطلق عليه سماد الدود ‏Vermicompost الذي يغني عن نسبة كبيرة من الاسمدة الكيمياوية الضارة والمكلفة.‏

‏2زيادة إنتاج المحاصيل التي تكون عالية الجودة وآمنة صحيا وبيئيا خالية من الملوثات ويعيد مذاقها للطبيعة . ‏

 

‏3- زيادة مسامية وتهوية التربة من خلال الأنفاق التي تحفرها الدودة.

‏4- تحسين الحالة الخصوبية للتربة وزيادة العناصر الغذائية الجاهزة فيها.

5- معادلة درجة حموضة التربة ‏.pH

6- تحفيز الاحياء الدقيقة النافعة كالبكتيريا التي تزداد اعدادها على جوانب ممرات ‏الديدان حيث ان المادة المخاطية التي تحيط بها تشكل مواد غذائية هامة للبكتيريا فضلا ‏عن المواد الغذائية التي تدخلها الدودة الى أنفاقها.

7- تساعد الديدان في المكافحة الحيوية إذ يرتبط ارتفاع أعداد ‏ديدان التربة بانخفاض شديد للممرضات وأعداد النيماتودا بسبب بعض الإفرازات التي ‏ تفرزها هذه الديدان.‏

‏8- تفرز الديدان بعض الأنزيمات ومنظمات النمو التي تعمل على زيادة نسبة الإنبات وزيادة ‏التفرعات والنمو.

9- أثبتت دودة الأرض كفاءة عال?ة في التخلص من التلوث الك?م?ائي و‏المعادن الثق?لة، إذ أن دودة الأرض بعد تناول?ا للتربة والمواد ‏العضو?ة تقوم بإستخلاص المعادن الثق?لة، ثم تقوم إما بتحليل تلك ‏المواد أو تغ??ر خواص?اعن طر?ق خلط?ا بإفرازات?ا من الإنز?مات ومواد أخرى إلى مكونات ‏غ?ر ضارة بالتربة والإنسان.

‏10- تستعمل الدودة كطعم وغذاء للأسماك والطيور ويمكن أن تدخل كغذاء بروتيني في عليقة ‏حيوانات المزرعة كالأبقار والأغنام والدواجن والارانب. وحللت هذه الدودة و تبين أنها لا تضر بالإنسان فقد إستخدمها الأمريكيون والكنديون بعد ‏تجفيفها كغذاء بروتيني يومي ‏وإستخدمت في دول شرق آسيا في كثير من الأطعمة كغذاء للإنسان. ‏

سماد الدود Vermicompost

الفيرميكمبوست هي كلمة لاتينية تتكون من جزئين: الجزء الاول Vermi تعني ‏الدود والجزء الثاني ‏Compost وتعني سماد لتصبح كلمة Vermicompost ‏هي سماد الدود. وهو سماد ناتج من فضلات الدود نتجت عن تناول ‏الدود للفضلات العضو?ة كنفايات المنزل والحديقة ومخلفات المطابخ وأوراق الاشجار للمزارع ‏والبساتين ومخلفات الكارتون والورق ومخلفات المدن والأسواق والمعامل وغيرها، ومن ثم ‏افراز بعض الإنز?مات عل??ا داخل ج?از الدودة ال?ضمي وإخراج?ا، فضلا عن بقا?ا عضو?ة ‏نتجت عن طر?ق من ?شاركون الدود الإقامة بالمزرعة و?ي بعض الفطر?ات ‏والبكتريا (الكائنات المج?رية)، وتختلف نسبة المكونات العضو?ة ب?ذا الف?رميكومبوست حسب نوع الفضلات العضوية التي ‏تتغذى عليها الديدان فتز?د بعض المكونات أح?اناً و?نقص بعض?ا الآخر أح?انا أخرى‏. كما أن الف?رميكومبوست ?عد أقل أنواع الأسمدة تلوثاً بأنواع الكائنات الدق?قة المسببة لأمراض ‏النبات، وأغنا?ا بمغذ?ات النبات، وكل مكونات الف?رميكومبوست تقريبا تذوب بالماء ف?س?ل على النبات ‏امتصاص?ا والإستفادة من?ا.‏ ‏