أنتاج هجن الذرة الصفراء ثنائية الغرض

أنتاج هجن الذرة الصفراء ثنائية الغرض

 

أ.م.د. زياد عبد الجبار عبد الحميد و هديل صبار حمد

       تمثل الذرة الصفراء Zea mays L). )  العصب الذي يديم الحياة للعديد من المجتمعات البشرية وتعد زيادة حاصل الحبوب هدفاً رئيسياً لمربي النبات عموماً والذرة الصفراء خصوصاً وهم في بحث دائم عن المواد الوراثية ذات الاداء الحقلي المتفوق  وتعد الذرة الصفراء  من المحاصيل الحبوبية المهمة التي تمتاز بسهولة عملية التهجين والأنتاج على نطاق واسع مما ساعد على انتشار زراعتها لتخفيف أزمة الغذاء العالمية , بالاضافة لفائدة محصول الذرة الصفراء كغداء للإنسان , يستعمل كذلك كمحصول للعلف  حيث تستعمل حبوبة كعليقة مركزة للدواجن والاغنام ن والابقار لأنه غني بالنشا والبروتين والزيت وبعض الفيتامينات كفيتامين A فضلا عن المواد المعدنية  , تبلغ نسبة النشأ في حبوب الذرة الصفراء بحدود 70% والبروتين 10% ونسبة الزيت في حبوبه 4%  , اما الجزء الخضري للنبات (الاوراق و الساق) فيستعمل لصناعة الدريس والسايلج  أذ تعد من انسب المحاصيل لعمل السايلج  وذلك لأرتفاع نسبة الكاربوهيدرات, ونظرا لشحة الاعلاف الخضراء في العراق خلال موسم الصيف بصفتها مشكلة مهمة تعاني منها مشاريع تطوير الثروة الحيوانية وما يسهم به هذا المحصول في امكانية حل جزء من هذه المشكلة لذلك فان توفير بذور هجن واصناف ذات انتاجية عالية من العلف الاخضر يعد امراً غاية في الاهمية ، لذا يسعى مربو النبات لأيجاد أفضل الهجن من خلال تشخيص أفضل الآباء بما يحقق أعلى قوة هجين يمكن ذلك بأستخدام أعداد من السلالات النقية لتقييم وأنتاج أفضل الهجن للأستفادة من جميع الظواهر الأيجابية التي تؤدي الى زيادة حاصل النبات وأهم الظواهر التي يهتم بها مربي النبات هي صفة قوة الهجين Hybird vigor التي تحدث في الجيل الاول 1F وهي ظاهرة قديمة قدم النبات وقد وجدت في الطبيعة وأرتبطت بالتلقيح الخلطي وتطورت من خلال عملية التطور الطبيعي التلقائي للأنواع النباتية وقوة الهجين تعرف على أنها الزيادة الحاصلة في أفراد النسل الناتج من تضريب ابوين (مختلفان وراثيا عن بعضهما) في قوة النمو او زيادة الحاصل او زيادة حجم النبات عن متوسط الابوين المشتركين في التهجين او من افضلهما وتزداد قوة الهجين كلما قلت درجة القرابة الوراثية بين الفردين المشتركين في الهجين . وأن أستخدام بعض الهرمونات النبات?ة ورشها على النبات له دور فسلجي ووراثي بارز, إذ تعمل على تشجيع نمو النبات وزيادة كفاءة التمثيل الضوئي والتزهير,وتأثيرها الخارجي على النبات يعتمد على عدة عوامل بما في ذلك الجرعة المستخدمة ونوع النبات الذي يتم استخدام المنظم عليه ومرحلة نمو النبات وطريقة إضافته ان استخدام هذه المنظمات وحدها لا يكفي في رفع إنتاجية المحصول إلا إذا رافقها هجين أو صنف أو تركيب وراثي  ذو كفاءة عالية في استخدام المغذيات وعوامل البيئة الأخرى لتحسين نمو النبات وتحويل منتجات عملية التمثيل الضوئي إلى حاصل اقتصادي فأبرز التأثيرات التي تعملها بعض المنظمات النباتية هي أبقاء الاوراق خضراء لمدة أطول من المعتاد قد تصل الى ما بعد حصاد المحصول للاستفادة منها كعلف أن عملية انتاج الهجن تتم عن طريق ادخال مجموعة من سلالات الذرة الصفراء في برنامج التضريب التبادلي النصفي وتقييمها من خلال حساب قوة الهجين للهجن التبادلية .والهجين الفردي ينتج من تهجين سلالتين على درجة عالية من النقاوة معا، لذلك يجب عمل خطوات متسلسلة لإنتاج هكذا هجين أو تركيب وراثي ويجب ان يكون القائم بالعمل على مستوى عالي من الناحية العلمية والفنية والعملية ويتطلب ذلك عدة مواسم . تبدأ بزراعة سلالات نقية من الذرة الصفراء  , وكما معروف فأن نبات الذرة الصفراء يحتوي أزهارا ذكرية وأنثوية على نفس النبات وعند بداية التزهير الانثوي يغلف العرنوص الرئيسي والسليم من الامراض وتأثيرات الحشرات (قبل ظهور الحريرة) بأكياس ورقية  وبعد ظهور الحريرة بشكل كامل تغلف النورة الذكرية بكيس ورقي و تنقل حبوب اللقاح من النورة الذكرية الى حريرة العرنوص بنفس كيس حبوب اللقاح مع ملاحظة بقاء الكيس على العرنوص حتى الحصاد.فعندما تكون لدينا 5 سلالات ستنتج هجن فردية حسب تضريب التبادلي النصفي 10 هجن فردية وعلية تكون اعداد التراكيب الوراثية التي تدخل في تجربة المقارنة  10 هجين  + 5 سلالات أبوية  = 15 تركيب وراثي  ونستمر بتكرار العمل لأكثر من موسم للحصول على نتائج اكثر دقة وذلك لأن النبات يختلف اداءه وانتاجه بين موسم واخر لاختلاف الظروف البيئية بين المواسم التي سوف تتم  فيها زراعة الذرة الصفراء ونقارن أي من الهجن استجابتها ربيعيا او خريفيا  او كليهما لتحديد نوع التركيب الوراثي وموعد زراعته المثلى . وتحسب المعالم الوراثية والادلة الانتخابية للتراكيب الوراثية اضافة الى انتاج افضل الهجن التي تميزت بحاصل حبوب عالي مع بقاء أكثر الاوراق خضراء لغرض الحصول على هجن متميزة ثنائية الغرض من اجل الاستغلال الامثل للأرض والوقت والمال, وبعد ذلك ممكن تطوير البرنامج بشكل اوسع من خلال انتاج هجن ثلاثية وهجن زوجية اضافة لإنتاج اصناف تركيبية حيث يتم توزيعها على المزارعين وممكن ان معرفة البصمة الوراثية جزيئياً لهذه الهجن وسلالاتها من اجل ان تعتمد من قبل الدوائر المختصة .