الإرشاد واهميته في التنمية المستدامة  الإرشاد التربوي أنموذجاً (1)

الإرشاد واهميته في التنمية المستدامة الإرشاد التربوي أنموذجاً (1)

الإرشاد واهميته في التنمية المستدامة

الإرشاد التربوي أنموذجاً (1)

أ.د. كمال صالح كزكوز

قسم الجغرافية / كلية الآداب

يمثل الإرشاد التربوي مصباحا ينير سدول الظلام في الحياة التربوية والتعليمية بشكل عام والحياة الجامعية التي يعيشها أبناؤنا الطلبة والتي تقع على عاتقهم مسؤولية كبيرة بعد تخرجهم وعملهم رغم كل الظروف التي يعانون منها بسبب الظرف العام الذي يمر به البلد، وقد يظن أغلب الناس ان الطالب الجامعي قد بلغ مرحلة أضحى من خلالها في غنى عن التوجيه والنصح والإرشاد. وقد فات على أذهان الناس، ان الحياة مسافات أطوار ومراحل. ولكل مرحلة منها مشاكلها ومنغصاتها واخطرها عندما يكون عدم الاستقرار الامني لاي بلد مما ينعكس ذلك على الحياة العامة واخطرها التربية والتعليم مما يتطلب جهود إضافية من الجميع لحمايتها من اي افكار تعمل وتشجع على التخريب والفساد، وهنا تقع المسؤولية كل حسب موقعه وإبراز دور المرشد التربوي ليكون موجهاً واستاذا والاهم ابا روحياً للطلبة بشكل عام، ومن هذا المنطق أمسى الطالب الجامعي بحاجة ماسة إلى الإرشاد. ومما يزيد الطين بلة والأمر تعقيدا، هو أن الوسط الجامعي تكتنفه ثلاث عقبات مزدوجة ومتداخلة هي :( الخلط بين الجنسين ومرحلة المراهقة والمواكبة العلمية) وبحسب هذه العقبات بات الطالب الجامعي بين الهوى والقدر والمسؤولية.

وإزاء واقع خطير كهذا، يبرز دور الإرشاد التربوي من خلال مبادئ ومنطلقات اساسية ترتبط بالثقافة العربية الإسلامية المستمدة مواضيعها من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة لتكون اساس عمل المرشد التربوي وتتمثل بالآتي :

1-يجب أن يمثل المرشد التربوي مكانة القدوة المختارة وذو كفاءة علمية وإدارية لكي يقتدى به طلبته ونقل هذه التجربة ما بعد التخرج وهذا جزء من أهداف التنمية المستدامة ودليل عمل الأجيال مستقبلاً. وهذا الأمر يرتبط بالدولة والجهات التشريعية لإصدار القوانين تحمي المرشد ويتصرف في ضوئها وطريقة فضلاً عن إدخال الأساتذة دورات تربوية ترتبط مواضيعها بالإرشاد التربوي.

?-من مهام المرشد أن يعالج ما يتعلق بالمظهر السلوكي للطالب اضافة الى المعالجة النفسية وبحسب طبيعة المشكلة التي قد تكون منقولة عن البيئة الاجتماعية خارج الجامعة، وهنا يبرز دور المرشد باعتباره الأب الروحي لطلابه نتيجة التعامل الحقيقي والمحافظة على أسرار كل ما يطرح من الطلبة.

?-يتحمل المرشد التربوي مسؤولية زرع بذور الود والمحبة والتآخي بين الطلبة فوق تطاق الزمالة الدراسية فضلاً عن الاهتمام بالمنافسة العلمية وتحقيق التفوق الذي يمثل هدفاً مهما واساسيا للتنمية المستدامة.

4-على المرشد ان يتحلى بأعلى درجات الكفاءة العلمية والتربوية - والإرشادية، لان الطلبة يستهينون بكل ضعيف حتى لو كان بمنصب عال.

5-من مهام المرشد زرع بذور المسؤولية - المستقبلية في نفوس الطلبة وانهم قادة المستقبل وبناة البلد بعد الجيل الراهن الذى يقودهم رغم كل الظروف التي عايشوها وعانوا منها.

6-من مهام الإرشاد التربوي تذكير الطلبة بتضحيات وجهود عوائلهم، والآمال العريضة المبنية عليهم وان خيبة الأمل تغد خسارة فادحة خاصة اذا كانت امور تتعارض مع قوانين الجامعة واخطرها الغش الذي تعتبر عقوبته الرسوب لسنه دراسية.

7- من مسؤولية الإرشاد، محاولة جادة لإعادة بناء شخصية الطالب الجامعي علميا وتربويا  وتذكير الطلبة باستمرار انهم النخبة الاجتماعية التي يجب ان تتميز بمبادئ الفضيلة في كل ميدان ولا سيما الوسط الجامعي والبيئة الاجتماعية التي ينتمون إليها وبالتالي نقل هذه التجربة للمدارس على اختلاف أنواعها.

ومن خلال هذا العرض الموجز واستكماله بمقالة أخرى، عليتا التذكير بان جميع الاساتذة تقع عليهم مسؤولية الإرشاد التربوي بغض النظر عن التخصص وتخصيص جزء من الوقت للتوجيه التربوي.

كتابة المقالة واهميتها جاءت من الخبرة الميدانية والدراسة الجامعية بجميع مراحلها (البكالوريوس والماجستير والدكتوراه)