استخدام نظم المعلومات الجغرافية (GIS) في تخطيط الخدمات المجتمعية

استخدام نظم المعلومات الجغرافية (GIS) في تخطيط الخدمات المجتمعية

الدكتور خالد إبراهيم حسين

جامعة الانبار / كلية الآداب / قسم الجغرافية

مقدمة :

في البدء لابد من إعطاء مفهوم الخدمات المجتمعية  وهي الخدمات الموجودة ضمن تجمعات سكانية معينة سواء كانت (حضر ام ريف) تتمثل بالخدمات الصحية والخدمات التعليمية والخدمات الترفيهية والخدمات الدينية وكل خدمة من هذه الخدمات تأخذ نسبة معينة من الارض) وتكون ضمن معايير تخطيطية  توضع من قبل الجهات المختصة من اجل تحقيق الكفاءة وتقديم افضل خدمة للسكان.

وبسبب الزيادات السكانية المستمرة في العديد من الدول ولاسيما النامية والهجرة الى المدن كون المدن تمثل أماكن جذب هائل للمواهب والاستثمارات ،إضافة الى عدم اخذ تطبيق المعايير التخطيطية المتبعة في توزيع الخدمات بعين الاعتبار، أدى ذلك الى خلق مشكلة التباين في التوزيع المكاني للخدمات إضافة الى مشكلة الضغط على الخدمات اذ أصبحت الخدمات لم تحقق المستوى المطلوب من الكفاءة ولاسيما اغلب الدول العربية ومنها العراق. اما في المناطق الريفية فأن نقص وضعف الخدمات المجتمعية  يرجع الى ضعف وغياب متطلبات التنمية المكانية باتجاه تلك المناطق. وان نظم المعلومات الجغرافية (GIS) فيمكن تعريفها بشكل مبسط بانها احدى التقنيات لتكنولوجيا المعلومات التي تعتمد على الحاسوب ومحتوياته الأساسية وهي:

الأول : مكونات الحاسوب   Hard ware

الثاني : البرامجيات   Software

ويتم من خلالها اعداد قواعد البيانات المكانية وتخزينها واجراء المعالجة والتحليل والإخراج للوصول الى نتائج إيجابية تكون على هيئة (خرائط – رسم بياني – مجسمات – صور، جداول

وتهتم هذه الورقة بإبراز دور نظم المعلومات الجغرافية في تخطيط الخدمات المجتمعية وذلك من خلال وصف تلك النظم بأنها أداة من أدوات الكشف عن توزيع الظواهر وتصنيفها وتبويبها والكشف عن خصائصها لتكون اكثر دقة وفاعلية في بيان أماكن الخلل في توزيع تلك الخدمات، ومدى تناسبها مع التوسع العمراني والكثافة السكانية المتزايدة إضافة الى أهميتها في عملية دعم أصحاب القرار في مجال تحديد افضل المواقع لأي نوع من انوع تلك الخدمات بما يتناسب مع المعايير التخطيطية المتبعة. ولدراسة وتخطيط الخدمات المجتمعية يتطلب ذلك تغذية البرامج الحاسوبية بعدد من المصادر والمعلومات المكانية كالخرائط الرقمية والورقية فضلا عن المرئيات الفضائية المتاحة وبيانات (GPS) لتحديد مواقع تلك الخدمات. وبيانات العمل الحقلي ،إضافة الى بيانات الدوائر الحكومية. ويتم تخطيط ودراسة تلك الخدمات من خلال الأساليب الإحصائية وأدوات التحليل المكاني ضمن بيئة برامج النظم (Arc Toolbox) . اذا تنوعت تلك الأساليب والأدوات على النحو الآتي:

 

1 – معامل صلة الجار الأقرب : تظهر نمط التوزيع المنتظم والعشوائي وغير المنتظم

2 – معامل الارتباط المكاني (معامل موران): من خلال قيم الظاهرة فاذا كانت موجبة يكون هناك ارتباط مكاني، اما اذا كانت قيم الظاهرة سالبة أي عدم وجود ارتباط مكاني.

3 – قياس التوزيعات الجغرافية : ويهتم بدراسة مواقع متوسطة تمثل مراكز الثقل او نقاط الجذب الرئيسة لتلك التوزيعات، فضلا عن قياس مدى تشتت تلك المراكز، وتشمل عدة أساليب:

 

ــ المركز المتوسط  : وهو المركز او النقطة التي تتوسط الظاهرة ويطلق عليها أيضا مركز الثقل السكاني ، او الوسط المكاني الموزون.

ــ الوسيط المكاني : يستخدم لبيان بعد المركز الواقعي عن المركز المثالي .

ــ المسافة المعيارية : وتقيس مدى تباعد او تركز مفردات الظاهرة مكانياً.

ــ الاتجاه التوزيعي العام : يستخدم لمعرفة  الاتجاه العام لتوزيع مواقع تلك الخدمات

ــ كثافة كيرنل : يحسب لتحليل التوزيع الجغرافي لظاهرة معينة خطية او نقطية

 

استنتج من خلال هذه الورقة ان تخطيط الخدمات المجتمعية من اهم المجالات التطبيقية التي تستفيد من نظم المعلومات الجغرافية ولا يمكن استبعاد هذه النظم المتطورة في مجال تخطيط الخدمات بسبب تنوع المعلومات التي تعتمد عليها من خلال أدوات التحليل المكاني والأساليب الإحصائية . وكذلك يتم التأكيد مرة أخرى ان الاستفادة من نظم المعلومات الجغرافية في مجال تخطيط الخدمات متعددة كافة مراحله ( الدراسية – والتخطيطية – والتنفيذية –والتقويمية ) فقواعد المعلومات الجغرافية هي الأساس الذي يقوم عليه التخطيط العلمي السليم .

 

وتوصي هذه الورقة :

1 – ضرورة اعتماد تطبيقات وبرامج نظم المعلومات الجغرافية في جميع الوزرات والجهات الحكومية ذات العلاقة في تخطيط الخدمات المجتمعية .

2 – ضرورة انشاء مراكز ومختبرات خاصة لبرامج نظم المعلومات الجغرافية في الجامعات والكليات وتدريب الطلبة على ذلك.

3 – ضرورة العمل على بناء قاعدة بيانات مكانية شاملة للخدمات المجتمعية لتكون متاحة للمخططين وأصحاب القرار .