جدلية الازدواجية في الشخصية العراقية مع بعض الاشارات الى جدلية ظهور علم الاجتماع لاول مرة

جدلية الازدواجية في الشخصية العراقية مع بعض الاشارات الى جدلية ظهور علم الاجتماع لاول مرة

(جدلية الازدواجية في الشخصية العراقية مع بعض الاشارات الى جدلية ظهور علم الاجتماع لاول مرة )

أ.د.مؤيد منفي محمد الدليمي

 جامعة الانبار – كلية الآداب – قسم علم الاجتماع  

      الحقيقة العلمية عن ازدواجية الشخصية العراقية عند علي الوردي

تعد جدلية  الازدواجية في الشخصية العراقية عند علي الوردي من المفاهيم التي يفهمها بعض المثقفين والقراء من خلال فهمهم الخاطئ للمفهوم ..في الحقيقة ان اول من تكلم عن ازدواجية الشخصية هو العلامة العربي ابن خلدون في  نظريته الصراع بين الحضارة والبداوة او الصراع بين المدينة والبداوة  وجاء من بعده عالم الاجتماع العراقي  علي الوردي الذي استخدم مفهوم ازدواجية الشخصية العراقية ... لقد ذهب الكثير الى الفهم الخاطئ الى ما ذهب اليه علي الوردي  هو انه ذكر الشخصية العراقية انها تعاني من الانفصام او ما يسمى بالشيزوفرينيا وهو اضطراب نفسي يتسم بسلوك اجتماعي غير طبيعي وفشل في تفسير وتمييز الواقع  حيث تظهر عند الانسان شخصيتان في جسد واحد  ويعد الطبيب الفرنسي جانيه اول من اكتشف ووصف حالة ازدواجية الشخصية  في المجال الطبي عام 1889م  ونحن هنا لسنا بصدد ما جاء به اطباء علم النفس بقدر ما يتم ايضاحه في التجني على علم الاجتماع  وعلى  العالم علي الوردي وعلى العراقي كمواطن حضاري مليء عقله بالعلوم والمعرفة منذ القدم وهو ابن حضارة ما بين النهرين  ....اذا على الوردي هو من اصطلح المفهوم وهو ازدواجية الشخصية العراقية  استنبط ذلك مما ذكره ابن خلدون في نظريته الصراع بين الحضارة والبداوة او الصراع الدائر بين المدينة والبداوة المتمثلة بالصحراء  .... ان الذي جاء به على الوردي  في ضوء هذه النظرية  قام بتحليل  طبيعة وتركيبة المجتمع العراقي الحديث  وهو نفس ما ذهب اليه ابن خلدون عن الشخصية العربية على انها تقع على هامش البداوة في الصحراء والمدينة لذا فان الانسان العربي حسب ما ذكره ابن خلدون حضري المظهر وبدوي الجوهر عندما يظهر في هذه  الازدواجية في الشخصية وحقيقة يجب ان اذكرها في هذا المقال وللأمانة العلمية ان اكثر العلماء ورثوا علومهم الاجتماعية في علم الاجتماع من ابن خلدون ويعد ابن خلدون المؤسس الاول وضع الاساسيات الاولى لعلم الاجتماع  حيث كان يطلق عليه علم العمران  سبب هذه التسمية ربطه مع السلوك الانساني  والعمارة البشرية  في المناطق التي يتواجد فيه كثافة سكانية واولهم من اخذ من ابن خلدون هو مؤسس علم الاجتماع الفرنسي اوكست كونت الذي يعود الفضل له في اطلاق تسمية علم الاجتماع الذي درس الى ما ذهب اليه ابن خلدون والذي كان له اختلاف عن ابن خلدون  ان فكرة علم الاجتماع  تعتمد على وجود الظواهر الطبيعية هي التي تفرض على الافراد الظروف الاجتماعية التي يعيشون فيها ويستنبط اوكست كونت  ان جميع العوامل الاجتماعية للأفراد في المجتمع ومنها المؤثرة على حياتهم في الحقيقة تعتمد وتستند وبقوة على قرارات وضعية  تم وضعها وطبقوها خلال النظام الاجتماعي الذي هم يعيشون فيه  ويعد مصطلح علم الاجتماع مع أوكست كونت (1789-1857)  وورث ذلك عن أستاذه كلود أنري سان سيمون الذي اراد وعمل على  تأسيس علم مستقل بذاته يدرس الظواهر الاجتماعية. ويعد إميل دوركايهم أول عالم اجتماع يبلور منهجا علميا لعلم الاجتماع من خلال مؤلفه الشهير "قواعد المنهج في علم الاجتماع . (1895)... وعليه نحن العرب نعترف بان مؤسس علم الاجتماع الاول هو ابن خلدون فقط هو سماه علم العمران وهذا لا يمنع من ان يكون هو اقدم العلماء في اظهار العلم للوجود فقط اوكست كونت اخذ به وسماه علم الاجتماع وطور عليه وبرزه اكاديمياً واختلف مع ابن خلدون فقط في وجود الظواهر الطبيعية هي التي تفرض على الافراد الظروف الاجتماعية  .  بعد الاشارة الى مؤسس علم الاجتماع الاول نذهب الان الى الموضوع الرئيسي للمقال الذي بدانا به حول ما ذكره العالم علي الوردي هو الانسان العراقي يعاني من تصادم القيم البدوية  عند انتقاله للعيش في المدينة بسبب اختلاف  قيم التحضر في المدن  عن الريف والبادية....لهذا يتولد الصراع والتصادم الثقافي  ليعيش الشخص حالة  من الصراع الداخلي التي تؤثر على شخصيته تجده تارة   يقلد الشخصية الريفية في تصرفاته من قيم وعادات وعندما يكون  ويستقر في المدينة يعيش حالة من تقليد اهل المدينة واخفاء اعتزازه في قيمه وعاداته المتوارثة من الاجداد... قد يحمل هذا التصرف في طياته حالة صحية في تكيف ابن الريف في المدينة مع القيم الحضارية للمدينة ولا اريد ان اطيل في هذا المقال  لا دخل في توضيح المقال ان الذي يقصده علي الوردي في ازدواجية الشخصية العراقية ليس  هو الى ما فسره بعض المثقفين  هو انه مرض نفسي ولا النفاق لان النفاق هو ناتج عن تحقيق مصلحة معلومة ومقصودة. لكن الازدواج في الشخصية من وجهة نظر علي الوردي في علم الاجتماع  هو يقصد به بناء لاشعور يعمل فيه الفرد بشخصية وينسى لا شعوريا ما فعل بالشخصية الأخرى. أما الثانية فهي أن المفهوم الذي يطرحه عن الازدواج في الشخصية  العراقية  ليس له  علاقة أيضا بمفهوم الازدواج الذي يطرحه المختصون في علم النفس . ففي الأخير يعني الازدواج مرضا نفسيا  ، أما في علم الاجتماع فهو ظاهرة اجتماعية تحدث في كثير من الناس الذين لديهم صراع ثقافي.

 في نهاية هذا المقال اذهب الى اسباب ازدواجية الشخصية عند المواطن العراقي لنوضحه في ملخص على شكل نقاط رئيسية من خلال بحوث  عالم الاجتماع علي الوردي

ان هذا الازدواج في الشخصية  العراقية  ركز فيه علي  الوردي على بعض الأسباب والتي تعد ملخص وافي الى ما ذهب اليه في بحوثه عن الشخصية وازدواجها في وجهين  :

1- الأسباب الحضارية ممثلة في( الصراع بين الحضارة والبداوة )بصراع  المدينة  او الحضارات القديمة   والبداوة. في تغمس القيم الثقافية البدوية تارة الحضرية تارة اخرى .ويعد هذا بالصراع الثقافي في داخل شخصية الفرد العراقي.

2- الأسباب الاجتماعية : تتمثل في تشظي الاسرة من ممتدة الى نواة  واختلاف أدوار الرجل والمرأة والطفل .

3- الأسباب النفسية : وترجع  إلى اسلوب التنشئة  والتربية العنيفة والقساوة في التعامل مع الطفل ادى الى خلق  شخصيتين  للطفل : شخصية خائفة خلوقة ، وأخرى  عدائية  . وهذا يؤدي الى انعكاسات في الشخصية عندما يبلغ الشخص والذي بدوره  يؤدي إلى شدة المكبوت في اللاشعور عندما يكبر ويبلغ سن الرشد الشخص او  الفرد العراقي بشكل خاص تظهر  الازدواجية الشخصية  لديه...........

.

للمزيد يرجى قراءة أو مراجعة المصادر  الآتية

1- كتاب

علي الوردي , شخصية الفرد العراقي بحث في نفسية الشعب العراقي على ضوء علم الاجتماع الحديث ط -2- منشورات دار ليلي –لندن 2001م.

 

2- د علي الوردي  , دراسة في طبيعة المجتمع العراقي ,بغداد-2012م.

 

3-علي الوردي - منطق ابن خلدون في ضوء حضارته وشخصيته-   بغداد-1962م.