نظرة الإسلام إلى الإنسان وحرمته

نظرة الإسلام إلى الإنسان وحرمته

أ.م.د  محمود عبد اللطيف حمد

قسم اللغة العربية

كلية التربية الأساسية /حديثة – جامعة الانبار

ينظر الإسلام إلى الإنسان أنه خليفة الله في الأرض حيث قال تعالى (وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني اعلم ما لا تعلمون ) وجاعل هنا بمعنى خالق والتسبيح هي الصلاة والتقديس هي الطهارة ولكن الله لما اخبر الملائكة بهذا قال" إني اعلم ما لا تعلمون " ويقول تبارك وتعالى أيضا (ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا )وهل هناك حفظ للإنسان أكثر من هذا الحفظ والتكريم والذي يسمونه اليوم حقوق الإنسان فالناس سواسية لا فرق بين عربي أو أعجمي أو اسود أو أبيض إلا بالتقوى وكثيرا ما أكد الرسول على حفظ كرامة الإنسان لأخيه الإنسان ومن أجل المواطن التي ذكرها الرسول في هذا الشأن  هي في حجة الوداع حيث قال "... فإن دماءكم وأموالكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا إلى يوم تلقون ربكم " , هذا وقد أكد الرسول حرمة أن يقتل الإنسان نفسه وحرم الانتحار مهما كانت صعوبات الحياة عليه وضغوطاتها  حيث قال عليه الصلاة والسلام "من تردَى من جبلٍ فقتلَ نفسهُ فهو في نارِ جهنم يتردَى فيه خالداً مخلداً فيها أبداً  ومن تَحسى سُما فقتلَ نفسهه فَسُمُهُ في يدهِ يتحساهُ في نارِ جهنَم خالداً مخلداً فيه أبداً وَمَن قتَل نَفسَهُ بِحديدةٍ في يدهِ يَجَأ بها في بطنهِ في نارِ جهنمَ خالداً مخلداً فيها أبدا " ومعنى  الحديث تردى أي : اسقط نفسه وقوله  خالدا مخلدا فيها أي :المكوث والتأبيد الطويل وقوله تحسى أي :شرب وتجرع وقوله يَجَأ ُأي : يَضرِب أو يَطعنُ نفسه .ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم"إن الله يعذب الذين يعذبون الناس في الدنيا "فالإسلام بين أن الناس سواسية في الحياة حيث يقول الله تعالى (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله اتقاكم إن الله عليم خبير ) والسنة النبوية مليئة بالأحداث التي تبين أن الناس سواسية وسأذكر حادثة واحدة لذلك فعن أبي أمامة أنه قال : عير أبو ذر بلالاً بأمه فقال : يا ابن السوداء وإن بلالاً أتى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأخبره فغضب فجاء أبو ذر ولم يشعر فأعرض عنه النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال ما أعرضك إلا شيء بلغك يا رسول الله قال : أنت الذي تعير بلالا بأمه , والذي أنزل الكتاب على محمَّد ما لأحد عليَّ فضل إلا بعملٍ أن أنتم إلا كطفِّ الصَّاعِ "ومعنى طف الصاع هنا استعارة والمراد ان كل من كان من ولد ادم عليه الصلاة والسلام فهو ناقص لا يوصف بالتمام ولا يعطى مزيد الكمال وإنما يتفاضل الناس بأعمالهم ويفضلون بكثرة فضائلهم .

الكلمات المفتاحية : حرمة ,قتل ,ادم , خالق .