دور العلماء في المغرب الاسلامي قبل المرابطين من الناحية التاريخية

دور العلماء في المغرب الاسلامي قبل المرابطين من الناحية التاريخية

د.محمد صكر هاشم

قسم التاريخ

كلية التربية الأساسية / حديثة – جامعة الانبار

 

          بعد ان انتقل رسول الله عليه افضل الصلاة والسلام الى الرفيق الأعلى جل في علاه بعد ان بلغ الرسالة وادى الأمانة ، حيث حمل لواء الإسلام من كل جيل عدوله ينيرون سبل الامة ويحفظون عليها دينها الذي هو مصدر وجودها وضمان استقرارها .

          ان هؤولاء العدول الاخيار هم علماء الامة من ورثة الأنبياء عليه السلام اللذين بهم يصلح الناس وترشد المجتمعات . فهم الذين ينيرون درب الحياة فيرشدون الامة الى مستقيم الطرق . ويأمرونها بالمعروف وينهون عن المنكر

          ولما كان العلماء هم من حفظة هذا الدين وكانوا من امناءها وقادتها حيث يجلون الليل بتفقدهم الرعية ويبينون سنن الهدي اذا اشتبهت الأمور وينصحون لها ويضربون على يد من يزيغ له قلبه الانحراف عن هذا المنهج القويم وينقذوا سفينة الخير التي ابحرت منذ عهد النبوة من الغرق . ان هؤلاء العلماء الذين كانوا المثل الأعلى الذي تحتذي به الامة ، حيث ان ظهورهم في كل انحاء البلاد الإسلامية مرشدين بالقول والعمل ، وقد كان لبلاد المغرب الإسلامي من هذه الفئة من العلماء نصيب وافر فأثرو في تاريخها وصيروا احداثها منذ ان دخل الإسلام هذه البلاد ابتداء من سنة 20 للهجرة النبوية الشريفة .

          حيث ان عمليات الفتح وما يصاحب معها من بعد العمليات العسكرية بسط للنفوذ والتعليم والعمران لايمكن ان يؤتى اكله وثمره الا عن طريق التعليم على ايدي العلماء العاملين فنرى حسان بن النعمان الذي اوكل اليه استكمال عمليات الفتح مابين سنتي 73-85 هـ اذ يوزع الفقهاء على سائر البلاد لتعليم البربر قواعد الدين ونشر اللغة العربية لغة القران حيث نرى ان البربر اخذو يقبلون على الإسلام في حماس منقطع النظير ، وهو الامر ذاته نراه مع موسى بن نصير الذي تولى عمليات الفتح بين سنتي 86 – 96 هـ فانه لما استكمل فتح المغرب الأقصى بفتح مدينة طنجة وما والاها اقام عليها طارق بن زياد وترك معه 17 رجلا من الفقهاء العرب يعلمون البربر شرائع الدين الإسلامي والقران الكريم حيث بدء اسلام اهل المغرب الأقصى على يد هؤلاء ولا شك انه فعل ذلك في المناطق الأخرى من المغرب .

          وقد تواصل هذا المنهج المعتمد في ارسال العلماء الى بقاع الأرض التي تم تحريرها من العبودية واضطهاد الغرب ، وعندما اصبح إسماعيل بن عبيد الله واليا على المغرب سنة 100 هـ قام أيضا بارسال من الفقهاء التابعين من اهل العلم والفضل لتفقيه البربر في دينهم حتى يتمكن الإسلام من القلوب ، ومن هؤلاء التابعون هم كل من عبدالله بن يزيد المعافري وسعد بن مسعود التجيبي أبو مسعود وأبو الجهم عبدالرحمن بن رافع التنوخي وأبو سعيد جعثل بن هاعان بن عمير الرعيني وحيان بن ابي جبلة القرشي وغيرهم ، وقد تولى إسماعيل بن عبيدالله بن ابي المهاجر والي المغرب توزيع هؤلاء التابعين في انحاء المغرب وتحول البربر ، وبفضل هؤلاء وامثالهم دخل البربر الى الإسلام ولم يبق على غير الإسلام في المغرب سوى جماعة  من الروم وطائفة من اليهود .

          ويذكر المؤرخون ان البربر اسلموا جميعهم في أيام إسماعيل بن ابي المهاجر الذي كان عالما داعيا الى الله بالقول والعمل ؛ تابعيا جليلا واماما زاهدا وبهذا كان مصلحا من اعظم ولاة بني امية على المغرب فقد ورث عن جده ابي المهاجر دينار صفات الحزم والحكمة وحسن التدبير وكان يجمع الى ذلك كياسة وورعا وتقوى لذلك نراه يتفانا في نشر الإسلام بين قبائل البربر ويعمل جهده في تعليمهم .

          لقد كان للدور الكبير والهام الذي قام به العلماء في نشر الإسلام وتثبيته وتعميقه في نفوس اهل المغرب الإسلام ونشر اللغة العربية في هذه الربوع أن عظمت مكانة الإسلام والعلم وأهله وكان نتيجة لذلك اذ لعب العلماء أدوارا تاريخية كبيرة في المسيرة التاريخية لبلاد المغرب في الحقب التالية للفتح واستقرار الإسلام ، كما هوه الحال في كل البلاد الإسلامية المفتوحة حديثا فقد كان اهل العلم في المغرب يستسقون العلوم من ارض الجزيرة العربية عند قدومهم للحج في موسمه المعروف

الكلمة المفتاحية:

دور، العلماء، المغرب، الإسلامي، التاريخية.