مخاطر أبراج الاتصالات

مخاطر أبراج الاتصالات

م.م احمد كريم سمير

قسم العلوم العامة

كلية التربية الأساسية – حديثة / جامعة الانبار

ان الهاتف المحمول هو أحد أهم الإنجازات التي توصل إليها الإنسان، وسواء كانت فوائده اكثر ام أضراره، لا يمكن ان ننكر أن الهواتف المحمولة منذ أن انتشرت أصبحت هي الرفيق الدائم لكل شخص منا ، لكن من أجل أن تتمتع هذه الهواتف بإشارات قوية وصوت واضح وخدمات أفضل ، يتطلب هذا الأمر وجود أبراج تقوية أو ما يسمى بأبراج الاتصالات. هنالك العديد من المخاطر الصحية التي تشكلها تلك الأبراج

 و التي تنتشر فوق أسطح البنايات و المؤسسات العامة في العديد من الأحياء السكنية بالمدن . وبحسب العديد من المراكز والمنظمات العلمية والطبية العالمية فان أبراج الاتصالات التي تقوم بنقل الإشارات لترددات الاتصال عبر شبكات الهواتف النقالة، تعد مصدراً من مصادر الإشعاع الذي قد يسبب الإصابة بأنواع معينة من السرطان المرتبط بزيادة الحساسية الكهرومغناطيسية لدى بعض الأفراد. كما تشير العديد من الأبحاث العلمية إلى أنّ كثرة تعرض الإنسان إلى المجالات الكهرومغناطيسية الناتجة عن الإشعاع اللاسلكي المنبعث من ابراج شبكات المحمول تقود إلى العديد من المشاكل الصحية والبيئية، والتي من بينها التغيرات الهيكلية والوظيفية للجهاز التناسلي وضعف الذاكرة وعجز التعلم والاضطرابات العصبية والآثار السلبية على الإنسان.و إلحاق أضرار عديدة بالحياة الحيوانية والنباتية. ويؤكد خبراء التقنية بان أضرار أبراج الاتصالات وخطرها يكمن في التعرض للأشعة الكهرومغناطيسية التي تنبعث من الأبراج فلها القدرة على التفاعل مع خلايا الجسم كأن يتمّ امتصاص الخلايا للطاقة الناجمة عن الأشعة وبالتالي ارتفاع درجة حرارة الخلايا، وكلّما كانت الأبراج أقرب للشخص كلما زادت طاقة الأشعة التي تصل إلى جسده، ومن الأعراض التي يمكن أن تصاحب الساكنين بالقرب من الأبراج الشعور بالتعب والإرهاق، ممّا يؤدي إلى التأثير على النشاط اليومي للانسان وتشل مقدرته على ممارسة أعماله. وتشمل الاضرار الناجمة عن الابراج حسب الدراسات التعرّض لاضطرابات النوم، كالأرق، وعدم المقدرة على النوم بشكل عميق و ألم في الرأس، والإصابة بالصداع والشعور بعدم الراحة، وفقدان الشهية، والاكتئاب. وتشير العديد من ابحاث اطباء الصحة العامة الى ان أبراج الاتصالات قد تؤدي إلى احتمال الإصابة بأنواع مختلفة من السرطانات كسرطان الدم، وسرطان الثدي والإصابة بالأمراض النفسية، والعصبية كالزهايمر والتأثير على خصوبة المرأة، وتشوّهات الأجنة وتغيّرات فسيولوجية في الجهاز العصبي. وحسب الابحاث ان الاشخاص الذين يقطنون قريبًا من هذه الأبراج على حدود 300 متر منها وعلى مدى عشرة سنوات يعتبرون طبيًا معرضين للإصابة بالسرطان وبمعدل ثلاثة أضعاف مقارنة بالأشخاص البعيدين عن تلك المناطق ، ومن تلك الأمراض التي يمكن أن تتسبب بها شبكات المحمول على سكان تلك المنازل هي سرطان الثدي والبنكرياس والبروستات والرئة والجلد وغيرها، وهذه الدراسات والأبحاث قد أجريت كاملةً في بعض الدول الأوروبية، مثل: ألمانيا وفرنسا، وتظهر الأضرار التي تسببها هذه الشبكات مع مرور السنوات. لذلك أكدت المنظمات والمراكز العلمية والصحية في العديد من دول العالم على ضرورة مراعاة ضوابط خاصّة عند نصب أبراج الاتصالات بان تبنى تلك الأبراج او المحطات بمسافة لا تقل عن 500 متر على الأقل عن أي موقع سكني او مدرسي كما أشارت الى ضرورة وضع تشريعات و قوانين تنظم بناء هذه الابراج ، بما يضمن سلامة المواطنين وصحتهم و لتجنيبهم الأذى في المستقبل من الاثار الصحية الجسيمة الناتجة عن ابراج التقوية.