وسائل الاعلام وتأثيرها في الامن الاجتماعي

وسائل الاعلام وتأثيرها في الامن الاجتماعي
Share |
2021-08-26

وسائل الاعلام وتأثيرها في الامن الاجتماعي

م.م حسين خليل ابراهيم/ جامعة الانبار-مركز الدراسات الاستراتيجية

تعد وسائل الاعلام بمختلف وسائلها وادواتها الاكثر تأثيراً في المجتمع ولاسيما في المرحلة الحالية التي يشهد العالم انفتاحاً كبيراً في مجال التكنولوجيا ووسائل الاتصال الاجتماعي التي تلامس حياة المجتمع يومياً ولا يكاد يخلو بيت او اسرة من جهاز موبايل او انترنت او تلفاز لقد  وقد أكد المختصون في علم الاجتماع والانثروبولوجيا والتخصصات ذات العلاقة على ضرورة الاهتمام بالوسائل الاعلامية بعدها السلطة الرابعة التي تؤثر في المجتمع والدولة على حد سواء ولذلك فأن التأثير اصبح واضحاً في كل مرافق الحياة ومفاصلها، فالمجتمع اصبح متفاعلاً مع هذه التغيرات والتطورات وما لمسناه في الآونة الاخيرة من آثار سواء كانت ايجابية او سلبية خير دليل على اهمية هذا التأثير وتحديداً شريحة الشباب الذين يتفاعلون بسرعة كبيرة مما ادى الى انعكاس هذا الواقع في حياتهم على نحو مباشر، لذلك فأن الاحداث الاخيرة التي مّر بها المجتمع العراقي ولاسيما بعد عام 2003وما تعرضت اليه البلاد من تحولات كبيرة وخطيرة ولاسيما في المجال السياسي والامني وتحول نظام الحكم من نظام شمولي ومركزي الى نظام ديمقراطي، وما ترتب عليه من عدم الاستقرار في معظم انحاء البلاد. من هنا فقد جاء دور الاعلام في تحديد ملامح وسياسات الحكومات المتعاقبة ودورها في قلب الموازين، ولاسيما ما شهدته الساحة الاعلامية من مساحة كبيرة في الحريات وتعدد الفضائيات بالجانب الايجابي والسلبي عن طريق نقل الاحداث اما بموضوعية وبمهنية أو بتشويش الحقائق. الامر الذي ادى الى وجود ضبابية واضحة لدى المواطن العراقي بين تصديق الاخبار والاحداث وتكذيبها التي كانت تنقلها بعض وسائل الاعلام. لذلك لاحضنا العدد الكبير من وسائل الاعلام المأجورة والمحسوبة على بعض السياسيين والاحزاب المدعومة اقليميا ودوليا ومحليا. اذ لاحضنا كيف كانت تشوه الواقع العراقي على نحو سلبي في سبيل زعزعة الاستقرار في المجتمع؟ اما الجانب الاخر فكان هناك اعلام وطني الذي تصدى وتحمل مسؤولية وطنية وانسانية في مواجهة وسائل الاعلام المعادية للمجتمع عن طريق نقل الحقائق بكل امانة ومصداقية وهذا اسهم الى حد كبير في كسب ثقة المواطن وبالتالي انعكس ايجابيا على استقرار المجتمع العراقي في المرحلة الراهنة.

اذ لاحظنا خلال الفترة السابقة كيف تؤدي وسائل الاعلام دورها في التأثير في مستوى التفكير في المواقف التي يتخذها المواطنون اتجاه المتغيرات الحاصلة في المجتمع ولا سيما مرحلة داعش وكيف كانت تعطي هذه الوسائل الاعلامية اهمية كبيرة لهم وتسميها مجاهدين واحياناً مقاومة، لذلك اوهمت الناس بأن هؤلاء من يخلصهم من الاوضاع السيئة التي كانت تحيط بالبلد ومن ثم التشكيك في الوسائل الاعلامية المهنية الاخرى بأنها تعمل لحساب جهات اخرى هدفها تدمير البلاد وخلق فوضى وهذا ما حصل فعلاً، الامر الذي نتج عنه سقوط بعض المحافظات العراقية وانهيار العملية السياسية وكذلك قنوات التواصل الاجتماعي التي كانت داعماً كبيراً في تأجيج وخلق بنية اجتماعية غير مستقرة عن طريق ترويج الاخبار الكاذبة واثارة الشائعات المريبة التي تهدد امن واستقرار المجتمع، وبذلك اصبح دور وسائل الاعلام دوراً حيوياً في هذا المجال في استقرار او عدم استقرار المجتمع .

 
عدد المشاهدات : 162