تحديد منطقة الأنبار التاريخية

تحديد منطقة الأنبار التاريخية

أ.م.د. عبدالعزيز خضر عباس الجاسم مركز الدراسات الاستراتيجية /جامعة الأنبار /العراق.

 يظهر من المصادر التاريخية والبلدانية أن العرب عندما حرروا العراق كانوا قد اتبعوا في إدارتهم للعراق في أول الأمر التقسيمات القديمة التي كانت في عهد التسلط الأجنبي الساساني على العراق ففي الإدارة المالية كان العراق مقسماً إلى عدة استانا يتكون كل منها إلى عدة طساسيج فكان سواد العراق يشمل اثنتي عشرة كورة (استان) أما طساسيجه فقد كان عددها ستين طسوجا. وكان طسوج الأنبار يشكل أحد طساسيج الاستان العالي الذي كان يتكون من أربعة طساسيج هي طسوج فيروز سابور (الأنبار) وطسوج فادوريا (بادوريا) وطسوج قطريل وطسوج مسكن وقد أشارت المصادر إلى هذه التقسيمات خلال القرون الثلاثة الأولى مما يدل على أن هذه التقسيمات ظلت متبعة خلال هذه الفترة من الزمن ثم ألغيت وحلت محلها تقسيمات إدارية جديدة. يقول المقدسي (375هـ/985م) بهذا الصدد عن السواد (وقد جعلناه ست كور وناحية وكانت الكور في القديم غير هذه إلا حلوان). إلا أن المقدسي لا يشير إلى الأنبار في هذه التقسيمات، كما أن المعلومات التي توافرت لدينا لا تعطينا صوره واضحة عن حدود منطقة الأنبار في العصر العباسي، ويرجع ذلك إلى التطورات التي حدثت في التقسيم الإداري للعراق بصورة عامة والتقسيم الإداري في منطقة الأنبار بصورة خاصة، وان عدم استقرار الأوضاع السياسية في منطقة الأنبار وذلك لتعرضها إلى السيطرة من قبل الإمارات العربية التي قامت في العراق في العصر العباسي إلا أننا نستطيع تحديد منطقة الأنبار بصورة تقريبية وذلك بالاستعانة بما جاء من معلومات دمها البلدانيون عن مدن هذه المنطقة. متبعين في ذلك مواضع المدن وحدودها الإدارية آنذاك التي تشكل الحدود الخارجية للمنطقة، فالولاية يحدها خط يبدأ من جنوب الفلوجة ثم يسير شمالا إلى الحدود الإدارية لمدينة الأنبار ثم إلى لحدود الإدارية لمدينة هيت ومدينه حديثة إلى شمال مدينة عنه وحدودها الإدارية أما حدودها الغربية فقد كان يحدها الشام آنذاك، إلا أننا لا نعلم مدى امتداد منطقة الأنبار في تلك الجهة.