سلسلة دراسات استراتيجية ... دراسة رقم (1)

استشراف المستقبل السياسي للعراق ما بعد داعش فـي ظلّ المتغيرات الراهنة

إنّ الـمتتبع للتاريخ العالـمي يجد أن هنالك تغييرات كبيرة تحدث فـي الـمجتمعات بعد الأحداث الجسام التي تمر بها تلك الـمجتمعات فما بالك إذا كان هذا الحدث هو احتلال عصابات اجرامية بمنتهى الوحشية لـمناطق كبيرة من دولتين متجاورتين هما العراق وسوريا، وهذا الاحتلال والوحشية لم يكن ليحدث لولا رعاية دولية لأجهزة مخابرات عالـمية متنفذة فـي الـمنطقة والعالم . وهذا يعني أن هنالك توازنات سياسية عالـمية وحراك سياسي اقتصادي تطلب إحداث هكذا أمر وتربية داعش وتسخيره ليخدم مصالح تلك الدول . وبالتأكيد فإن الحراك السياسي والاضطرابات (إن صحتْ التسمية) السياسية فـي البلدان الـمجاورة ستلقي بظلالها على الواقع السياسي العراقي كون الجهات السياسية العراقية بعد العام 2003 لها ارتباطات خارجية وهذا أصبح جلياً ويقال بالتصريح لا بالتلميح من قبل الكثير من تلك الجهات .

وتجسيداً  لدور الجامعة فـي التفاعل مع القضايا التي تؤثر بشكل مباشر أو غير مباشر على الوضع الداخلي العراقي والسياسي بشكل خاص، قررت جامعة الأنبار إعداد دراسات استشارية ستراتيجية على مستوى عالي من التحليل والتقصي لاستشراف مستقبل العراق بشكل عام ومحافظة الأنبار بشكل خاص لـمرحلة ما بعد داعش كون الـمحافظة عانت الأمرين من احتلال عصابات داعش لها، وتأتي هذه الدراسة لتستشرف الـمستقبل السياسي للعراق قبل أول انتخابات بعد تحرير محافظة الأنبار والـمناطق الأخرى من عصابات داعش الارهابية، وسوف تستكمل بدراسات أخرى ضمن سلسلة من الاصدارات يصدرها مركز الدراسات الاستراتيجية فـي الجامعة وتحت إشرافنا الـمباشر ذلك لأهمية دراسة الوضع العراقي بعد داعش من جميع الجوانب لتقديم رؤية واضحة لـمتخذ القرار ومقترحات للحيلولة دون عودة اٌلإرهاب مرة أخرى إلى العراق وللمساهمة فـي إحداث تنمية مجتمعية مستدامة فـي العراق .