سلسلة دراسات استراتيجية ... دراسة رقم (9)

واقع مستقبل الثقافة السياسية المدنية في المجتمعات التقليدية (المجتمع الانباري انموذجا)

ان اساس بناء المجتمعات وتطورها هو القيادات الحاكمة لتلك المجتمعات فمن القدم نجد ان في اوقات حكم بعض الملوك والسلاطين فان شعوبهم تعيش برخاء وعيش رغيد على عكس اخرين ,ومنذ ان رات الانظمة الديمقراطية النور وتطورت مع مرور الزمن واصبحت الديمقراطية مرتبطة بالسياسة لان النظام الديمقراطي يعتمد على حكم الشعب لنفسه بنفسه عكس الانظمة الاخرى التي تختزل الحياة السياسية للشعب بالشخص الحاكم وعائلته , ولكي تكون الممارسات الديمقراطية صحيحة وناجحة لا بد من وجود حياة سياسية صحيحة وثقافة لممارسة هذه الحياة او الطريقة في حكم الشعب لنفسه بنفسه .

العراق وكما هو الحال مع اغلب الدول في المنطقة ودول العالم الثالث عانى على مر عقود من الزمن من حكم العسكر والانقلابات ولم تسمح له ممارسة الحياة الديمقراطية الحقيقية على مر تلك العقود وبعد تغيير النظام السياسي في العراق عام 2003 ظهرت مشكله كبيرة بجانب المشاكل الامنية والاقتصادية والاجتماعية وهي عدم وجود ثقافة سياسية تمكن العراقيين من اختيار ممثليهم وبالتالي اختيار حكومة ديمقراطية كفؤة وهذا واضح من تردي واقع البلد الامني والاقتصادي .

تحاول هذه الدراسة تقديم صورة للواقع الثقافية والسياسية في محافظة الانبار كنموذج للمجتمعات التقليدية وخصوصا الثقافة السياسية المدنية التي تستند على اختيار من يتمتع بالكفاءة والنزاهة بعيدا عن الانتماءات القبلية والمناطقية لان حياة الاحزاب السياسية حاليا متخبطة وغير ناضجة ويوجد شبه عزوف عن الانتماء لتلك الاحزاب لاسباب كثيرة لا مجال لذكرها هنا ...

وفي الختام اتقدم بشطري وتقديري لفريق اعداد الدراسة متمنيا ان تساهم في تقديم صورة واضحة عن الواقع والمستقبل للثقافة السياسية في محافظة الانبار .