أهمية مراكز الدراسات الاستراتيجية في صناعة القرار في العراق

أهمية مراكز الدراسات الاستراتيجية في صناعة القرار في العراق

2021-10-23


 

أهمية مراكز الدراسات الاستراتيجية في صناعة القرار في العراق

ا.م.د. فلاح مبارك بردان

قسم الدراسات المستقبلية/ مركز الدراسات الاستراتيجية/ جامعة الانبار

تعد مراكز البحوث والدراسات الاستراتيجية أحدى مؤشرات تطور الأمم المتحضرة ويمكن بواسطتها قياس مستواها الحضاري والمعرفي، وذلك بسبب ما تقدمه هذه المراكز من خدمات وما تتضمنه من اهداف كبيرة تتمثل بتقديم المشورة والنصيحة لصانع القرار بمختلف انواعه سواء كان قرار سياسي أو اقتصادي أو أمني ...الخ.

ان طبيعة هذا العصر الذي يتسم بالسرعة في الحركة وما يرافقها من سرعة في التقلبات والتطورات وازدحامه بالمتغيرات الداخلية والخارجية التي تمارس دور ضاغط على صانع القرار بأن يتكيف سريعاً مع هذه المتغيرات والتطورات لاتخاذ قرار منزوع من العواطف التي تجتاح صانع القرار كونه انسان في نهاية المطاف وبالتالي يحمل في داخله مشاعر وعواطف قد تؤثر سلباً أو ايجاباً على طبيعة القرار المتخذ وهنا تمكن خطورة القرار الذي يمكن ان يتخذ في ظل بيئة غير مستقرة سريعة التبدل والتغيير.

ان ما سبق يستدعي بقوة ان تغادر الدول شخصنة القرار السياسي وتحريره من المؤثرات الشخصية والانفعالات من أجل صناعة واتخاذ قرارات وربما صياغة إستراتيجيات ذات تأثير ومنسجمة مع الواقع ومتفاعلة مع البيئة التي تستهدفها بكل ما يحمله مفهوم البيئة من إدراك واسع بجميع المتغيرات الداخلية والخارجية، ولا سبيل لتحقيق الموضوعية والعلمية في صناعة القرار دون وجود مؤسسات علمية تضمن خبراء وباحثين يسند لها صناعة الفكر تحت مسمى مراكز التفكير الاستراتيجي او مراكز البحوث والدراسات الاستراتيجية.

وعليه نرى ان على العراق باعتباره دولة محورية ومحاط ببيئة إقليمية ودولية معقدة ويتعرض إلى تهديدات كثيرة ومتنوعة مع احتواء البيئة على فرص تستوجب اقتناصها بسرعة وهذا لا يمكن أن يحدث بدون الاهتمام الحكومي بمراكز البحوث والدراسات الإستراتيجية لتكون مرتبطة بصناع القرار من خلال التفاعل الايجابي مع مخرجات هذه المراكز وما تصدره من اصدارات ونشرات أو ندوات وأن لا تبقى هذه النتاجات العلمية- البحثية حبيسة الرفوف والمجرات لأنها ترجمة علمية لجهود باحثين وخبراء في مجالات متنوعة يمكن ان توفر بدائل لصناع القرار يمكن اختيار الأنسب من بينها.