أهم الامراض التي تهدد الثروة الحيوانية وطرق الوقاية منها
Share |
2022-04-24
أهم الامراض التي تهدد الثروة الحيوانية  وطرق الوقاية منها

    أ.د. سعاد شلال شحاذة

         قسم تنمية الصحراء   

The most important diseases that threaten livestock

And ways to prevent it     

المقدمة

      الثروة الحيوانية هي عبارة عن الحيوانات والطيور التي يتم تربيتها في المزارع مثل الأبقار والأغنام والدجاج، وبشكلٍ عام يتم تصنيف الماشية والأغنام والماعز والخيول والحمير والبغال كعنصر أساسي من عناصر الثروة الحيوانية في البلاد الغربية، ويُضاف إلى تلك المجموعات حيوانات أخرى مثل الجاموس، والثيران، والجمال. ستخدم الماشية بهدف إنتاج الحليب واللحوم والبيض والصوف، كما يتم تربية المواشي بهدف تشجيع الناس على الزراعة، حيث يُستخدم روث الحيوانات كسماد للتربة، مما يؤدي ذلك إلى زيادة خصوبة التربة، وفي التلال والجبال يتم استخدام الحمير والبغال والأغنام والماعز لنقل البضائع.

  أهم الأمراض التي تهدد الثروة الحيوانية

     يعود الاهتمام بالأمراض التي تهدد الثروة الحيوانية إلى العصور الغابرة عندما تعرّف الإنسان على أنواع الحيوانات. وللبحث في أمراض الحيوانات أهمية كبرى في الوقت الحاضر وذلك بسبب الخسائر الاقتصادية التي تسببها تلك الأمراض، واحتمال انتقال المسببات المرضية المسببة لها إلى الإنسان والحيوانات الأخرى. والعلوم الطبية البيطرية هي التي تتناول دراسة أمراض الحيوانات ووصفها وعلاجها وإيجاد الأساليب والوسائل اللازمة للوقاية منها ولمنع انتشارها وتوطنها في الحيوانات البرية وحيوانات المزرعة والحيوانات الأليفة والحيوانات المختبرية المستخدمة في البحوث العلمية.

سنتناول بشيء من التفصيل أهم الأمراض التي تهدد الأبقار وطرق الوقاية منها.

 أمراض الأبقار

       صحّة الأبقار ليست مشكلة بيطريّة فقط، بل إنّها أيضًا من أهم قضايا الصحة العامة، إذ تؤثر معايير الصحة العامة وسلامة الغذاء بشكل مباشر على العمل اليومي للمزارعين الذين يتعاملون مع الأبقار بصورة مباشرة، فيجب أن يكون أصحاب مزارع الأبقار والمربين على دراية بأمراض الأبقار وطرق علاجها والوقاية منها ومنع انتشارها.

 أبرز الأمراض التي تهدد الأبقار:

الحمّى القلاعيّة

    عند الخوض في الحديث عن اهم أمراض الأبقار وطرق علاجها، لا بدّ من التطرق لمرض الحمى القلاعية، هو مرض فيروسي سريع الانتشار، المرض يصيب الحيوانات ذات الظلف المشقوق مثل الأبقار والأغنام والماعز والخنازير، كما أنه يصيب الحيوانات البرية كالغزلان، ويمكنه إصابة الحيوانات ذات الخف كالجمال والأفيال، أما الخيول فلديها مناعة ضد هذا المرض، وتوجد سبع سلالات مختلفة مناعياً من الفيروس المسبب للمرض، وكل سلالة تصيب فصيلة أو عدة فصائل مختلفة من الحيوانات، وتختلف شدة أعراض المرض تبعاً لنوع السلالة الفيروسية المسببة له. ويكون هذا المرض معدي ومميت في بعض الأحيان، إذ يسبب الفيروس ارتفاعًا في درجة الحرارة لمدة تتراوح بين يومين وستة أيام، تليها ظهور بثور داخل الفم وعلى القدمين وهذه البثور قد تنفجر وتسبب العرج، وهو مرض شديد العدوى ويمكن أن ينتشر عن طريق الحيوانات المصابة بسهولة من خلال الاتصال مع المعدات الزراعية الملوثة والملابس والمَركبات والعلف، ويتطلب احتواء هذا المرض ومنع انتشاره بذل جهود كبيرة في التطعيم والمراقبة الصارمة والقيود التجارية والحجر الصحي والتخلص من الحيوانات المصابة، وهذا الفيروس متغير وراثيا بدرجة عالية، مما يحد من فعالية التطعيم، ولا يصاب البشر بالفيروس المسؤول عن مرض الحمى القلاعية.

جنون البقر

     هو مرض انتكاس عصبي قاتل للماشية يمس الجهاز العصبي للحيوانات ويحدث بسبب عامل معدي له فترة حضانة طويلة تتراوح بين سنتين وخمس سنوات، ويُعتقد أنه نشأ عندما تم تغذية الماشية بمكمّلات عالية البروتين مصنوعة من جثث الحيوانات المجترّة ومخلفاتها، غالبّا ما يخطر مرض جنون البقر في الأذهان عند التوعية بأمراض الأبقار وطرق علاجها، ويسمّى أيضًا اعتلال الدماغ الإسفنجي البقري، ويعتبر جنون البقر من الأمراض التي يمكن أن تتسبب بأمراض للإنسان مثل مرض كروتزفيلد جاكوب، فيجب تجنّب أكل الأبقار المصابة بمرض جنون البقر، وتشمل علامات المرض تغيّرات سلوكية مثل الإثارة والعصبية وفقدان تدريجي للتنسيق العضلي، ويفقد الحيوان وزنه في كثير من الأحيان، ويظهر انقباضات عضلية دقيقة على رقبته وجسمه، ويمشي بطريقة غير طبيعية ، وقد يعزل نفسه عن القطيع، ويؤدي إلى الموت عادة خلال عام من ظهور الأعراض، ولا يوجد علاج أو تدابير معروفة. أزمة جنون البقر ، ظهرت في التسعينات، وتسببت في انهيار سوق لحوم الأبقار نظرا للشعور بالقلق من قبل المستهلكين بعد انتشار وباء التهاب الدماغ الإسفنجي البقري والذي يعرف بـ جنون البقر الذي أثر على المزارع الأوروبية منذ عام 1986  ويشتبه في أن ينتقل للبشر وهو بديل لـ مرض كروتزفلدت - جاكوب.  

التهاب الجلد الرقمي

    يختلف التهاب الجلد الرقمي عن تعفن القدم في الأبقار وقد تحدث كلتا الحالتين بشكل متزامن، ومرض  التهاب الجلد الرقمي هو مرض يسبب العرج عند الأبقار، والسبب في حدوث هذا المرض هو مزيج من البكتيريا المختلفة، إذ تمّ العثور على البكتيريا اللاهوائية في الآفات المعدية، ويؤثر التهاب الجلد الرقمي على أبقار الألبان ويعرف عنه أنه يقلل من كمية الحليب المنتج، لكنّ جودة اللبن لا تتأثر، ويظهر كآفات تبدو في البداية كقرحة بيضاوية حمراء وبيضاء على ظهر الكعب، وتتطوّر هذه الآفات إلى آفات تشبه الثآليل، وقد يمتد بعضها بين المخالب أو قد يظهر في مقدمة القدم . تتم معالجة آفات التهاب الجلد الرقمي عن طريق المعالجة الموضعيّة على الجلد المصاب، حيث يجب أولا تنظيف البشرة والحفاظ عليها جافة قبل العلاج، وغالبًا ما يشار إلى الأوكسيتراسيكلين الموضعي باعتباره العلاج الأكثر موثوقيّة، وتعتمد السيطرة والوقاية من هذا المرض على الاكتشاف الفوري له والعزل وعلاج الأبقار المصابة، وتُعد حمّامات القدم الخاصة بكبريتات النحاس أحد أكثر أشكال الحماية والعلاج شيوعًا للالتهاب الجلدي الرقمي بفضل خصائصها المضادة للميكروبات وقدرتها على تصلب الحوافر لمنع التعرض للبكتيريا، فالنحاس أكثر فعاليّة كوسيلة للوقاية وليس لعلاج هذا المرض.

تعفُّن القدم

   على الرغم من الجهود التي يبذلها علماء الحيوانات والأطباء البيطريون، فإن أمراض الحافر أو تعفن القدم في الأبقار لا تزال واحدة من المشاكل الرئيسية. هذا يرجع إلى الكتلة الكبيرة من الأبقار، حيث تتعرض أرجل الحيوان، وخاصة الحافر للضغط الشديد. وتعفن القدم، أو التهاب الجلد المعدي، هو التهاب الحافر وهو شائع في الأغنام والماعز والأبقار، يصيب المنطقة الواقعة بين أصابع قدمي الحيوان المصاب، وهو آفة مؤلمة ومعدية، ويمكن علاجها بسلسلة من الأدوية، ولكن إذا لم يتم علاجها، فقد يصاب القطيع بأكمله بالعدوى حيث ينتشر هذا المرض بسرعة كبيرة، ومن أسباب تعفّن القدم ارتفاع درجات الحرارة أو الرطوبة، مما يؤدي إلى تصدّع الجلد بين الحوافر والسماح لأنواع من البكتيريا اللاهوائيّة الموجودة في المعدة أو البراز بإصابة القدم، ويمكن التّعرُّف على القدم المصابة بسهولة من خلال شكلها ورائحتها الكريهة، وعادة ما يكون العلاج باستخدام دواء مضاد حيوي، والوقاية من إصابة القدم هي أفضل طريقة لمنع تعفن القدم، فالتوعية بطرق الوقاية لها نفس أهميّة التوعية بأمراض الأبقار وطرق علاجها.

التهاب ضرع الأبقار

    يعرف أيضًا باسم التهاب الغدة الثدية وهو من الأمراض المنتشرة بين الحيوانات الثدية التي تنتج الألبان مثل الأبقار والأغنام والماعز، ويعزى ذلك إلى الإجهاد والإصابات الجسدية والبكتيريا. كلّ ذلك يؤدي إلى التهاب ضرع البقر، حيث تغزو البكتيريا أو كائنات أخرى دقيقة كالفطريات أو الفيروسات البقرة، وتبدأ العدوى لحظة دخول البكتيريا قناة الحلمة، ثم تتضاعف في الغدة الثدية مؤدية الى التهاب الضرع وحتى يعالج المرض لابد من تحديد العامل الممرض فإذا كانت العدوى بكتيرية تعالج عن طريق إعطاء البقرة المصابة مضادات حيوية، أما إن كانت الإصابة فطرية فتعالج عن طريق تناول مضادات فطرية وتشفى بشكل كامل.

الحمى الفحمية

    وهو مرض تسببه عصيات الحمى الفحمية Bacillus anthracis وهي من أكبر العصيات المعروفة غير المتحركة وتتجمع في شكل سلاسل قصيرة موجبة لصبغة كرام ولهذه العصيات القدرة على تشكيل محفظة، المرض منتشر في آسيا وأفريقيا وأوروبا وأمريكا، في الحيوانات تشكل القناة الهضمية طريق العدوى الرئيسية عند تناول طعام أو ماء ملوثين كما أن العدوى يمكن أن تتم بواسطة الاستنشاق والجروح وعض الحشرات. الأغنام، الماعز، الأبقار، الخيول لها قابلية شديدة للإصابة، بينما تصاب الكلاب والخنازير عندما تتناول لحوم حيوانات نافقة من المرض أو طعام ملوث أما الطيور والنعام لها قابلية للإصابة أيضا. وفما يخص الأعراض بعض الحيوانات تموت بالحظيرة أو المراعي دون أعراض تذكر أما الأعراض الملاحظة هي تهيج شديد، قلق، توقف الاجترار، تورم في الرقبة والصدر وأسفل البطن. تتم المعالجة باستعمال المصل المضاد فالحيوانات الكبيرة تعطى ما بين 100-300 مل حقنا بالوريد والصغيرة ما بين 50 -200 مل المضادات الحيوية كالبنسلين، الاوريومابسين.

 

طرق الوقاية من الأمراض التي تهدد الثروة الحيوانية

   من المهم التعرّف على طرق الوقاية التي تجنّب الأبقار من الإصابة بالأمراض المختلفة، والتي قد تكبّد أصحاب المزارع العديد من الخسائر الاقتصادية وخطر انتقال العدوى، ومن الأمور الأساسيّة للوقاية، العناية بنظافة الأبقار والحقول والحظائر وأماكن سكنها، فكلما كان السكن نظيف وغير ملوث  وغير رطب كلما قلّت فرصة الإصابة بالأمراض، وكذلك العناية بجودة الغذاء والتأكد من خلّوه من المسببات المرضية بجميع أنوعها الفيروسية والبكتيرية والطفيلية وغيرها، كما يجب عزل الأبقار الجديدة عن القطيع الموجود لمدة أسبوع على الأقل حتى يتم التأكّد من صحتها وخلوّها من الأمراض المعدية، والاحتفاظ بالسجلات الصحية لمعرفة التاريخ المرضي للأبقار والتطعيمات أو الأدوية التي تلقّوها عند الشراء الأول،  فيجب إعطاء اللّقاحات بانتظام ومعرفة الأوقات المناسبة لإعطائها. ويُعد التطعيم من طرق الوقاية الأساسية بالغة الأهميّة إذ تتوفّر لقاحات لأغلب الأمراض المنتشرة بين الأبقار، يمكن الوقاية من المرض عن طريق منع المخالطة بين الحيوانات داخل المزرعة، ويجب منع المخالطة بين الحيوانات المصابة والسليمة   في الحقول المجاورة ومنع المخالطة بين العاملين في الأماكن المصابة. والانتباه إلى عدم وضع الحيوان تحت أشعة الشمس وخاصة في فترة الظهيرة ويجب تهوية وسائل النقل المخصصة. لنقل الحيوانات في أوقات القيظ ويجب سقي الحيوانات أثناء فترة الشحن.

 
عدد المشاهدات : 4436