نظم حصاد المياه في مشروع حوض الحماد
Share |
2022-05-10
نظم حصاد المياه في مشروع حوض الحماد

   أ.م.د. مشتاق أحمد غربي

 قسم جيولوجيا الصحراء

المهندس الزراعي / طه ياسين عشوي الشرقي

وزارة الزراعة / مشروع حوض الحماد

Water Harvest regimes In Hamad Basin

مقدمة:

غالبا ما يكون معدل هطول الأمطار في البيئات الجافة غير كاف لتلبية الاحتياج المائي اللازم لنمو النباتات في تلك المناطق إذ أن هذه الأمطار غالبا ما تأتي على شكل أمطار فجائية غزيرة لا يمكن أن يعول عليها في دعم زراعة مجدية على الصعيد الاقتصادي ففي بعض المناطق الصحراوية لا يتعدى معدل الهطول المطري 150-200 ملم في الموسم هذا فضلا عن ضياع كميات كبيرة من مياه الأمطار من خلال جريانها في بطون الأودية وتفرعاتها. مما يؤدي بالنتيجة إلى تعرض التربة إلى أضرار ناتجة عن انجرافها بسبب جريان مياه الأمطار السريع وضعف التغطية النباتية وهذا ما ينعكس بالنتيجة على إنتاجية تلك الأراضي من النباتات الرعوية وبالتالي تدهور المراعي الطبيعية وانخفاض إنتاجيتها.

 وعليه نحن نواجه مشكلة كبيرة تستوجب المعالجة وبطرق علمية مدروسة تؤدي إلى الاستغلال الأمثل لهذه المعدلات المنخفضة من الهطول المطري وبالشكل الذي يحقق الاستفادة منها بتوفير الكميات اللازمة لنمو النباتات الصحراوية وخاصة الرعوية منها .

ولتلافي حجم التأثيرات الاقتصادية والبيئية والاجتماعية الناتجة عن شحت المياه في المناطق الصحراوية الجافة لابد لنا من الإدارة الجيدة للموارد الطبيعية في تلك المناطق ومن هذه الموارد مياه الأمطار ومن هنا جاء مفهوم نظم حصاد المياه . وأفادت معظم الدراسات التي أعدتها المنظمة العربية للتنمية الزراعية بان المنطقة العربية شهدت في تاريخها الحديث العديد من المشروعات الكبرى لتسخير مواردها المائية (FOA , 1991) .

ما المقصود بحصاد المياه ؟

يقصد بحصاد المياه هو حرمان جزء من مساحة محددة من الأرض من نصيبها من مياه الأمطار التي تكون ضئيلة وغير منتجة عادة وإضافتها إلى حصة مساحة مجاورة أخرى الأمر الذي يؤدي إلى حصول الجزء الأخر من الأرض على ضعف الكمية من المياه  لتكون كمية كافية ومنتجة. وعليه فان نظم حصاد المياه تعمل على تركيز الهطول المطري من خلال التحكم بعملية الجريان والتخزين لتحقيق اكبر قدر من الاستفادة من المياه . وتعتبر نظم حصاد المياه احد أهم وسائل الدعم للموارد المائية من خلال حصاد مياه الأمطار وإعادة استخدامها (الدومي , 1994) .

ويمكن لعملية حصاد المياه أن تحدث بشكل طبيعي أو بتدخل العنصر البشري إذ نلاحظ بعد حدوث هطول مطري شديد تتدفق مياه الأمطار إلى المناطق الصحراوية المنخفضة مشكلة مستنقعات مائية صغيرة يمكن الاستفادة منها وكذلك عند حدوث السيول نلاحظ تدفق مياه الأمطار عبر الأودية نحو الأنهر لترفع من مستواها المائي .

أما بالنسبة لحصاد المياه بالتدخل البشري فانه يتم من خلال نظم حصاد المياه التي تؤدي إلى توجيه جريان مياه الأمطار نحو مساحة محددة من الأرض واستخدامها في الأغراض الزراعية كما ويمكن لنظم حصاد المياه أن توفر الاحتياجات المائية اللازمة للإنسان والحيوان في المناطق شديدة الجفاف.

فوائد تطبيق نظم حصاد المياه

1.  تستخدم نظم حصاد المياه في البيئات الجافة التي يكون معدل الهطول المطري فيها غير كافي ليجعل من الزراعة أمرا مستحيلا ,فإذا ما تم تطبيق هذه النظم في تلك البيئات فإنها ستوفر الكميات الكافية من المياه اللازمة للإنتاج الزراعي.

2.     يمكن لنظم حصاد المياه أن توفر المياه اللازمة للاستخدام البشري والإنتاج الحيواني في المناطق شديدة الجفاف.

3.  يمكن لنظم حصاد المياه أن تساهم في تحسين الغطاء النباتي للترب المتدهورة وبالتالي الحد من التدهور البيئي ومكافحة التصحر.

4.  تعمل نظم حصاد المياه من خلال توفيرها للمياه في المناطق شديدة الجفاف على استقرار المجتمعات في تلك المناطق وتحسين مستواهم ألمعاشي والبيئي.

 

مكونات نظم حصاد المياه

تتكون نظم حصاد المياه على اختلاف أنواعها من ثلاثة مكونات أساسية وهي كما يلي:

·  منطقة المستجمع المائي: وهي جزء من الأرض يسهم في بعض أو كامل حصته من مياه الأمطار لصالح المنطقة المستهدفة، ويمكن أن تكون منطقة الجمع صغيرة لا تتعدى بضع أمتار مربعة أو كبيرة تصل إلى عدة كيلومترات مربعة.

·  منطقة التخزين: وهي المكان الذي يتم تجميع المياه فيه منذ بداية الجمع وحتى الاستخدام ويمكن أن يتم الخزن في خزانات أرضية أو في التربة على شكل رطوبة أو الشحن في المياه الجوفية.

·  المنطقة المستهدفة: وهي المنطقة التي تستخدم فيها المياه التي تم تجميعها ولأغراض متعددة فمنها للإنتاج الزراعي نباتي أو حيواني ومنها للاستخدامات البشرية وحتى المنزلية.

نماذج من نظم حصاد المياه المستخدمة في مجال مكافحة التصحر في مشروع حوض الحماد

1.  الخطوط الكنتورية: وهي عبارة عن خطوط عميقة تعمل في التربة بحيث تكون نقاط كل خط بشكل مستوي يضمن توزيع متجانس للمياه ضمن الخط الواحد في هذه الطريقة يجب أن لا يقل معدل ميلان الأرض عن 2% ويجب أن لا يزيد عن 10% وتستخدم هذه الطريقة في الترب متوسطة القوام إلى الثقيلة (مزيجية أو طينية).

2.  الأقواس الهلالية: في هذه الطريقة يتم تقسيم الأرض إلى أنصاف دوائر حيث يتم تشكيلها بشكل متناوب على أن تكون أقواس الخط الأول بشكل مستوي . 

3.  المربعات المعينية: في هذه الطريقة يتم تحديد خط المستوى الواحد ليكون الخط الأول ومن ثم يتم إنشاء حفرة في الزاوية السفلية لكل معين يتم غرس النباتات فيها ويتم تحديد أبعاد كل معين حسب درجة ميلان الأرض وكمية مياه الأمطار المتوقعة .

4.  السداد الترابية: وهي سداد صغيرة تنشا بالتعامد مع جريان مياه الأمطار في الأودية باستخدام الترب ذات القوام الطيني وتحدل على شكل طبقات وتأخذ شكلا هرميا مع مراعاة عمل منذ جانبي للمياه الزائدة عن الطاقة الاستيعابية لحوض السدة الترابية ويتم تحديد مواقع تلك السداد بالاعتماد على نظام المعلومات الجغرافية GIS وتستخدم المياه المخزونة للأغراض الزراعية وتوفير المياه لسكان البادية وللثروة الحيوانية وتختلف الطاقة الاستيعابية لهذه السداد حسب حجم منطقة المستجمع ومنطقة التخزين .

وفي دراسة أجريت للمقارنة بين نظم حصاد المياه المتبعة لمكافحة التصحر في مشروع حوض الحماد العراقي نشرت نتائجها بينت أن نظام المربعات المعينية ذو كفاءة اكبر من نظام الخطوط الكنتورية بالنسبة لكمية المياه المحصودة (خضير وآخرون , 2014).

 

 
عدد المشاهدات : 463