داء النغف الطفيلـي - Parasitic Myiasis

داء النغف الطفيلـي - Parasitic Myiasis

 داء النغف الطفيلي - Parasitic Myiasis

أ. د.  ثائر عبد القادر صالح

sc.thaerparasit@uoanbar.edu.iq

 الصفحة الرسمية الالكترونية للكاتب

يتفاعل جميع الكائنات الحية على هذا الكوكب بطريقة أو بأخرى مع بعضها البعض. ونستخدم مصطلحات مختلفة لوصف التفاعلات بين نوعين مختلفين من الكائنات. وإذا كان كلا النوعين يستفيدان من التفاعل فيما بينهما ، أي إذا كان كل نوع يعتمد على الآخر من أجل مصلحته ، فتُسمى هذه العلاقة تبادل المنفعة . على العكس من هذا، فإن علاقة التضاد هو المصطلح المستخدم لوصف العلاقة التي تفيد فقط أحد النوعين، في حين تتسبب في إلحاق الضرر بالآخر. وفي هذا المقال، نناقش نوعًا معينًا من التضاد يُسمى التطفل. لا يخفى على القارئ ماهية خطر الطفيليات حقيقية النواة على حياة الكائنات الحية بشكل عام وعلى الانسان بوجه خاص ، قد تكون الطفيليات مفيدة في تقديم المجرمين للعدالة ، فمثلا يمكن استخدام يرقات داء النغف Myiasis في تقديم المسؤولين عن ارتكاب جريمة قتل أو إهمال لإنسان أو حيوان وأدى إلى وفاته، حيث تتغذى هذه اليرقات على الأنسجة الميتة ، ومن خلال معرفة سرعة نمو هذه اليرقات ووصولها إلى مرحلة الشيخوخة قد يتم تحديد وقت وفاة الإنسان أو الحيوان ، اي يمكن استخدام الطفيليات في التحقيقات الامنية والجرائم المخفية .

التطفل هو معركة مستمرة من أجل البقاء بين الطفيلي وعائله . تعتمد الطفيليات على عائلها للحصول على الطعام والمأوى، لذلك يجب ألا تدمر العائل حتى تكون مستعدة للانتقال إلى العائل التالي. ومن ناحية أخرى، يتعين على العوائل حماية أنفسها من الأذى والضرر. ولفعل ذلك، تتحدى العوائل باستمرار الكائنات الطفيلية عن طريق تهيئة ظروف غير مواتية لها، حيث سيحاول العائل منع الطفيليات من الحصول على العناصر الغذائية، وتجويعها جوع شديدا، أو سيهاجم الطفيليات بدفاعات الجهاز المناعي القوية. ولكن على الجانب الا?خر، لكي يعيش الطفيلي في مثل هذه البيئة الصعبة ، نجح في تطوير وسائل مختلفة للبقاء على قيد الحياة. فعلى مدار ملايين السنين من التطور، اكتسبت الطفيليات الكثير من الميزات المهمة لمساعدتها على التكيف مع بيئات معينة : فيما يلي بعضا منها .....

1 -الإفلات من هجمات العائل: يواجه كل طفيلي تحدي متمثًلا في دفاعات العائل والظروف الأخرى غير المواتية  ، مثل المنع من الحصول على العناصر الغذائية. لذا ، طورت الطفيليات طرقا فريدة للتصدى لهجمات عوائلها. على سبيل المثال، يمكن أن يغير طفيلي المثقبية البروسية والمتصورة المنجلية ، اللذان يسببان الأمراض في الإنسان ، مظهرهما من خلال تحويل البروتينات على سطحهما وبالتالي تجنب التعرف عليهما من قبل الجهاز المناعي للعائل. لقد اكتسبت طفيليات أخرى القدرة على قتل خلايا المناعة البشرية مباشرة.

2 -اكتساب وسائل تكاثرية جديدة: تطورت الطفيليات لتعيش وتتكاثر في بيئة عائل واحد محدد، وهذا ما يعرف بتخصص العائل. رغم أن هذه الوسيلة تسمح للطفيلي بأن يكون أكثر نجاحاً داخل ذلك العائل المحدد، فإن  تخصص العائل أيضا له قيوده الخاصة، بما في ذلك الحد من فرص الطفيلي في العثور على رفيقاً له. طورت الكائنات الحية الطفيلية طرقا مختلفة لحل هذه المشكلة. فبالنسبة لأنواع ديدان البلهارسيا ،(تلتصق الديدان الذكور بالديدان الإناث إلى الأبد بمجرد تقابلهما معاً في العائل ، إلا في حالة وجود ذكر ا?خر في مكان مجاور. أما بالنسبة للديدان الشريطية ، فهي خنثية  ، مما يلغي الحاجة إلى البحث عن رفيق.

داء النَغَف أو داء الدودة الحلزونية                                       

هو مرض يصيب الحيوان أو الإنسان وتسببه يرقات بعض ثنائيات الأجنحة الطفيلية التي تتغذى على الأنسجة أو الأعضاء الحية للجسم . او هو مرض يُصيب الجلد نتيجة غزو يرقات من أنواع مختلفة من ذباب الجلد أو مناطق أخرى من الجسم، مثل: الأنف، والأذن، والعين، والمعدة، والنغف هو مرض بالأصل حيواني، لكنه بعد ذلك أصبح يُصيب الإنسان ويُسبب له العديد من المشكلات الجلدية.

تتغذى اليرقات الموجودة في الجسم على كل من الأنسجة الحية، والأنسجة الميتة، والطعام المبتلع، والمواد السائلة في الجسم، وإن أكثر أنواع الذباب شيوعًا التي تُسبب الإصابة للإنسان هي:

1- ذباب ديرماتوبيا هومينس. 2- ذباب كورديلوبيا أنثروبوفاجا. 3- ذباب كريسوميا بيزيانا

يُعدّ النغف حالة مهمة، حيث يمكن أن يمثل رابع أكثر الأمراض الجلدية المرتبطة بالسفر شيوعًا، وهذا أمر جدًا خطير.

 

كيفية الإصابة بداء النغف

تضع الأنثى البالغة بيضها على الجروح أو الأنسجة المخاطية أو قرب فتحات الجسم، مثل: الفم، والأذن، والأنف أو قد تدخل للجسم عبر الطعام الملوث بها. تفقس البيوض في مدة زمنية تتراوح 24 ساعة تقريبًا لتبدأ هذه اليرقات الخارجة من البيوض بالتغذية على الأنسجة الميتة أو الحية وتخترق الجلد والأنسجة. تعيش اليرقات في هذه الأنسجة وتبقى تتغذى عليها مما يُسبب العديد من المضاعفات الصحية على المُصاب. تعيش اليرقات لمدة 5 - 10 أسابيع تحت الجلد ، وتتنفس من خلال الثقوب الموجودة في الجلد، وبعد ذلك تموت أو تخرج من مكانها لتتزواج مُشكلة دورة حياة جديدة لها. تهاجر بعض أنواع اليرقات من مكان الإصابة إلى الأنسجة الأخرى، وهذه اليرقات تُعدّ الأخطر كونها تُسبب المزيد من المشكلات الصحية والمزيد من الألم والتعب أثناء مُعالجتها.

أعراض داء النغف

تتمثل أعراض الإصابة بداء النغف في ما يأتي:

1. أعراض النغف الجلدي: تتمثل أعراض النغف الذي يُصيب الجلد في ما يأتي:

1-  ظهور كتل صغيرة على الجلد تُشبه الدمل. 2- تحرك هذه الكتل بسبب تنقل هذه اليرقات. 3- حكة الجلد. 

4- انتان الجلد وخروج السوائل القيحية منه. 5- خروج روائح كريهة من مكان الكتل الظاهرة.

2. أعراض النغف الأنفي : عند دخول اليرقات إلى فتحات الأنف فإنها تُسبب الأعراض الآتية:

1- تهيج شديد في الأنف مما يُسبب الحكة المزعجة في المنطقة. 2- انتفاخ الوجه. 3- انسداد الممرات الهوائية مُسببًا صعوبة التنفس. 4- الحمى.

3. أعراض النغف السمعي : في حال دخلت اليرقات إلى الأذن فإنها تُسبب الأعراض الآتية:

1- انتفخ المناطق القريبة من الأذن. 2- ألم في الأذن. 3- خروج إفرازات كثيفة من الأذن.

4. أعراض النغف العيني : تتمثل في الآتي:

1- التهاب العين واحمرارها. 2- حكة في العين. 3- ألم في العين. 4- نزول الدموع باستمرار ودون توقف.

مضاعفات داء النغف

تتمثل أبرز مضاعفات داء النغف في كل مما يأتي:

أولاً. بتر الأعضاء :   في حال قامت اليرقات على تناول معظم الأنسجة في العضو المُصاب فإن ذلك سيؤدي إلى تقرحات عديدة فيها وخروج الرائحة الكريهة منها متطلبًا ذلك بتر العضو للتخلص من هذا الامتداد من الإنتانات.

ثانياً. زيادة تعرض الجلد للإصابات : تقرحات الجلد الحاصلة في الجلد نتيجة تغذية اليرقات على أنسجته تجعله عرضة لعدوى بكتيرية أو فيروسية أو فطرية أخرى، مُسببًا ذلك حالة أخرى من الأمراض الجلدية، وهذا يحتاج إلى علاج مُضاعف ومُكثف.

ثالثاً. أمراض العيون : في حال دخلت اليرقات العيون فإنها غالبًا تُسبب المضاعفات الآتية:

التهاب القزحية ، الازرقاق ، انفصال الشبكية .

رابعاً. الوفاة : قد يصل الأمر بداء النغف إلى الوفاة، وهذا يحدث في حال انتشار اليرقات في كافة أعضاء الجسم وعدم القدرة على السيطرة عليها بسبب التأخر في تلقي العلاج.

علاج داء النغف

علاج داء النغف يتم من خلال الآتي:

1. الإجراء الجراحي : لا يُمكن علاج داء النغف إلا بالجراحة، وهذه الجراحة قد تكون بتخدير موضعي أو عام، ليقوم الطبيب بعدها بعمل شقوق في الجلد وإخراج اليرقات من داخل الأنسجة. تجدر الإشارة أنه لا يوجد أي نوع من الأدوية لعلاج هذا المرض معتمد من قبل منظمة الغذاء والدواء الأمريكية.

2. الإجراء التعقيمي للجروح : بعد إجراء الجراحة للعضو أو الأعضاء المُصابة يقوم الطبيب بتنظيف المناطق المُجرى بها العملية يوميًا.