مـاهيــة الـريــاضيــات

مـاهيــة الـريــاضيــات

 مـاهيــة الـريــاضيــات

م. م.  أنفال عاشور حامد صالح الكربولي-قسم الرياضيات

anfal.ashour@uoanbar.edu.iq

الصفحة الرسمية الالكترونية للكاتب

الرياضيات علم تجريدي من إبداع العقل البشري، يهتم بالأفكار والطرائق وأنماط التفكير، فلا يكوّن مجموع فروعه التقليدية فحسب، بل هو أكثر من علم الحساب الذي يعالج الأعداد والأرقام والحسابات، ويزيد عن الجبر، وهو أكثر من علم الهندسة والذي هو دراسة الشكل والحجم والفضاء. ويمكن إضافة علم المثلثات، والإحصاء والتفاصيل والتكامل، وتبقى الرياضيات حسب النظرة الحديثة تزيد عن مجموع فروعها هذه. والرياضيات علم ذو طبيعة تركيبية تبدأ من البسيط إلى المركب، فمن مجموعة المسلمات تشتق النظريات عن طريق السير بخطوات استدلالية تحكمها قوانين المنطق، والرياضيات بهذه الطريقة تعتبر بناء استدلالي في جوهره، كما أن التجديد يصبغ الرياضيات بطابعه، أي أن المسلمات لا تحتمل معنى معين، بل تكتسب معناها من الجزء الذي تستخدم فيه.  وتتفق طبيعة الرياضيات مع فطرة الإنسان في حبه للترتيب والتصنيف والتنظيم، بل وتعتبر ضرورة أساسية لتلبية حاجاته في معرفة الزمان والمكان والقياس، وإن الفصل بين الرياضيات وواقع الحياة ومشكلاتها يعتبر فصلا ً لها عن السياق الطبيعي الذي نشأت أساسًا منه وله.  ويمكن النظر إلى الرياضيات على أنها: طريقة ونمط في التفكير لأنها تنظم البرهان المنطقي، ولغة تستخدم  فيها تعابير ورموز محددة ومعرّفة بدقة فتسّهل التواصل الفكري بين الناس، وتتصف بأنها لغة عالمية معروفة بتعابيرها ورموزها الموحدة عند الجميع، وهي كذلك معرفة منظمة في بنية لها أصولها وتنظيمها وتسلسلها، تبدء بتعابير غير مُعرَّفة، إلى أن تتكامل وتصل إلى نظريات وتعاميم ونتائج، وهي تعتني بدراسة الأنماط والتسلسل والتتابع في الأعداد والأشكال والرموز، وينظر إليها على أنها فن وتتمتع بجمال في تناسقها وترتيب وتسلسل الأفكار الواردة فيها.  فللرياضيات لغتها من حيث مصطلحاتها ورموزها والتمثيلات التي تعبر عن محتواها في صورة معادلات أو مصفوفات أو رسوم بيانية، وأن تعلم الرياضيات يتضمن تعلم قراءتها وكتابتها والاستماع إلى مفاهيمها ونظرياتها ومناقشة موضوعاتها، وفهم وإدراك قواعد التعبير بها أو التعبير عنها، وذلك لتنمية قدرة الطلبة على التعبير بلغة واضحة وتنظيم متسق يقنع المستمع عند الإجابة على سؤال رياضي معين أو حل مشكلة رياضة. 

 أهمية الرياضيات: علم الرياضيات هو أهم الدعائم الأساسية لأي تقدم علمي، وتدريس الرياضيات أصبح من ضروريات عصر الثورة المعلوماتية حيث تنوعت المهارات والمعارف بعد أن تداخلت الرياضيات مع جميع العلوم الطبيعية والإنسانية وأصبحت مهمة التعليم في عصرنا هي أن يتعلم الطالب وأن يداوم على عملية التعلم طوال فترات حياته فلولا الدقة والإبداع في الرياضيات وكفاءتها الهائلة لم تصل العلوم إلى ما وصلت إليه الآن.  

وتلعب الرياضيات دورا كبيرا في التطبيقات الحياتية العلمية والعملية، ولا أحد ينكر الدور الكبير الذي تلعبه في التطور التقني الهائل وفي الصناعات الحديثة، مما لا يجعل شك في أن علم الرياضيات هو اهم الدعائم الأساسية لأي تقدم علمي، فلولا الدقة والإبداع في الرياضيات وكفاءتها  الهائلة لم تصل العلوم إلى ما وصلت إليه الآن، وأصبح تدريس الرياضيات ضرورة من ضرورات عصر ثورة المعلومات حيث تنوعت المهارات والمعارف بعد أن تداخلت الرياضيات في جميع العلوم الطبيعية والإنسانية.

وتتمثل أهمية الرياضيات في اكتساب المهارات والمعلومات، وتنمية الاتجاهات العلمية وإدارة البحث العلي المجرد والتطبيقي، وتنمية القدرة على التركيز الذهني والعمل على ديمومته، وتنمية القدرة على التعبير عن الذات بدقة وموضوعية ووضوح، وتنمية الثقة بالنفس والاعتماد على الذات واستخدامها في التعلم الذاتي مدى الحياة.

 وقد أطلق على الرياضيات لقب (ملكة العلوم) وذلك على أساس أن:

 1- الرياضيات أكثر العلوم دقة، ويقيناً وعمومية واكتفاء ذاتياً واتصافاً بالعقلية الخالصة.

 2- الرياضيات تمثل الشكل المثالي الذي يجب أن تتجه إليه كل المعرفة العلمية، أو على أقل تقدير تكون  المفاهيم  التي تشكلها ضرورية للنمو الكامل لفروع العلم الأخرى.

 وللرياضيات دور هام في حياة الإنسان إذ لا غنى له عنها في:

  1- تنظيم مختلف نشاطاته اليومية كالبيع والشراء.

  2- استثمار الوقت، والاقتصاد وغيرها.

  3- استخداماتها الواسعة في العلوم والتكنولوجيا ومختلف الأعمال والنشاطات الاجتماعية.