م.د. منتظر وديع رشيد الهيتي

م.د. منتظر وديع رشيد الهيتي

شروق الشمس وليلة والقدر

Sunrise and Al-Qadr Night (Night of Destiny)

م.د. منتظر وديع رشيد الهيتي

                  ed.muntazer.wadiha@uoanbar.edu.iq

الصفحة الرسمية للكاتب

الحمد لله الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن اراد أن يذكر أو اراد شكورا والصلاة والسلام على سيد الانام ومصباح الظلام الرحمة المهداة للعالمين أجمعين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، وعلى اله وصحبه والداعين بدعوته .  

 أما بعد...

أيها القارئ الكريم قد اخترت لكم موضوع مهم جداً للصائم وهو شروق الشمس وليلة القدر في العشر الاواخر من شهر رمضان الذي أوله رحمه وأوسطه مغفرة وأخره عتق من النيران ، قال تعالى في كتابه العزيز:(إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ   وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ   لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ   تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ  سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ ).

الراجح الذي عليه جمهور العلماء لما ثبت بالأدلة أن ليلة القدر تكون في وتر العشر الأواخر من شهر رمضان ، والأرجح أنها ليلة 27 . وفضلها عظيم لمن أحياها ، وأحياؤها يكون بالصلاة وقراءة القران والذكر والاستغفار والدعاء من غروب الشمس الى طلوع الفجر ، وصلاة التراويح احياء لها .

ومن علامات ليلة القدر : أن لا تكون حارة ولا باردة ، وأن تكون وضيئة مضيئة ، وكثيرة الملائكة في ليلة القدر وأن الشمس تطلع صبيحتها من غير شعاع ، قال (عليه الصلاة والسلام) : (ليلة القدر ليلة طلقة لا حارة ولا باردة تصبح الشمس يومها حمراء ضعيفة) رواه ابن حزيمة وصححه الالباني ، وقال(عليه الصلاة والسلام) :(إني كنت أريت ليلة القدر ثم نسيتها وهي في العشر الأواخر ، وهي طلقة بلجة لا حارة ولا باردة ، كأن فيها قمراً يفضح كواكبها ، لا ن الملائكة تلك لا يخرج شيطانها حتى يخرج فجرها)، رواه ابن حبان ، وقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):(إن الملائكة تلك الليلة أكثر في الارض من عدد الحصى)، رواه ابن خزيمة وحسن اسناده الالباني ، وقال (صلى الله عليه وسلم):(وامارتها أن تطلع الشمس في صبيحة يومها بيضاء لا شعاع لها) رواه مسلم ، يعني تطلع في اليوم الذي يليها ، وتلك العلامة بشارة لمن قام تلك الليلة ؛لأنها تكون بعد انقضاء ليلة القدر لا قبلها ، وهناك علامات أخرى لكنها لا تثبت مثل أنه لا تنبح فيها الكلاب ، ولا يمرى فيها بنجم ، أو أن ينزل فيها مطر .

ليلة القدر من الليالي العظيمة في شهر رمضان الذي أوله رحمه وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النيران ، الشهر الذي انزل فيه القران هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان ، حيث كنّا نصلي في جامع منطقتنا جامع الامام علي بن ابي طالب (رضي الله عنه) ، وكنا نقيم الليل نذهب الساعة الواحدة ليلاً ثم بعد ذلك نصلي الفجر ونبقى في المسجد حتى طلوع الشمس انطلاقاً من قول النبي (صلى الله عليه وسلم) الذي يقول :(من صلى الصبح في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة تامةٍ تامةٍ تامةٍ) رواه الترمذي وحسنه الالباني .

الله يالها من جَمعةٌ مباركةٌ من قبل المصلين الذين يصلون الفجر ثم بعد ذلك يقومون بقراءة القران واذكار الصباح الى حد الساعة الخامسة والنصف صباحاً ثم بعد ذلك يخرجون من الحرم لرؤية الشمس ، تصور هذا الموقف اخي المسلم ليتأكد من شروق الشمس وبعد ارتفاعها نصلي الضحى تطبيقاً لحديث النبي (صلى الله عليه وسلم)، عن أبي هرير رضي الله عنه ، قال: أوصاني خليلي بثلاث لا أدعهن حتى أموت صوم ثلاثة أيام من كل شهر ، وصلاة الضحى ، ونومٍ على وتر)، أخرجه البخاري.

وأما الدعاء في هذه الليلة عن عائشة رضي الله عنها قالت قلت يا رسول الله أن علمت ليلة القدر ما اقول فيها قال قولي: ( اللهم انك تحب العفو فاعف عني).

فالله أسال أن يجعلنا ممن بلغهم ليلة القدر سائلاً المولى أن يجعل رمضان حجة لنا لا حجة علينا وان يكتب لنا صيامه في السنة القادمة انه نعم المولى ونعم النصير وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم .