من أعلام المحدثين في العراق/ الامام وكيع بن الجراح الرؤاسي الكوفي

من أعلام المحدثين في العراق/ الامام وكيع بن الجراح الرؤاسي الكوفي

 مقال /    أ.د. عبد الستار ابراهيم صالح

من أعلام المحدثين في العراق/ الامام وكيع بن الجراح الرؤاسي الكوفي

اسمه ونسبه وكنيته.   وكيع بن الجراح بن مليح بن عدي الرؤاسي ابن فرس بن جمجمة بن سفيان بن الحارث بن عمرو بن عبيد بن رؤاس، الإمام، الحافظ، محدث العراق، أبو سفيان الرؤاسي، الكوفي، أحد الأعلام.

ولادته: ولد سنة تسع وعشرين ومائة. وروي عنه أنه قال: ولدت بأبة قرية من قرى أصبهان   .

شيوخه: روى عن: هشام بن عروة، وسليمان الأعمش، وإسماعيل بن أبي خالد, وسفيان الثوري ، وسفيان بن عيينة، وسلمة بن نبيط ، وسليمان بن المغيرة ، وشبيب بن شيبة، وشريك بن عبد الله النخعي ، وشعبة بن الحجاج, وجرير بن حازم ، وجعفر بن برقان وحماد بن سلمة, وعبد الملك بن جريج ، وعبد الملك بن مسلم بن سلام, ومالك بن أنس, وعبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي, ونافع بن عمر الجمحي, وغيرهم  كثير. 

تلاميذه: روى عنه: سفيان الثوري - أحد شيوخه - وعبد الله بن المبارك، والفضل بن موسى السيناني - وهما أكبر منه - ويحيى بن آدم، وعبد الرحمن بن مهدي، والحميدي، ومسدد بن مسرهد ، وعلي بن المديني، وأحمد، وابن معين، وإسحاق بن راهويه, وأبو خيثمة زهير بْن حرب، وأبو بكر وعثمان ابنا أبي شيبة، وأحمد بن جعفر الوكيعي، وعباس بن غالب الوراق، ويعقوب الدورقي، وغيرهم كثير  . 

 ثناء العلماء عليه:

قال عبد الرحمن بن أبي حاتم , عن أبيه , عن  أحمد بن أبي الحواري قال: حدثني بعض أصحابنا قال: قال سفيان الثوري لوكيع: لئن بقيت ليكثرن اختلاف أقدام الرجال إلى بني رؤاس. قال أبو محمد: يعني إلى محلته   . وهذه شهادة عظيمة من إمام مثل سفيان الثوري لوكيع تدل على سعة علمه ومكانته.

 قال القعنبي: كنا عند حماد بن زيد، فلما خرج وكيع قالوا: هذا راوية سفيان. فقال حماد: إن شئتم قلت: أرجح من سفيان   .

وأما عن سعة حفظه وتقدمه على غيره من أقرانه, يقول اسحاق ابن إبراهيم - يعني ابن راهويه : حفظي وحفظ ابن المبارك تكلف وحفظ وكيع أصلي، قام وكيع يوما قائما ووضع يده على الحائط وحدث سبعمائة حديث حفظا  .

وقال يحيى بن معين: والله ما رأيت أحدا يحدث لله غير وكيع، وما رأيت رجلا قط أحفظ من وكيع، ووكيع في زمانه كالأوزاعي في زمانه   .

وقال إبراهيم بن إسحاق الحربي: سمعت أحمد بن حنبل ذكر يوما وكيعا، فقال: ما رأت عيناي مثله قط، يحفظ الحديث جيدا، ويذاكر بالفقه فيحسن، مع ورع واجتهاد، ولا يتكلم في أحد  .

 قال يحيى ابن يمان يقول: مات سفيان الثوري، وجلس وكيع بن الجراح في موضعه   .

قال ابن عمار الموصلي: ما كان بالكوفة في زمان وكيع أفقه ولا أعلم بالحديث منه، كان وكيع جهبذا   .

وقال أبو زرعة الدمشقي: سمعت أحمد بن حنبل يقول: الثبت بالعراق يحيى، وعبد الرحمن، ووكيع، قال: فذكرت ذلك ليحيى بن معين، فقال: الثبت بالعراق وكيع   .

قال ابن حبان: أبو سفيان من الحفاظ المتقنين وأهل الفضل في الدين ممن رحل وكتب وجمع وصنف وحفظ وحدث وذاكر وبث.    

وفاته: ترجل إمام المحدثين, وعالمهم , وانتقل إلى جوار ربه , وقد كانت وفاته عندما عاد من الحج توفي  بفيد في طريق مكة  يوم عاشوراء. سنة ست وتسعين, وقيل: سبع وتسعين وقيل:  ثمان وتسعين ومئة .   رحمه الله وأكرم نزله