القانون والحياة

القانون والحياة

       هنالك لربما من يتفكر في هذا الكون بانه ماذا سيحدث لنا ان عشنا بلا قانون؟ او ماذا تحمل الحياة من خفايا ؟ او كيف يمكننا التصرف بدونه في هذا الكون الذي  يبدو مليئًا بالنزاعات والفوضى؟ او كيف أننا نتعامل مع التهديدات؟ او كيف نجد السلام  بدونه وسط الغرائز الدنيوية؟ او هل يمكن أن تكون حياتنا منظمة و تسودها السعادة ان استغنينا عنه؟

 

     هذه مجموعة من الأسئلة التي يمكن طرحها عند الكثير من الناس اليوم لو اننا تخلينا عن "القانون" ""Law في هذه الحياة.

      ببساطة الدول والمجتمعات التي تخلو من سيادة القانون ينتج عنها فوضى عارمة ودمار لمجتمعات وان كانت متحضرة هذه من جهة,  من جهة اخرى, يقول بعض فلاسفة القانون تعامل مع القانون على انه "رجل سيئ" بحيث ان لم تحسن التصرف معه فسيؤذيك, في سياق اخر, يمكن أن تسير الحياة مع كل فرد يتصرف بصدق واخلاق لكي يعيش, او بعبارة اخرى يمكن ان تحل الاخلاق محل القانون في فهم وممارسة الحياة, بالتالي اذا لم يتحلى الانسان بتلك الصفات فأن القانون مهم بالنسبة للبشرية لتنظيم تفاصيل وجزئيات الحياة التي تركت الشريعة الاسلامية تنظيمها للقوانين الدنيوية.

      حتى تكون شخصًا سعيدًا ونافعا في هذه الحياة فأنه من المهم لك فهم وممارسة قوانين الحياة. هذه القوانين هي ببساطة مجموعة من القواعد والتعليمات التي يجب أن نعيش بموجبها. وفي منظور اخر القوانين هي "الإرادة", والارادة هي قوة العقل التنفيذية, وبواسطة الإرادة  يستطيع ان يصل الانسان الى مراده ما لم يحجبها القدر. فكلما تكون الإرادة أقوى يكون الإنسان أكثر حظا في النجاح في هذه الحياة.

     معظم العائلات والأديان السماوية تسعى لتعليم القييم والاعراف التي تعلموها لأبنائهم. بعضها واضحة وسهلة التطبيق لدرجة أن معظم الناس يتفقون على أنهم على صواب حتى تصبع قوانين شارعة تهم المجتمع ككل وتلزمهم بها. على سبيل المثال، يمثل الصدق مرتبة عالية وقيمة سامية في الثقافات و المجتمعات حول العالم. حياتنا في هذه الحياة قصيرة، ولدينا فرصة عظيمة لنعيشها ونضع العالم في وضع أفضل مما نتصور من خلال اختيارنا للقوانين التي نعيش بها ونسعد. إحدى الطرق لتحقيق السلام في هذه الحياة هي إتقاننا لقوانين الحياة.

     تهدف قوانين الحياة في كل الدول إلى مساعدة الناس من جميع الفئات لمعرفة المزيد عما يدور في هذا الكون, وكذلك معرفة الحقائق العلمية التي تعمل على جعل حياة الناس ليست فقط سعيدة ولكن أكثر نفعا. ان صحة كل قانون في هذه الحياة ذلك الذي يطبقه عامة الناس وفي احلك الظروف لتساعدهم على جني الثمار لتطبيقهم العملي, وخير شاهد على ذلك فرق الحياة بين المجتمعات الغربية والشرقية حيث الاولى سعادة ورفاه والثانية تعاسة وبؤس.

      يمكن استخدام القوانين الحياة باعتبارها ادوات فعالة وعملية. وعندما يقوم الناس بتطبيقها على اكمل وجه، ينتج عن ذلك تحويل حياتهم الى تجربة نافعة وممتعة. وحتى لو كانت حياتنا تسير بشكل حسنً فأنه من الممكن ان تكون اكثر حسنا عندما نضمنها الكثير من القوانين الهادفة.

                                                                                         

  المدرس محمد حماد عبد

كلية القانون و العلوم السياسية / قسم القانون