الطب بعد جائحة كورونا
الطب بعد جائحة كورونا
من الدروس التي تعلمناها من جائحة كورونا : اننا بحاجة شديدة لتطوير منهجية دراسة الامراض االجرثومية وطرق التعامل معها بالعلاج وليس فقط بالوقاية .
لكون اول ما يخطر على بال الطبيب عندما يستشعر وجود مرض جرثومي هو المضاد الحيوي او الفيروسي في حال كون المرض سببه اي منهما، علما أن الامراض الجرثومية قائمة على عاملين أولهما المسبب ( الجرثومة ذاتها) وثانيهما الرد المناعي المضاد له.
فهناك الكثير من الامراض الجرثومية لو انعدمت المناعة لما حصل اي ضرر على الجسم والعكس صحيح لامراض أخرى.
كما أن هناك الكثير من الجراثيم والمضادات الحيوية التي تتسبب بفرط بالاستجابة المناعية مما تؤدي الى امراض الحساسية.
المشكلة هي اننا نعرف الامراض الجرثومية فقط من خلال احداث المرض (Pathogenesis) ونربط ذلك مع شرح الفسلجة المرضية ( اي الاستجابة المناعية) وهذا خطأ ... لان الاستجابة المناعية تتغير بتغير الجرثومة من ناحية التعرف عليها وعددها .. ودليل ذلك أصابة الابن بفيروس كورونا الذي أدى الى وفاته وعدم اصابة امه التي سهرت على علاجه بنفس الشدة.
في دراسة مسحية اجريتها على زملائي الاطباء وجدت أن معرفتهم بالوقاية اعمق من معرفتهم بالعلاج وهذا دليل على قوة تدريس مادة الامراض الانتقالية في فرع طب المجتمع عن ما درس في فرع الامراض، والاحياء المجهرية والباطنية، والعقاقير. حيث ظهرت في الاونة الاخيرة الكثير من العقاقير التي تهبط المناعة للسيطرة على الاستجابة المناعية ومعظمها لا تصرف الا لعلاج عمليات زرع الاعضاء البشرية.
وبعد مداولة مع السيد العميد أ.د. ذاكر محمد محسن والسيد رئيس الجامعة ا.د. مشتاق طالب صالح تم الاتفاق على مؤتمر قطري لفروع الاحياء المجهرية للتباحث بشأن تطوير المنهج الدراسي ما بعد جائحة كورونا والدروس التي تعلمناها من العمل الميداني في مستشفيات العزل الميدانية للجائحة.
وفي أطار التنسيق بين فروع الكلية والمجلس العراقي للاختصاصات الطبية قدم ا.د. هيثم نعمان عيادة من فرع الطب الباطني مقترح فتح دراسة للامراض الانتقالية والتي لاقت استحسان الكثير من الاطباء في العراق وبدعم مباشر من العمادة ورئاسة الجامعة.
لن تذهب ارواح شهداء مهنة الطب من دون تغيير واقعي إيفاءأ بعهدنا لهم.
ا.م.د. ياسر مفيد عبد اللطيف
رئيس فرع الاحياء المجهرية الطبية