كيف تكون مديراً ناجحاً

كيف تكون مديراً ناجحاً

   كيف تكون مديراً ناجحاً؟   

المدرس الدكتور عذاب حميد ذيب

 

         يعتبر المدير الناجح سبباً رئيساً من أسباب نجاح أي مؤسسة، وهناك الكثير من الصفات التي يجب أن يتحلى بها لتزيد من فرص النجاح وتحقيق الأهداف المرجوة. ولا شك أن المدير الجيد والناجح سيوفر لمؤسسته موظفين جيدين وناجحين، وهنا يقول أحد أكبر أصحاب الشركات الناجحة على المستوى العالمي "انني أحرص دائماً على أن يكون في دائرة ادارتي من هو مثلي وأفضل مني". وقد جرت العادة عند اختيار أي مدير ولأي مؤسسة السير وفق خطين لا ثالث لهما: الخط الأول هو أن يكون المدير كبيراً في السن مميزاً في عمله وانضباطه، مواكباً للتطورات التي تطال مؤسسته، كما يتمثل هذا الخط في أن يكون المدير صاحب علاقة طيبة بمن يكون حوله من موظفين، وله القدرة على جذب المتعاملين مع مؤسسته؛ ليكون عامل جذب وتسويق في قادم الأيام لتحقيق الأرباح المادية والمعنوية على حد سواء.  ومن جانب آخر يتمثل الخط الثاني والذي يتم فيه اختيار المدير، لا يكون للعمر دوراً بقدر ما يكون للموهبة دوراً أساسياً في ذلك، بالإضافة الى روح المبادرة وتوفر سمات القيادة. ومن خلال الاستعراض لهذين الخطين في اختيار المدير الجيد تبقى عملية الموازنة في الاختيار عاملاً نسبياً؛ فأحياناً اختيار الأكبر سناً لا يكون هو الأفضل، فقد يكون الموهوب هو القادر على أن يقفز حواجز الزمن ويرتقي بمؤسسته الى مصاف الريادة بين المنافسين أولا، وتحقيق الأرباح والمحافظة على روح الفريق بحسن العلاقات بين فريقه الوظيفي ثانياً.

       وبين هذين الخطين وما يدور بينهما في طريقة اختيار المدير الناجح، هناك مجموعة من السمات التي يجب أن يتحلى بها أي مدير ليكون مميزاً في الإدارة وعلى قدر كبير من حسن التصرف وتتمثل هذه السمات في ان يكون قادراً على القيادة وهذه السمة رغم ان ظاهرها يعتبر امراً بديهياً غير انها تتعدى حدود الكاريزما، فالقدرة على القيادة تعني تحفيز مرؤوسيه للعمل معه والتفاعل وليس أن ينقادوا لمجرد كونه أكبر سناً، أو لموهبته التي قدمته ليكون مديراً، أما السمة الثانية هي أن يكون مبادراً ذا حنكة في التعامل مع المشكلات، فالعمل المؤسساتي لا يخلو من المشاكل وتأرجح العلاقات، التي تحكم العاملين في المؤسسة، لذلك فان المدير يحتاج أن يوازن في حلوله وقراراته بالشكل الذي لا يتحيز لجهة على حساب الأخرى، مستشرقاً انعكاس هذا التصرف على المتعاملين معه؛ بحيث يتخذ الاجراء الذي يجنبه الانتكاس في الخسارة وحسب شكلها المادي والمعنوي. كما يجب أن يتميز بقدرته على منع المنافسة المدمرة بين الموظفين، وهنا فانه يحاول بطريقته تجنب المنافسة بين فريق عمله، وهذا الامر له في حيثياته من الأمور الكثير تأتي أبسط صورها محاولة البعض التصيد لأخطاء الاخرين، دون التفكير بالعمل كوحدة مؤسساتية يعيبها اي تقصير. كما أن المدير الناجح يجب ان يمتلك القدرة على الابتكار والرؤية الشاملة للمؤسسة التي يقودها، ومن ثم عدم ضياع فرصة المنافسة، وامتلاك السوق الذي يستوعب نتاج مؤسسته. ومن السمات التي يجب أن يتحلى بها هي قدرته على كيفية تفويض السلطة، ومتى يمكن ان تفوض، وهنا فان تفويض السلطة يعد امراً ليس بالسهل، ولكن يأتي تفويض السلطة في أحيان كثيرة على انه عامل تحفيز واشراك الموظف في تحمل المسؤولية والشعور بالانتماء ضمن دائرة العمل.

  ان كل ما تقدم من سمات وصفات يجب ان يتحلى بها المدير الناجح تصب في مصلحة المؤسسة، وهي بالنتيجة الغاية الأساسية التي من اجلها يتم اختيار المدير وقوامها الموظفون.