العلاقة القائمة بين الإعراب والمعنى

العلاقة القائمة بين الإعراب والمعنى

د.مصطفى عبد الله هلال الدوسري

 

           الحمـدُ الله والصـلاةُ والســــــلام علـى سـ?دنا محمـد خ?ـر الأنب?ـــاء وعلـى آلـه وصحبه الطّ?بـ?ن الطـاهر?ن الإعراب والمعنـى فـي العرب?ّـة موضـوع شيــــق لأهل اللغــة والنحو ومحبيها وموضوع متجدد كونه ?فصح عن نظـام تم?ـزّت بـه اللغـــــــة العربية وتنظـ?م متمثلا بأصــوات مــد قصــ?رة تصيب أواخــر الكلمــات كدليـــــــــل علــى وظ?فــة الكلمــة بالعبــارة وعلاقتهــا بمــا عــداها مــن عناصــر الجملــة وهذا النظام الإعرابي عنصـر أسـاس مـن عناصـر لغتــــنـا منـذ بداية بواكيرها ، ولـه أثـر الاكبر والافضل علـى المعـاني المقصودة في الكلام .

             فالعرب?ـة بأصـواتها تـدل علـى هـذا النظام لأنه جزء من لفظتها ودلالتها على المعنى فمن خلال الحركة الإعراب?ة ?فهم القصـد من كلماتها وألفاظهـا كونها أصـواتا تفصح وتـدل علـى المعـاني ، وستكون هـذه الكلمات الآتيـــــــــــة تـدور حـول موضـوع الإبانـة عـن المعنـى والسـعة فـي التعب?ـر ودقّتـه ، وهـذه المعـاني هـي النتائج التي من أجلها تستخدم ظاهرة الإعراب و?ُؤكد عل?ها علماء العرب?ّة الاجلاء

 أولاً : تعريف مصطلح الإعراب  :
الإعراب الذي هو في النحو العربي : إنما هو الإبانـــة عن المعــــــاني بالألفاظ ، وسُمــــــي إعراباً لتبيينه وإيضاحه ... 

ففي لفظ الإعراب وجهان :
ألاول منها : أن يكون مأخوذاً من قولهم : ( أعرب عن نفسه ) إذا بيّن ما فــــــي ضميره ، فإن الإعـــراب إيضاح المعنى .
والثــاني منها : أن يكون ( أعرب ) منــــقولاً من قولهم : ( عربتْ معـــدة الرجل ) ، إذا فسدت ، فكــــــان المراد من الإعراب إزالة الفساد ورفع الإبهام ، مثل أعجمتُ الكتاب إذا أزلت عجـــمته .
والإعراب في اصطلاح النحاة هو أثر ظاهر أو مقدّر يجلبه العامل في آخر الاسم المتمكن والفعل المضارع وهو تغيير أحوال أواخر الكلم لاختلاف العـــوامل الداخلة عليـــــها لفظاً أو تقديراً نحو قـــولك : جاء زيدٌ ، ورأيت زيداً ، ومررت بزيدٍ  .
والإعراب كما يقول السيــوطي : ( هو الفارق بين المعاني المتكافئة في اللفظ ، وبه يُعرف الخبر الذي هو أصل الكلام ، ولولاه ما مُيّز فاعل من مفعـــول ولا مضاف من منعوت ، ولا تعجب من استفهام ، ولا صدر من مصدر ، ولا نعت من تأكيد )
وبالإعراب كذلك  تُميّز المعاني ، ويوقف على أغراض المتكلمــــين ، ذلك إن قائلاً لو قــال : ما أحسن زيد غير معرب  لم يوقف على مراده ، فإذا قال : ما أحســـن زيداً ، أو ما أحسن زيدٍ ، أو ما أحسن زيدُ ، أبان بالإعراب عن المعنى الذي أراده .
وللعرب في ذلك ما ليس لغيرهم ، فهم يفرقون بالحركات وغيرها بين المعــــاني ، وهذا من خصائص علم الصرف الذي يعتني بهيئة المفردة في اللغة العربية فيقولون : (مِفْتَح) بكسر الميــــم وفتح التــــــاء بوزن (مِفعَل) للآلة التي يُفتح بها ، و(مَفْتَح) بفتح الميم والتاء على وزن (مَفعَل) لموضع الفتح  , ومثلها مِقَص بكسر الميم وفتح القاف لآلة القص ، ومَقَــــص بفتح المــــيم والقاف للموضع الذي يكون فيه القص .
ومِحْلَب بكسر الميم وفتح اللام للقدح يُحلب فيه ، ومَحْلَب بفتح الميم واللام للمكان الذي يُحتلب فيه ذوات اللبن .
ويقولون : هذا غلاماً أحسن منه رجلاً ، يريدون الحال في شخص واحد ، ويقولون : هذا غلامٌ أحسن منه رجلٌ ، فهما إذنً شخصان .
ويقولون : كم رجلاً رأيت ؟ في الاستخبار عن العدد وكم رجــلٍ رأيت ، في الخبر يُراد به التكثــــير ، وهن حواجٌ بيت الله ، إذا كن قد حججن ، وحواجُ بيت الله : إذا أردن الحج .
وهذا الإعراب هو ما لا تكاد تعرفه اللغـــــات الأخرى ، إذ الإعراب مفقود فيـــها تقريباً ، وما كان منها في سابق دهــــرها ذات مظـــهر أو مظاهر إعرابيــــة فقد ذهبــت اليوم عنـــــها  إذ لا تكاد توجد هذه المظاهر الإعرابية إلا في صيغ محدودة ، مما يجعلها داخلة في أبواب الشذوذ اللغوي ، وذلك هو الســــــر في نشأة الدراسات النحوية عند المسلمين وفي ازدهارها وتألقها بين سائر علــــوم الإسلام ، وفي اهتمـــــام علماء المسلمين بها هذا الاهتمام العظيم ، فعليها يتوقف فهم النسيج اللغـــوي للقرآن الكريم ، وعليها كذلك يقوم علم البيان الذي بمقتضاه يقف العلماء على أحكام القرآن الكريم .

ثانياً : حول ظاهرة الإعراب :
تعد ظاهرة الإعراب من أخص خصــــائص اللغة العربية ، بل إن أهم ما تمتاز به العربية دون سائر اللغات هو أنها لغة معربة .
ومعنى كونها معربة أن معانيها السيـــاقية مرتبطة ارتباطاً وثيــــقاً بحركات أواخـر الكلم في تراكيبها ، أي في بناء جملها ، ونلمح هذا واضحاً في كتاب سيبـــويه حيث تحدث عن المـــواقع الإعرابية للكلمة وأنواع الإعراب وعلاماته ، يقول : (وهي تجري على ثماني مجارٍ ، على النصب والجرّ والرفع والجــــزم والفتح والضم والكسر والوقف ، وهذه المجاري الثمانية يجمعهنّ أربعة أضرب ، فالنصب والفتح في اللفظ ضربٌ واحد ، والجرّ والكسر فيه ضرب واحد ، وكذلك الرفع والضم ، والجزم والوقف.
وإنما ذكرتُ لك ثمانية مجار ، لأفرقَ بين ما يدخـــله ضربٌ من هذه الأربعة لِما يُحـدِثُ فيه العاملُ وبين ما يُبْنَى عليه الحرف بناءً لا يزول عنه لغير شيء أحــدثَ ذلك فيه من العوامل التي لكل عامل فيها ضرب من اللفظ في الحرف وذلك الحرف حرف الإعراب) (الكتاب 1/13)
والذي جعل سيبـــــــويه يهتم بظاهرة الإعراب هو أن اللغة العـــــربية لغة تتـــــوخى الإيضـــــــاح والإبانة والإفصاح ولا يأتي ذلك إلا بالإعراب 
وقــال الزجــاجي: (إنَّ النحــو??ن لمــا رأوا فــي أواخــر الأســـــماء والأفعــال حركـات تـدل على المعـاني وتبـ?ـن عنهـا سـمّوها إعراباً أي ب?انـاً، وكان البــــ?ان بهـا ?كون كما ?سمى الشيء باسم الشيء إذا كان ?شبهه، أو مجاوراً له، و?سمّى النحو ((الايضاح في علل النحو 91)
من كل ما تقدّم يتضح لنا أن الإعراب رمز إلى معنى معين دون غيره ، كالفاعلــــية والمفعولية وغيــرهما ولولاه لاختلطت المعاني والتبست ، ومع ذلك موجز غاية الإيجاز ، لا يعادله في إيجـــازه واختصاره شيء آخر ، يدل دلالته على المعنى المعين الذي يرمز له ، فلو أردنا أن نـشير الى الفاعلية أو المفعولية في مثل (أكرم الولد الوالد)  لأستعملنا ألفاظ كثيرة : كأن نقول : إن الولد هو فاعل الإكرام ، والوالــد هو الذي ناله الإكرام ، وفي هذا إسراف كلامي وزماني  .
فالإعراب يساعد على إزالة الغموض واللبس اللذين يمكن أن يحدثا في اللغة لولا الإعـراب وهو  بالإضافة إلى ذلك يعد مظهراً من مظاهر الدقة والجمال تتميز بهما اللغة العربية .

      وبعد أن علمنــا أنَّ الإعــراب فــي العرب?ــة هــو اخــتلاف أواخــر الكلــم علــى وفــق اختـلاف العامل لفظاً أو تقد?راً مـن اله?ئـة التـي كـان عل?هـا قبـــــل دخـول العامـل إلـى ه?ــئة أخرى وأن العامل في عـرف النحـاة قر?نـة تـدل المـتكلم علـى نـوع خـاص مـن الإعراب .

لقــد كــان عمـــل النحــاة فـــي البدا?ــة مقصــوراً على الملاحظــة والدراسة والتصن?ف والتبو?ب والتم??ز ب?ن الأصل والفـرع والقـوي والضـع?ف، ثـم اهتـدوا إلـى ظواهر إعراب?ة لم ?جـــــدوها مصــــحوبة بقرائن لفظ?ة ولكنهـا تعبـر عـن معـان خاصـة  فه?أ لهم أن ?قسمــــــوا العوامل إلى لفظــــــــ?ة ومعنو?ة .

          وتجــد الإعـراب خاضعاً للمعنــى خضــوعاً مطلقــاً ، ف?كشــف عــن الفاعل?ــة والمفعول?ة واله?ئة والعلة والزمان والمكان والتفس?ر والاسـتفهام والتعــجب والاهتمـام والتنب?ــه والرغبــة فــي التمكــــ?ن أو التشــو?ق أو التخصــ?ص، وأنــت تجــد الإعــراب خاضـــــعاً لمــؤثر لفظــي لا ?جــاري المعنــى ولا ?عبــر عنــه ، بــل ?خضــع للعلاقــات اللفظ?ـة فـي الترك?ـب ،وهـذا ?رجع إلـى النزعة الشـكل?ة فـي نظـام العرب?ـة كمـا فـي تبادل حركات الإعراب أو التحول أو المجاورة أو السبب?ة أو الشرط?ة. إن ظـاهرة الإعـراب تتـ?ح المقـدرة علـى حر?ـة الحركـة وتعـدد الأمـاكن التـي ?مكـن أن ?حتلهـا كـل جـزء مـن أجـزاء الجملـة فـالرفع والنصـب والجـر معـان تشـعر بمكان اللفظ من الكلام وتدل عل?ه مثلما ?دل على ذلك موقع اللفظ من الكـلام فـي اللغات التي لا إعراب ف?ها .

       إن تم??ـز النحـاة الفاعـل المعنـوي والفاعـل النحـوي هـو تعب?ـر النحــــــــاة عـن فكـرة الفــاعـل فـي المعنـى، وهـو الـذي وقـع منـه الفعـل فـي الواقـع ، وفكـرة الفاعـل فـي اللفـظ ، وهـــو الفاعـل الـذي أسـند إل?ـه الفعـل فـي اللغـة ، فالفاعـل مرفـوع والمفعـول بـه منصوب وان نظر?ـة العامــل النحـوي قامـت علـى أسـاس ظـاهرة الإعـراب فـي العرب?ـة من وجود شكل إعرابي بعدّه تفس?راً للعلاقات النحو?ّة ، واعتداد ق?ام الإعراب على العوامل ضرباً من ضروب التحلــــ?ل للمُركبات اللغو?ة ، وتوض?ــــح العلاقات المعـنو?ـة عن طر?ق العلاقات اللفظ?ة . والنحــاة ?أخــذون فــي الاعتــداد العوامــل الصــور?ة غ?ــر المحسوســة بالقــدر نفسه الذي ?عـدون ف?ـه العوامـل المـذكورة المتحققـة فـي اللفـظ .

          وقد ذكـر النحاة فـي تفســـــــ?ر علـة ارتبـاط معـاني الإعـراب بالحركـات الدالـة هــذه المناســبة التــي بــ?ن مــا ?ستشــعرونه مــن أصــواتها بــالحــــسّ والــنفس ومعــاني الإعراب التي هي ثلاث معانٍ : الفاعل?ة ، والمفعول?ة ، والإضافة ، والت،ي عبروا عنــــــها بالعمـد والفضـلات ، أو المســـند والمسـند إل?ـه وغ?ـر ذلـك تجتـــــمـع هـذه المعـاني تحـت ثـلاث حـالات هـي الرفـع والنصـب والجـر التـي تعبّـر عـن هـذه المعـاني فما رفع بعد فعل فهو فاعل فيعرف من خلال قيـــامه بالفعل وما كان منصــوبا بعد الفعل فهو مفعول به ويعرف من خلال وقوع الفعل عليه او مفعولا له ان عُرف انه الفعــــــل قــــــــام لاجــله وان دل علــى مكان وزمان وقوع الفعل فهو مفعول فيه وهكذا باقي المفاعيل أما ما كان مجـــــرورا فهو اضــــافة او جر بحرف جر وما دونها فهي فضـــلات فقد قرن النحاة الحركة الإعراب?ة بالكلــــمة والحــالة الإعراب?ة ولو رجعـــــنا إلـى المعاني اللغو?ة لأسماء هذه الحالات الإعراب?ة لوجدنا ارتــــباطاً ب?ن معان?ــــها اللغو?ـة والمعــاني الوظ?ف?ــة التـي تعبّــر عنهــا هــذه الحركــات ، فإننــا لا نفهــم الفاعل?ــة مــن المفعــــــول?ة في الجملة إلا في ضـوء الحركة الأعراب?ة .

    وللإعراب سعة في التقد?م والتأخ?ر، إذ أن الكلمة تحمل معها مركزهـا فـي الجملة بعلامـــتها الإعراب?ة إذ ?مكن صوغها فـي صـور عـدّة مـع بقـاء المعنـى العـام واحداً . و?مـنــــــــح الإعـراب الدقـة فـي المعنـى وغناء فـي التعب?ـر، و?مكن المـتكلم مـن التعب?ر بدقة عن المعاني التي ?ر?دها مما لا نجد نظ?ره في اللغات المبن?ة .  فـالإعراب وسـ?لة تعب?ر?ـة وسـمـــــة لغو?ـة فـي لغـة العـرب ، وأنَّ القـرآن الكـر?م واختــــــلاف قراءاته ، وما ?رجع منـه إلـى الحركـات الإعراب?ـة ?ـدل علـى أن لغــــة القـرآن كانت معربة ، وأن الحد?ث النبوي جاء تام التكو?ن الإعرابي ، وما نقل عن فصحاء الباد?ة ?شـــــــــ?ر إلى اختلاف اللهجات أح?اناً في إعراب بعض الكلمـات، وأنَّ الأصـل في معاني النحو هو الإعراب . فال،رفع والنصب والخفض معانٍ تشعر بمكان اللفظ من الكلام، وتدل عل?ه مثلما ?دل على ذلك موقع اللفظ من الكـلام فـي اللغـات التـي لا إعـراب ف?هـا، وهـي تنبئ عن المعاني المتصورة وتؤدي الغا?ة المقصودة مثال ذلك قوله تعالى :(( انما يخشى اللهَ من عباده العلماءُ)) (فاطر/28) فلو ذكرت هذه الاية دون حركة الرفــــــــع على لفظة العلماء ودون حركة النصب على لفظ الجلالة لتبادر لذهن المبتدئين في العربية ان بعد الفعـــــل فاعـــل وهو المتــقدم وما تأخر مفعول به فيصبح المعنى أن الله يخاف ويخشــــى العلــــماء لكن حـــركة الضم والفتـــــح وضــحت المعنى الذي يجب ان تكون عليه الآية الكريمة وأن في الاية تأخير ماحــــقه التقديــــــم وهو الفاعل وتقديم ماحقه التأخير وهو المفعول به وهو أن العلماء هم من يخشـــــــون الله عز وجــل . وفــي قولــه تعــالى: (إن االله بــريء مــن المشــرك?ن ورســــــوله)(التوبــة/?) فــإن قلنــا : ورســوله بــالجـــــر فهــذا كفــر ، لأن االله ?تبــرئ مــن المشــرك?ن و?تبــرئ مــن رســوله ، ولكــن القــراءة الصــح?ـــــحة فــي الرفـــــع والنصــب ففــي النصــب العطف على اسم أنَّ ، وفي الرفع عطـف جملـة والتقـد?ر رسـوله بـريء . فالحـــــــــركة الإعراب?ة شأنها شأن أي صـوت فـي الكلمـة لـه ق?مـة وأثـر فـي الإفصـاح والإبانـة عمـا فـي الـنفس مـن معنـى ، ف?كـون تغ?رهـا محققـاً لمـا فـي نفـس المـتكلم مـن معنـى ?ر?ـد الإبانـة عنـه .

ومما ذكرنا نصل الى أن الإعـــــراب هــو الإبانــة والإفصــاح والإ?ضــاح فـي اللغــة ، وهــو الأثــر الــذي ?جلبـه العامـل فـي الاصـطلاح ، وقـد أصـبح هـذا الأثـر الإعرابـي مـن أقـوى عناصــــــر العرب?ة ومن أبرز خصائصها ، وســـــر جمالهـا ، وكـان الإعـراب المفـــــــرق بـ?ن المعـاني فـي اللفـــظ، وبـه ?عـرف الخبـر والفاعـل والمفعـول و?م?ّـز التعجـب والاسـتفــــــهام والعلـة والزمـان والمكـان ، وهـو وسـ?لة مـن وسـائل إظهـار المعنـى ، فـلا تفهـم الفاعل?ـة مـن المفـــــــعول?ــة فــي الجملــة إلا فــي ضــوء الحركــة الإعراب?ــة التــي لهــا ق?مــة وأثــر فــي الإفصاح والإبانة . وقـد تبـــــ?ن أن الحركـــــة فـي الأصـل هـي صـوت ?لحـق الأصـوات الصـامتة فتحركها عن سكونـــــها وتؤدي وظ?ـفة صوت?ة في وصل الكلام وتؤدي وظ?فة نحو?ة تـدل ف?ـه الحركـة علـى معنـى تضـ?ـــفه الكلمـة إلـى الجملـة عنـد رفعــــــهـا أو نصـبها أو جرّها والارتكاز عل?ها . وذكر علماؤنا أن الرفع علم كون الاسم عمدة في الكلام ولا ?كون في غ?ر العـــمـد والنصـــب علـم الفضـلة فـي الأصـل ثـم ?ـدخل فـي العمـد تشـب?هاً بالفضـلات، والجر علم الإضافة بكون الاسم مضاف إل?ه معنى أو لفظاً . وب?ن البحث أن الغرض من الإعراب هو الإبانة عن المعاني، والسعة في التعبــ?ـر، والدقـة فـي المعنـى، ولـه أثـر كب?ـــــر فـي تفســـــــ?ر دلالـة الكلمـات فـي الجمــــــــلـة ودلالــة الجمــل فــي ثنا?ــا الكــلام ، فارتبــاط الإعــراب بالمعــاني ارتباطــاً وث?قــاً ، فلــولا الإعراب لمــــا فهم المعنى التي تدل عل?ها الكلمات .