انتشار ظاهرة المخدرات في العراق

انتشار ظاهرة المخدرات في العراق

 

م.د . اسراء كامل احمد الدليمي

دكتور مدرس في كلية العلوم / جامعة الانبار

esraa-nuc_med@uoanbar.edu.iq

جامعة الانبار : University of Anbar - د.اسراء كامل احمد (uoanbar.edu.iq)

March 2022

انتشار ظاهرة المخدرات في العراق

كان العراق، ممراً لتهريب المخدرات الإيرانية والأفغانية والباكستانية إلى دول الخليج العربي، وبالذات إلى الكويت والسعودية، لكنه تحول حالياً إلى بلد مستهلك للمخدرات، خصوصا” العقاقير الطبية المخدرة التي باتت تباع حالياً على الأرصفة، وهناك إقبال شديد على تعاطيها، كما تروج جهات كثيرة بشكل خفي لمواد مخدرة غريبة على المجتمع العراقي، أبرزها مادتي الحشيش والكوكايين، الامر الذي أدى الى انتشار حالات الإدمان وبالذات بين أوساط المراهقين. لاسيما في مناطق الوسط والجنوب.

ومن الجدير بالذكر أن ظاهرة انتشار المخدرات تعد من الظواهر الأكثر تعقيداً وخطورة على الإنسان والمجتمع، وتعتبر هذه الظاهرة إحدى مشكلات، العصر ومما لا شك فيه أن ظاهرة إدمان المخدرات بدأت تحتل مكاناً بارزاً في اهتمامات الرأي العام المحلي والعالمي، وتكمن خطورة هذه الظاهرة في كونها تؤثر سلبا” على الطاقة البشرية في المجتمع بصورة مباشرة وغير مباشرة، وبصفة خاصة الشباب من الجنسين، وتؤثر على موارد الثروة الطبيعية والبشرية مما يعرقل أي جهود خاصة بالتنمية الشاملة في المجتمع. وعليه فأن مشكلة تعاطي المخدرات وإدمانها من أكثر المشاكل الاجتماعية خطورة ولها تأثير قوي على تقدم أي مجتمع كماً وكيفاً، وتستنفد معظم طاقات الفرد والمجتمع وإمكانياتها، وتعتبر من أعقد المشاكل التي تواجه المجتمعات اليوم ولاسيما المجتمعات النامية. ويعتبر تقدير الآثار السلبية لاستخدام المواد المخدرة على الأفراد وانعكاس ذلك على مجتمعنا العراقي مهمة صعبة، وتكمن الصعوبة في السرية التامة التي تحيط بعملية تداول هذه المواد وتناولها، فضلا عن قصور الإحصاء والمتابعة في مجتمعنا العراقي.

 

ماهي أسباب تعاطي المخدرات؟

 

حالة الانفلات الامني الذي شهده العراق عام 2005 كانت محطة الانطلاقة لتفاقم وتنامي ظاهرة تعاطي وتجارة المخدرات في البلاد.

العوامل الاقتصادية بسبب البطالة المنتشرة بين الشباب والضغوطات النفسية والاجتماعية بعدم قدرة الشباب على تأدية واجباته.

سهولة الحصول على المخدرات.

التخريب وحب الاستطلاع التي تأتي في مرحلة المراهقة.

الاغتراب عن المجتمع وشعوره بعدم توفير بلده لاختصاصه وتوفير فرص العمل له فيشعر بالنبذ والمقارنة مع اقرانه ممن له فرص للعمل.

عوامل اجتماعية اهمها رفقاء السوء واختلاف اساليب التربية في المجتمع، والخلافات الاسرية، والتفرقة بين الابناء، وتأثير الحي السكني والتقليد والمحاكاة.

وسائل الاعلام وسوء استخدام اوقات الفراغ خاصة في العطل الصيفية الطويلة لذا على كل المؤسسات وضع مناهج لاستغلال طاقات الشباب.

ماهي آثار تعاطي المخدرات:

 

1.      اثار عقلية وانخفاض مستوى الوعي واضطرابات في التفكير والكلام.

2.      اضطراب في الادراك الحسي واضطراب الذاكرة الحسي وعدم تذكر الاحداث والذكريات والتهاب العصب البصري الذي يؤدي الى العمى وتأثير على الشخصية لتتحول الى الاكتئاب وتعكر المزاج والعصبية والعزلة والتكاسل.

3.      الاثار الاجتماعية، البطالة بعد انخفاض المستوى الدراسي او اليد العاملة وعدم القدرة على التحكم بالمواقف، والخلافات العائلية التي تلقي بضلالها على الاطفال وتربيتهم

 

كيف نواجه انتشار المخدرات في مجتمعنا؟

 

تلعب الأسرة الدور الأهم في الحفاظ على أبنائها من السلوك المنحرف ومن تعاطي المخدرات فعليها تقع المسؤولية بالدرجة الأولى من توعية الأبناء وتوجههم وإرشادهم من خلال زرع بذور الثقة بالنفس واتخاذ القرارات المبنية إلى حسن التقدير وعدم التأثر والانصياع للضغوط التي يمارسها أصدقاء السوء لغرض إخضاعهم إلى تعاطي المخدرات وكلما كان تأثير الأسرة قويا على الفرد قل تأثير أصدقاء السوء عليه. كما لا يخفى علينا دور المدرسة في توعية وتوجيه الناشئين من اجل خلق جيل واع لمخاطر الانحراف والتسيب حيث يأتي المعلم كمرب ثان بعد الأب وألام وربما يفوق تأثير المدرسة تأثير الأسرة بما يستحوذ المعلم من تأثير على طلبته.

للأعلام دور هام في توعية الشباب بخطورة تعاطي المخدرات وضررها الهائل على المجتمع والأسرة والفرد، كما يبرز دور الأعلام في الحد من النماذج السلبية التي تقوم بها الدراما والتي تسبب في انتشار هذه الظاهرة.

تلعب الجوانب الدينية دورا” كبيرا” في تحريم كل ضرر يصيب الإنسان في عقله أو نفسه أو دينه أو ماله، ولذلك يكون تعاطي هذه المخدرات محرماً للضرر الناشئ عن تعاطيها. فالمقاصد التي تؤكد عليها الشرائع السماوية هي: حفظ الدين والنفس والعرض والعقل والمال، وبما أن تناول المخدرات فيه ضرر مبين بهذه الضروريات والمقاصد، فيكون تعاطي المخدرات وإدمانها حرام بلا جدال.

على منظمات المجتمع المدني المهتمة بالشباب أن تبذل الجهود الحثيثة في أعداد البرامج التي تنطوي على معالجات غير مباشرة لظاهرة تعاطي الشباب للمخدرات والعمل على توعيتهم بمخاطر هذه الظاهرة الوافدة، فضلاً عن تعزيز القيم الاجتماعية الرافضة لهذا السلوك المنحرف.

سن قوانين صارمة بحق من يتاجر او يتعاطى المخدرات ومحاسبتهم وفقا للقوانين.

تفعيل جهد الاجهزة الامنية، لاسيما شرطة مكافحة المخدرات. وتقديم كافة المستلزمات لهم.

على الاجهزة الاستخبارية الاهتمام بملف المخدرات، لأنه يهدد الامن المجتمعي.

ضبط المنافذ الحدودية ومراقبة الوافدين للبلاد.

وفي الختام فأن انتشار ظاهرة المخدرات في العراق لم تأتي من فراغ وانما هناك جملة من العوامل ساهمت في انتشار هذه الظاهرة السيئة في العراق، لذلك على الجهات الرسمية وغير الرسمية ان تأخذ دورها الحقيقي في مواجهة ظاهرة المخدرات، لأنها تصنف من أخطر الامراض التي تعصف في المجتمعات. كما ينبغي تشريع قوانين صارمة ورادعة لمن يتجار او يتستر على تجارة المخدرات.

Best Regards

Dr. Israa Kamil Ahmed

 

References:

https://www.azzaman.com