التطور التكنولوجي في مؤسسات التعليم العالي

التطور التكنولوجي في مؤسسات التعليم العالي

 

 

              Technological Development in Higher Education Institutions

         التطور التكنولوجي في مؤسسات التعليم العالي

 

م.م. يعرب قحطان حميد

 تدريسي في كلية العلوم / جامعة الانبار  

Email : sc.yaarub2003@uoanbar.edu.iq

الصفحة الرسمية للكاتب

تتطور التكنولوجيا بشكل متسارع مما يضع عبئاً علـى كـاهـل الجامعات لتبقى مواكبـة لهـذا التطـور مـن خـلال تطوير البنية التحتية المناسبة للتطـور التكنولوجي بالإضافة إلى تحديث التكنولوجيا المستخدمة مـن جهـة وشـراء تكنولوجيا حديثة أن من جهة أخرى إلا أن التطور الهائل في مجال التكنولوجيا بشكل تحديا للمدرسين وللمؤسسات على حد سواء قد يجد المدرس نفسه غير قادر على مواكبة التكنولوجيا المختلفة من ناحية تعلمهـا ومـن ناحية تطوير المصادر الإلكترونية مع الحفاظ على المحاضرات الصفية التقليدية الأسبوعية وهي في الغالب ما تشكل عبئا بحد ذاتها ومن ناحية أخرى، قد يكون التطور السريع في مجال التكنولوجيا الحديثة للجامعـات مـن ناحيـة تـطـوير للاستراتيجيات والخطط لإدخال التكنولوجيا الحديثة في العملية التعليمية وتأهيل العاملين لديها من أجل الاستخدام الفعال لهذه التكنولوجيا بالإضافة إلى عبء التكلفة المادية الكبيرة التي من الممكن أن لا تستطيع العديد من هذه المؤسسات تحملها .

 

 قبل بضع سنوات ، شكل استخدام الطلاب للإنترنت ضغطًا كبيرًا على الجامعات لتزويد الطلاب بالإنترنت من خلال توفير عدد كافٍ من مختبرات الكمبيوتر المتصلة بالشبكة. وهذا يتطلب العديد من الترتيبات وإعادة تشكيل بيئة التعلم التي تستوعب هذه التغييرات. سعت الجامعات إلى توفير الإنترنت للطلاب لاستخدامها في مجال البحث والوصول إلى المعلومات ، وكذلك لاستخدامها في عملية الاتصال. انتشار الإنترنت واستخدامه في العملية التعليمية ، الأمر الذي ساهم في إحداث تغيير نوعي أساسي ساهم في الانتقال إلى مساحات جديدة ، ولكن في السنوات الأخيرة شهد انتشارًا كبيرًا لاستخدام أجهزة الكمبيوتر المحمولة لدى الطلاب وهذه الأجهزة المحمولة الصغيرة فيها إمكانيات كبيرة جدًا يمكن استخدامها في التعلم والمزيد ، حيث أن جميع أجهزة الكمبيوتر الحديثة لديها القدرة على الاتصال لاسلكيًا بالإنترنت عند وجود تغطية لموقع الطالب ، لذا. تم تخفيف الضغط على اختبارات الكمبيوتر وتحول الضغط على الجامعات لتوفير تغطية لاسلكية للإنترنت حتى يتمكن الطالب من استخدام أجهزة الكمبيوتر الشخصية الخاصة به للوصول إلى الإنترنت ، وكذلك البنية التحتية المناسبة لاستخدام هذه الأجهزة ، مثل الحاجة إلى توفير أماكن للشحن والبطاريات ، فضلًا عن توفير مقاعد في المزيد من الأماكن التي تسمح للطالب باستخدام الإنترنت بشكل مريح خارج الصف الدراسي ، وكخطوات على طريق الانتقال إلى التعلم المدمج والتعليم الإلكتروني ، فإن العديد من الجامعات يتم إنشاء مراكز خاصة لتطوير المواد الإلكترونية من خلال مساعدة معلمي المواد المختلفة على استخدام التكنولوجيا الحديثة من أجل تطوير المناهج الدراسية. من خلال هذه المراكز ، يستعين المعلم بخبراء في مجال البرمجيات والوسائط المتعددة لتطوير مادته لتمكينه من نقل تلك المواد عبر الإنترنت أو من خلال أي وسيلة حديثة تخفف من عبء اجتماعات الفصل أو تحل محلها. إجمالاً: على سبيل المثال ، أنشأت جامعة ألبرتا في كندا وحدة خاصة تحت اسم Academic Technologies for Learning  ، تقدم هذه الوحدة خدمات متعددة تتمثل في تطوير المحتوى التعليمي الذي يعتمد على الوسائط المتعددة ونقلها وتقييمها ، وكذلك لتقديم الدعم الفني والمشورة والتدريب على استخدام التقنيات المختلفة من أجل تحسين العملية التعليمية والتعلمية ، كما تم إنشاء وحدات ومساكن مماثلة في الجامعات العربية بشكل عام والجامعات الأردنية بشكل خاص التي تقدم خدمات مماثلة. ، أنشأت بعض الجامعات  مديرين خاصين للإشراف على التعلم داخلها ، بينما شكلت جامعات أخرى أقسامها وأقسامها ولجانها الخاصة ، والتي من شأنها توفير المهارات والمعدات للأقسام. المحتوى الإلكتروني الخاص بالموضوعات المختلفة وهذا يؤدي إلى إمكانية تقديم مواد إلكترونية مطورة عن بعد تنقل التعلم تلقائيًا إلى التعلم المدمج عندما يستخدم المعلمون المواد الإلكترونية لتحل محل التدريس المباشر في الفصل الدراسي.

وكما هو الحال في أي مشروع يهدف إلى تحسين العملية التعليمية، من الممكن للتعلم المدمج أن يطبق بشكل جيد أو يطبق بشكل رديء. فإذا ما تم تطبيقه بشكل جيد فمن الممكن أن يساهم هذا النمط من التعلم في تحسين مخرجات التعليم. ومن المبادئ الأساسية والمهمة في تطبيق نمط التعلم المدمج أنه نمط يعتمد على إعادة تصميم العملية التعلمية وليس مجرد استخدام للتكنولوجيا. وتبعا لذلك ينبغي الأخذ بعين الاعتبار التغيرات التي تطرأ على دور الطالب ودور المعلم والتغيرات التي ينبغي أن تطرأ على بيئة التعلم.


      ميزات التعليم الإلكتروني

-         الملائمة  :Convenience  حيث توفر تقنيات التعلم الإلكتروني للطلاب والمعلمين الظروف المناسبة لظروفهم ، أي الحصول على العديد من هذه التقنيات من داخل المنزل من خلال مؤتمرات الفيديو أو عبر الأقمار الصناعية أو من خلال أشرطة الفيديو التي يمكن عرضها ومراجعتها في أي وقت.

-         الفاعلية :Effectivenessإن التعلم الإلكتروني ليس مناسبًا فحسب ، ولكنه فعال أيضًا ، فقد وجدت العديد من الدراسات أن التعلم الإلكتروني يعادل ، إن لم يكن أكثر كفاءة ، التعليم التقليدي.

-      تنوع الحواس :Multi-Sensory الحواس المتعددة التي تتوافق مع احتياجات كل فرد ، يتعلم البعض من خلال الصورة المرئية ، والبعض الآخر من خلال الصوت والصورة ، وثالثًا من خلال برامج الكمبيوتر ، حتى يتم القضاء على الملل وتجديد العملية التعليمية.

-         المرونة :Flexibility  حيث يمكن للطلاب اختيار الوقت المناسب للتعلم والمشاركة بشكل فردي ، بينما يشاهد أحد الطلاب شريط الفيديو في منتصف الليل ، ويقرأ آخر بريده الإلكتروني في الصباح ، بينما يتصفح أحد الطلاب موقع الويب لمدة نصف دقيقة. ساعة ، يخصص طالب آخر ساعة لنفس الهدف ، وهكذا. كل حسب ظروفه.

-         التفاعلية :Interactivity تتيح مفردات ومقررات التعلم الإلكتروني مزيدًا من التفاعل مع الطلاب. غالبًا ما ينفتح الطلاب الذين يخجلون من طرح الأسئلة في الفصل عند إتاحة الفرصة لهم للتفاعل عبر البريد الإلكتروني أو وسائل أخرى فردية ، مما يساعد المعلم على تلبية الاحتياجات الفردية للطلاب.

-         التكافؤ :Equity إن ضعف تكافؤ الفرص واضح في التعليم الرسمي التقليدي ، حيث توجد فجوة واضحة بين الريف والحضر ، وبين الرجال والنساء في بعض الأماكن ، ومتغيرات أخرى.ولكن عندما يتم تطبيق التعلم ، يمكن خلق نوع من التكافؤ في تقديم الخدمات التعليمية من خلال تقنيات المعلومات والاتصالات

-          

مساوئ وعيوب التعليم الالكتروني

وتجدر الأشارة إلى أن هناك العديد من العيوب للتعليم الالكتروني، التي يعد اللجوء إلى التعلم المدمج محاولة للتغلب على الكثير منها، ومن هذه العيوب ) :-

-         الشعور بالعزلة وغياب المشاعر, وقلة الآحساس بالمجتمع ، فالأتصالات غير المتزامنة ربما تكون لها بعض القيود التي تقلل من جودتها, فغياب المشاعر والتعبيرات الجسدية "اللغة الجسدية" يؤثر على تعلم وتفاعل الطالب, بالاضافة إلى أن نتائج الابحاث تشير إلى تفضيل الطلاب الذين لديهم شعور بالخجل المشاركة بدرجة كبيرة في بيئة التعليم الالكتروني أكثر من التعليم التقليدي, وبالعكس فالطلاب الذين لديهم طلاقة أدبية وفصاحة باللغة ربما يتجنبون الكتابة أو الاشتراك في المناقشات إلالكترونية غير المتزامنة.

-         المشكلات المتعلقة بالوقت مع الحمل المعلوماتي الزائد: تشير إحدى الدراسات إلى قلة الوقت اللازم للأستعداد الكافي لعمل الواجبات، وأن التدريس الآلكتروني يستغرق وقتا أكبر من التدريس التقليدي.

 

-         المشكلات المتعلقة بالتقويم: لقد أصـبح الغش ظاهرة عامة في العملية التعليمية, حيث توجد إحصائيات مزعجة عن هذه الظاهرة توضح أن حوالي 70% من المدرسين بالمدارس العليا الامريكية سمحوا بالغش عـلى الأقل - في امتحان واحد, وأن95% من هؤلاء الطلاب الذين صرحوا بالغش لم يتم ضبطهم.

 

-         مشكلة التسرب: يعرَّف الهدر على أنه: "عدد الطالب الذين سجلوا في مقرر ما ولكنهم لم يكملوا كل متطلبات المقرر أو لم  يكملوا المقرر أو أخفقوا في اجتيازه", وتشير إحدى الدراسات إلى ارتفاع تلك النسب حيث تتراوح ما بين %30 إلى ,%50 ويعود سبب إلى الأرتباك والقلق, والشعور بالعزلة, والإحباطات التكنولوجية.

-         الكلفة: حيث أنه من بين معوقات التعليم الالكتروني ما يتعلق بالتكلفة اللازمة لتوفير أجهزة الكمبيوتر، والبرمجة، والصيانة, والتدريب, واشتراك الانترنت. إلا أنه يمكن للتعليم الالكتروني أن يكون أقل كلفة كلما زاد عدد الطبة المستخدمين له، حيث أن كلفة الساعة المعتمدة سوف تقل تلقائيا.

-         الاستخدام الخاطئ للتكنولوجيا: الذي قد يرجع أسباب فنية كنقص التدريب على استخدام الاجهزة، أو صحية كمشكلات التهاب العين.

-         المشكلات الفنية: حيث تشير بعض الدراسات إلى شعور طالب التعليم الالكتروني بنوع من إلاحباط والقلق نتيجة الاعتماد الكلي على التكنولوجيا وأنظمة الدعم الخارجي  وضعف الانترنيت والاتصالات والمشكلات الفنية, , وضعف المستوى المهاري للطالب عند التعامل مع تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات.

 

 

 

المصادر العربية

 

-           ابو حميد الشرمان، عاطف. (2013) تكنولوجيا التعليم المعاصرة وتطـوير المنهاج. عمان: دار وائل للنشر.

-           ابو حميد الشرمان، عاطف. (2015) التعلم المدمج والتعلم المعكوس. عمان: دار المسيرة للنشر والتوزيع.

-          الخان, بدر. (2005) استراتيجيات التعلم الإلكتروني (ترجمة: علي الموسوي وسالم الوائلي ومنى التيجي)، حلب: شعاع للنشر والعلوم.

-           الشناق، قسيم وحسن دومي (2009) أساسيات التعلم الإلكتروني في العلوم عمان دار وائل.

-          الفتلاوي، سهيلة وهلالي، أحمـد (2006)، المنهاج التعليمي والتوجه الأيدولوجي: النظرية والتطبيق عمان، الأردن: الشروق للنشر والتوزيع .

-          الماشمي، عبد الرحمن والعزاوي، منى (2007)، المنهج والاقتصاد المعرفي. عمان دار المسيرة.

-          الوكالة الأميركية للتنمية الدولية ووزارة التربية والتعلي. (2012) اداء الطلاب في القراءة والحـاب والممارسات التربوية والإدارة المدرسية في الأردن. عمان.

 

  References

 

- Abdallah, S. (2011). Learning with Online Activities: What De Students Think About Their Experience? In E. M. W. Ng N Karacapilidis & M. S. Raisinghani (Eds.), Dynams Advancements in Teaching and Learning Based Technologies New Concepts (pp. 96-121) Hershey, New York: Information Science Reference.

-Abuhmaid, A (2009) ICT Integration Across Education stems The experience of Jordan in educational reform (P. D Rood Ed.) Saarbrücken, Germany VDM Verlag Dr. Müller

- Chew, E., Turner, D. A., & Jones, N. (2010) In Love and War Blended Learning Theories for Computer Scientists and Educationists. In F. L. Wang, J. Fong & R. C. Kwan (Eds). Handbook of Research on Hybrid Learning Models: Advanced Tools, Technologies, and Applications (pp. 1-23). Hershey, PA: IGI Global.

- Clark, R. C. & Mayer, R. E. (2011). e-Learning and the Science of Instruction: Proven Guidelines for Consumers and Designers of Multimedia Learning. New York: John Wiley & Sons.

- Cook, K., Owston, D., & Garrison, R. (2004). Blended Learning Practices at COHERE Universities (Institute for Research on Learning Technologies Technical Report No. 2004-5). Toronto York University.

- D'Agata, C (2008) Nomophobia: Fear of being without your cell phone. Retrieved 8 September, 2013, from http://web.archive.org/web/20080412042610/ http://www.wsbt.co mnews health/17263604.html

- J. (2013). 6 Expert Tips for Flipping the Classroom. Retrieved 4 September 2013, from http://campustechnology.com/articles/2013/01/23/6-expert-tips-for-flipping-the-classroom.aspx

- Duke University. (2005). Duke IPOD Experiment. Retrieved 4 September, fromhttp://cit.duke.edu/pdf/reports/ipod initiative -04-05.pdf

- European ODL Liaison Committee (2004). Distance Learning and in European Policy: The Vision and the Reality, from http://www.odl-liasion.org/pages.php'pn-policy-paper 2004

- Fenrich, P. (2005). Creating Instructional Multimedia Solutions: Practical Guidelines for the Real World. California Information Science Press.

- Goodwin, B., & Miller, K. (2013). Evidence on Flipped Classrooms Is Still Coming In. Educational Leadership, March 2013, 27-80.

- Graham, C. R., Woodfield, W., & Harrison, J. B. (2013). A framework for institutionaladoption and implementation of blended learning in higher education. Internet and Higher Education, 18(July). 4-14

-Green, T., & Bailey, B. (2010). Academic Uses of Facebook: Endless Possibilities or Endless Perils? Tech Trends, 54(3), 20-22.

- Gronn, D., Romeo, G., Menamara, S., & Teo, Y. H. (2013). Web Conferencing of Pre-service Teachers' Practicum in Remote Schools. Journal of Technology and Teacher Education, 21(2), 247-271.

- Guskey, T. R. (2007). Closing Achievement Gaps: Revisiting Benjamin S. Bloom's "Learning for Mastery". Journal of Advanced Academics, 19(1), 8-31.

- Hamdan, N., McKnight, P., McKnight, K., & Arfstrom, K. M. (2013). A Review of Flipped Learning: George Mason University.

- Keller, C. & Cernerud (2002). Student's Perceptions of Relearning in University Education. Journal of Educational Media, 27(1/2): 55-67.

- Mahdizadeh, H., Biemans .H. & Mulder .M (2008) Determining Factors of The Use of E-Learning Environments by University Teachers . Computers and Education. 51(1) :142-154 .

-  Schweizer, K., paechter, M. & Weidenmann, B. (2003). Blended Learning as a Strategy to Improve Collaborative Task Performance, Journal of Educational Media, 28(2–3), 211-224.

- Ugur, B., Akkoyunlu, B., & Kurbano?lu, S. (2009). Students opinions on blended learning and its implementation in terms of their learning styles. Education and information Technologies, 16. (1)

- Vaughan, N. D., & Vaughan, N. D. (2006). How Blended Learning Can support a faculty development community, Journal of Asynchronous Learning Networks, 10(4), 139-152.

- Vidyarthi, N. (2011). Attention Spans Have Dropped from 12 Minutes to 5 Minutes How Social Media is Ruining Our Minds. Retrieved 21 August, 2013. from http://socialtimes.com/attention-spans-have-dropped-from-12-minutes-to-5-seconds-how-social-media-is-ruining-our-minds-infographic_b86479

 - Yuen, A. & Ma, W. (2008). Exploring Teacher Acceptance of E-Learning Technology . Asia – Pacific Journal of Teacher Education .36(3): 229.