التسويق الرياضي

التسويق الرياضي

أ.م.د ياسين علي خلف     

 بدأت العلاقة بين الرياضة والتسويق في عام 1870 عندما قامت شركات التبغ في الولايات المتحدة الأمريكية بطباعة بطاقات لأشهر لاعبي البيسبول وأدخلتها في علب السجائر من أجل الترويج لشركات السجائر ، إذ زادت مبيعات السجائر وأصبحت هذه البطاقات بداية الترويج الرياضي لمصلحة الصناعة  ، ثم ألحقت هذه البطاقات بعلكة Bubble الذائعة الصيت , بعد ذلك تطورت طرق وأساليب الإعلان والدعاية ببيع بطاقات اللاعبين وصورهم دون ربطه بسلعة معينة  الأمر الذي أدى إلى أتساع رقعة التسويق الرياضي خاصة أن الرياضة أصبحت في الأساس عملية اقتصادية ذات علاقة تكاملية بين الرياضة والاقتصاد ، وبمرور الزمن تم وضع مفاهيم معينة لتطوير الممارسات والفلسفات المتعلقة بالتسويق الرياضي عن طريق مشاركة عدد كبير من رجال الأعمال في الولايات المتحدة بدءً من الأسطورة شومان (Shoman) ومروراً ببارنيم (Barnum) الذي تركزت مساهماته في التسويق الرياضي على المجال الإعلامي والرياضي , ثم بيل فيك 1914 (Billveek) الذي ساهم في تطوير ممارسات التسويق الرياضي عن طريق بيع التذاكر ومواد الدعاية واستغلال التجمعات الجماهيرية (السيرك – التجمعات الطلابية – الكشافة) لبيعها ، إذ أشتهر بعلاقاته العامة التي كانت تؤدي دوراً مهماً في العملية التسويقية , وكذلك سبالدنج 1915 (Spalding) الذي أشتهر بالترويج للمنتجات الرياضية كونه لاعب بيسبول محترف وكابتن فريقه الوطني , حيث أدى دوراً رئيساً في طريقة عرضه للمنتجات الرياضية مستفيداًً من المناصب التي تولاها بصورة جيدة في تسويق المنتجات الخاصة برياضة البيسبول ومساهمته في تطوير التسويق الرياضي في مجال توقيع العقود وتوقيع الشركات الراعية للبطولات.

مفهوم التسويق الرياضي:

        ارتبط مفهوم التسويق الرياضي بزيادة الأقبال على بناء الملاعب والمنشآت الرياضية والأدوات والتجهيزات والمنتجات الرياضية الأخرى كافة , حيث أصبحت هدفاًً للتسويق التجاري ومجالاًً للربح المادي وأصبح عملاًً كبيراًً دفع الشركات والمؤسسات المالية للاستثمار فيها والارتقاء بجودة المنتجات الرياضية وتسويقها وفق استراتيجية تنسجم ومتطلبات المؤسسات الرياضية التي تعمل على تطوير نشاطاتها وبرامجها بشكل جيد لأن الرياضة ظاهرة اجتماعية وحضارية تعكس التطور والرقي والقيم في المجتمعات , وأن نجاح المؤسسات الرياضية في الدول المتقدمة وما وصلت اليه الآن من مستويات فنية عالية في المجال الرياضي قد أبهرت العالم وأكدت نجاحها في تسويق منتجاتها الرياضية وهذا هو المفهوم الحديث للتسويق الرياضي , فهذه المؤسسات فهمت وطبقت الفلسفة التسويقية بطريقة علمية شاملة وفاعلة قائمة على إرضاء وإشباع رغبات الجماهير المحبة والممارسة للرياضة محلياًً وعالمياًً إلى جانب الترويج الإعلامي الذي يبهر المشاهد , فالتسويق ينطلق من المحلية إلى العالمية من خلال فرق الأندية والمنتخبات الوطنية إلى آفاق إقليمية وعالمية ، والتسويق الرياضي يعد عملية متداخلة تهدف إلى تخطيط وتسعير وترويج وتوزيع المنتج أو الخدمة أو الأنشطة الرياضية التي تشبع حاجات ورغبات المستفيدين أو المستهلكين الحاليين والمرتقبين

مجالات التسويق الرياض:

  أن مصادر التمويل الذاتي للرياضة عديدة ومجالاتها واسعة وهي كالآتي:

1-   الترخيص باستخدام العلامات والشعارات على المنتجات ووسائل الخدمات.

2-   الإعلان على ملابس وأدوات اللاعبين.

3-   الإعلان على المنشآت الرياضية من صالات وملاعب ومضامير سباق.

4-   استثمار المرافق والمقرات والخدمات في الهيئات الرياضية.

5-   عائدات تذاكر الدخول للمباريات والمناسبات الرياضية المحلية والقطرية والعالمية.

6-   الإعانات والتبرعات والهبات من الشركات ورجال الأعمال.

7-   عائدات عقود انتقال اللاعبين والمدربين.

8-   اشتراكات ومساهمات الأعضاء.

9-   استثمار حقوق الدعاية والإعلان.

10- حقوق البث الإذاعي والتلفزيوني للأنشطة والمناسبات الرياضية وقوانين تشفير القنوات الرياضية وأسعارها.

11- الإعلان في المطبوعات والنشرات والبرامج الخاصة بالأنشطة الرياضية.

12- تسويق اللاعبين (صناعة البطل) أذ أصبح الاحتراف عنصراً أساسياً لدى الأندية حيث توقع عقود اللاعبين (المحترفين) مقابل مبالغ خيالية وأصبح لهم بورصة عالمية ووكلاء تحدد قيمة عقودهم.

13- تسويق برامج الإعداد والتدريب الرياضي المبني على أسس علمية وقواعد تربوية هادفة لتحقيق أهدافها.

14- التسويق في مجال التغذية الرياضية وهو أتجاه مميز في عالم التسويق وخصوصاً فيما يتعلق بطعام وشراب الرياضيين.

15- تسويق الكتب والمجلات وأشرطة الفيديو الخاصة بالأنشطة الرياضة ومجال التدريب الرياضي.