مقالات التدريسيين

2022-01-10

مقالات التدريسيين

 

ليس كل ما تراه في عينك حقيقة

م.م هديل محمد صالح

   التزييف العميق (Deep Fake)هي تقنية ذكاء اصطناعي تُستخدم لإنشاء مقاطع فيديو أو تعديل محتوى الفيديو بالكامل أو إضافة محتوى لم يكن موجودًا في المقام الأول.

    تستخدم هذه التقنية تقنية الذكاء الاصطناعي للتعلم العميق للعبث بوجوه النجوم والمشاهير والاشخاص الاخرين بمختلف مراكزهم  ، وإدخال وجوههم في مقاطع الفيديو التي لا علاقة لهم بها ، ومن هنا جاء الاسم ، والجمع بين التعلم العميق والتكنولوجيا المزيفة ، لتحويل صورة واحدة الى فديو مزيف ولكن من الصعب معرفة انه مزيف.

    وبعدها تم تطوير نظام يمكنه إنشاء مقاطع فيديو وهمية لشخص ما باستخدام صورة واحدة ثابتة حيث تم استخدام  (GANs ) لإنشاء مقاطع فيديو وهمية عن طريق التقاط صورة واحدة فقط كمدخلات.

   وباستخدام تركيب صور طبيعية عالية الدقة ، مكّن الباحثون نموذجًا للتعلم الآلي من التعرف على الهندسة الأساسية لوجه الإنسان بحيث يمكن إضافته كقناع لوجه شخص آخر في مقطع فيديو.

    بالنسبة لطريقة استخدام هذه التقنية ، يتم إنشاء فيديو العمق باستخدام نظامي ذكاء اصطناعي ؛ هما المولد والمميز ، عندما يقوم نظام المولد بإنشاء فيديو جديد ، يتم إرساله إلى نظام التمييز للحكم عليه ما إذا كان الفيديو حقيقي أو مزيف ، وإذا تم تحديده على أنه حقيقي ، يتعلم المولد إنشاء مقاطع فيديو أكثر دقة واكثر حقيقة  .

   يشكل هذان النظامان معًا ما يمكن تسميته شبكة الخصومة التوليفية أو GNN وتحتاج هذه التقنية إلى إمدادها بمخزون من الفيديوهات لتتعلم كيفية التعديل عليها وتحديد المنطقي من المزيف، حيث في البداية سيكون طرف المولد من التقنية ضعيف ويحتاج إلى التدريب المستمر وعندما يصل إلى درجة مقبولة من الجودة يبدأ بإرسال فيديوهاته إلى المُميّز، وكلما زاد ذكاء المولد يزداد ذكاء المُميّز، وبهذه الطريقة سوف نصل في النهاية إلى فيديو معدل بشكل كامل وقابل للتصديق للعين البشرية.

في بداية ظهور تقنية الديب فيك ، تم استخدامها لأغراض ترفيهية ، سواء كان ذلك للسخرية من النجوم أو أي شيء آخر ، كان من السهل التمييز بين مقاطع الفيديو الحقيقية والمزيفة ، لأن مقاطع الفيديو الطبيعية ببساطة لا يمكن أن تكون حقيقية.

إلا أن ازياد شعبية هذه التقنية أدى إلى وصولها إلى عدد أكبر من الناس، وهو ما جعلها للأسف موضع للتسائل إذا كنا بحاجة إليها بالفعل أم يجب وضع حد لها.

اما في الهند فقد انتشرت هذه التقنية لإزعاج بعض النساء اللواتي يعملن في مجال الإعلام والصحافة من خلال تركيب بعض الفديوهات التي تسيء لهن لغرض ابعادهن ولمصالح اخرى .

ومثل هذه الحالات تزداد يومًا بعد يوم نظرًا إلى سهولة استخدام الديب فيك، وبات هنالك الكثير من المحاولات لنشر أخبار كاذبة “موثقة” بفيديوهات، وارتفع معدل الإهانات والازعاجات عبر الإنترنت بشكل ملحوظ.

  وفي الحقيقة، فإنّ الضرر من الديب فيك انتشر بشكل كبير لدرجة أن ولاية فرجينيا الأمريكية قررت وضع قوانين لجعل المحتوى الإباحي الملفق غير قانوني ولا يسمح بمشاهدته أو نشره.

والمخاوف الحالية هي أن نصل إلى مرحلة من التطور لن نتمكن فيها أن ندرك أبدًا أننا نرى فيديو مزيف تم إنشاؤه بهذه التقنية

 

تهيئة الطابعة   العودة الى صفحة تفاصيل الخبر