تأثير الاشعاع الكهرومغناطيسي على صحة الانسان

تأثير الاشعاع الكهرومغناطيسي على صحة الانسان

 

م.م. رفاء عبدالكريم عبدالواحد – قسم الفيزياء الطبية

v   المقدمة :

تأثير الإشعاع الكهرومغناطيسي على صحة الإنسان هو موضوع مثير للجدل والبحث العلمي. هذا النوع من الإشعاع يمكن أن يشمل مجموعة متنوعة من المصادر مثل الهواتف الذكية، وأبراج الهواتف المحمولة، وأجهزة الكمبيوتر، والأجهزة اللاسلكية الأخرى.

هناك تحقيقات ودراسات علمية متعددة حول تأثيرات الإشعاع الكهرومغناطيسي على الصحة البشرية، وتشير النتائج إلى وجود آثار محتملة ولكن لم تُثبت بشكل قاطع بعد. إليك بعض النقاط الرئيسية التي تم استكشافها:

1.    الإشعاع اللايوني (Non-Ionizing Radiation): يشمل هذا النوع من الإشعاع موجات الراديو وأشعة التردد العالي والمجالات المغناطيسية، والتي تأتي من مصادر مثل الهواتف الذكية وأجهزة الواي فاي. هناك مخاوف بشأن التعرض المطول لهذا النوع من الإشعاع، وتقارير تشير إلى أنه قد يكون له تأثيرات على النوم والتركيز وصحة الجهاز العصبي.

2.    الإشعاع الايوني (Ionizing Radiation): يمتلك هذا النوع من الإشعاع طاقة كافية لإحداث تأيين للذرات، مما يمكن أن يؤدي إلى آثار صحية خطيرة مثل السرطان والتشوهات الجينية. تأتي مصادر هذا النوع من الإشعاع من الأشعة السينية والأشعة الغاما والتشعيع النووي.

3.    الإشعاع المرئي (Visible Radiation): يأتي هذا النوع من الإشعاع من الضوء المرئي، والذي لا يشكل تهديدًا كبيرًا للصحة البشرية. ومع ذلك، هناك مخاوف من التعرض المفرط للضوء الأزرق الناتج عن شاشات الهواتف والحواسيب، والذي قد يؤثر على نوعية النوم وصحة العيون.

على الرغم من البحوث المتنوعة حول هذا الموضوع، إلا أن الاستنتاجات لا تزال متناقضة في بعض الأحيان. وفي ضوء عدم وجود توافق علمي كامل، يُنصح باتباع إرشادات السلامة والحد الأدنى للتعرض للإشعاع الكهرومغناطيسي، مثل استخدام سماعات الهاتف بدلاً من وضع الهاتف على الأذن، وتقليل التعرض للشاشات في ساعات النوم، والابتعاد عن المصادر الكبيرة للإشعاع عندما يكون ذلك ممكنًا. كما أن استمرار البحث في هذا المجال يظل ضروريًا لفهم أفضل لتأثيرات الإشعاع الكهرومغناطيسي على صحة الإنسان.

v   مصادر الإشعاع الكهرومغناطيسي :

1.    الهواتف الذكية وأجهزة الاتصال اللاسلكي.

2.    الأجهزة المنزلية والإلكترونية.

3.    شبكات الواي فاي وأبراج الهواتف المحمولة.

4.    الأجهزة الطبية والتشخيصية.

 

v   التأثيرات المحتملة  للاشعة الكهرومغناطيسية على الصحة :

التأثيرات المحتملة للإشعاع الكهرومغناطيسي على الصحة قد تكون متنوعة وتختلف باختلاف نوع الإشعاع ومستوى التعرض والفترة الزمنية. إليك شرحًا لبعض التأثيرات المحتملة:

1.    تأثيرات على الجهاز العصبي والدماغي:

·      هناك بعض الدراسات التي تشير إلى أن التعرض لموجات الراديو ومجالات التردد اللاسلكية قد يؤثر على النشاط العصبي، مما قد يؤدي إلى تغيرات في الوظائف الدماغية مثل التركيز والذاكرة.

·      بعض البحوث تقترح أن التعرض للإشعاع الكهرومغناطيسي قد يزيد من خطر الإصابة ببعض الأمراض العصبية مثل الزهايمر والشلل الرعاش.

2.    تأثيرات على السرطان:

·      الإشعاع اليوني مثل الأشعة السينية والأشعة الغاما قد يزيد من خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان، خاصة عند التعرض لمستويات عالية لهذا النوع من الإشعاع.

·      هناك استعدادات متزايدة للدراسات حول تأثير الإشعاع اللايوني (مثل موجات الراديو) على خطر السرطان، ولكن لم يتم التوصل إلى استنتاج نهائي بعد.

3.    تأثيرات على النوم والراحة:

·      التعرض المفرط للضوء الأزرق من شاشات الهواتف الذكية والحواسيب قبل النوم قد يؤثر على نوعية النوم ويسبب اضطرابات في الساعة البيولوجية للإنسان، مما يؤدي إلى الأرق وتقليل الراحة.

4.    تأثيرات على الإنجاب:

·      هناك بعض الدراسات التي تقترح أن التعرض للإشعاع الكهرومغناطيسي قد يؤثر على صحة الإنجاب، بما في ذلك خفض جودة الحيوانات المنوية وزيادة خطر الإصابة ببعض الأمراض الجنسية.

5.    تأثيرات أخرى:

·      قد تشمل التأثيرات الأخرى للإشعاع الكهرومغناطيسي تغيرات في مستويات الهرمونات، وتهيج الجلد، والتعرض للإشعاع الكهرومغناطيسي في بعض الحالات النادرة قد يسبب حروق أو ضعف في النظر.

تحديد تأثيرات الإشعاع الكهرومغناطيسي على الصحة مازال يحتاج إلى المزيد من الأبحاث والدراسات، وتتوفر درجة معينة من عدم اليقين في هذا المجال. لذلك، يُنصح دائمًا باتباع إرشادات السلامة والحد الأدنى للتعرض للإشعاع الكهرومغناطيسي، وتحديد المخاطر المحتملة وتقييمها بناءً على المعلومات المتاحة.