أ.د. ياسر خلف رشيد الشجيري - أ.م.د. حيدر عبد الكريم الزهيري

أ.د. ياسر خلف رشيد الشجيري - أ.م.د. حيدر عبد الكريم الزهيري

 الاختبارات الإلكترونية: أهميتها ومساوئها في التعليم الجامعي

 

   أ.د. ياسر خلف رشيد الشجيري               أ.م.د. حيدر عبد الكريم الزهيري

  جامعة الأنبار/ كلية التربية للعلوم الإنسانية     المديرية العامة لتربية الأنبار

dr.yasir.alshojairi@uoanbar.edu.iq

https://www.uoanbar.edu.iq/staff-page.php?ID=227

 

يعد التعليم الإلكتروني أحد النماذج الحديثة نسبياً للتعليم، وبدأ ينتشر استخدامه سريعاً في المؤسسات التعليمية لاسيما الجامعات في دول العالم أجمع حتى أضحت الجامعات تقدم برامج تعليمية متكاملة بطريقة إلكترونية، وإن جائحة كورونا (COVID -19) وما أحدثته من إجراءات حجر مختلفة وما صاحبها من إيقاف للتعليم التقليدي (الحضوري) جعلت التركيز منصباً على التعليم الإلكتروني بشكل كبير جداً؛ وهذا يتطلب منا إعداد الاختبارات الإلكترونية للحكم على تعليم الطلبة وانتقالهم من مرحلة دراسية إلى أخرى؛ وإن مفهوم الاختبارات الإلكترونية Electronic Tests "E- tests" يختلف باختلاف الهدف من الاختبار، فهي اختبارات تتم بواسطة تقنيات الكمبيوتر وشبكاته؛ وهي إحدى تقنيات الحاسوب التي يمكن توظيفها للتغلب على صعوبات تعيق تنفيذ الاختبارات الورقية أو توظيفها لتوفير قنوات أخرى لزيادة التحصيل المعرفي لدى الطالب وترسيخ المعلومات وتنمية مهارات التعلم الذاتي؛ أي أن هناك نوعين من الاختبارات الإلكترونية هما: الاختبارات الإلكترونية المعتمدة على الكمبيوتر (Computer Based Test "CBT")، والاختبارات المعتمدة على الشبكات (Online Tests Network "NBT")؛ وتظهر أهمية الاختبارات الإلكترونية بوصفها من الاتجاهات الحديثة في التقويم البنائي، ويتم عن طريقها الحكم على تحقيق الأهداف التعليمية، وفاعلية الإستراتيجيات المتبعة، وقدرات المتعلم للتعليم واستعدادات، وفاعلية مصادر التعلم المستخدمة في التدريس، وتساعد في الكشف عن جوانب القوة والضعف في العملية التعليمية، وفي جمع معلومات عن تحصيل تعلم الطالب لمحتوى معين، وتزويد الطالب والتدريسي بتغذية راجعة عن التحصيل بقصد تحسين عملية التعليم والتعلم وزيادة دافعية المتعلم للتعلم.

وتمتاز الاختبارات الإلكترونية بتوفير أنواع جديدة من الأسئلة تشمل الوسائط المتعددة مثل الصور والرسوم والفيديو والصوت، والتي يمكن عن طريقها قياس مهارات ومعارف قد يصعب قياسها عن طريق الاختبارات التقليدية مثل الأسئلة المتعلقة بمقطع فيديو أو رسوم متحركة؛ وتوفير تغذية راجعة وتعزيز فوري وبأشكال مختلفة لاستجابات المتعلمين مثل التغذية الراجعة الإعلامية والتصحيحية والتفسيرية والتعزيزية والمسموعة والمكتوبة والفورية والمرحلية والمؤجلة وغيرها من أنواع التغذية الراجعة؛ وإمكانية إعدادها في دقائق معدودة من خلال الاستعانة ببنوك الأسئلة؛ وإمكانية إجراء تعديلات في أسئلة الاختبارات عن طريق الحذف والإضافة بسهولة ويسر في زمن محدود للغاية؛ وإمكانية تحديد وقت زمني للاختبار؛ ويمكن إعداد صور متكافئة من الاختبار الواحد بسهولة ويسر؛ وهي وسيلة اقتصادية توفر الوقت والجهد المتعلق ببناء وتقديم وتصحيح الاختبارات؛ وتتميز بالمرونة إذ يمكن تنفيذها في وقت واحد وأوقات مختلفة ولعدد كبير من الطلاب وإمكانية تنفيذها في أماكن مختلفة؛ وإمكانية تسليم الاختبارات سواء تم بشكل تزامني أو غير تزامني لمختلف الطلاب؛ وتتميز بتصحيح إلكتروني فوري ودقيق حيث يمكن رصد درجات الطلاب والاحتفاظ بها في سجلات إلكترونية مما يوفر بيانات ثرية عن أداء الطالب مثل: عدد الأسئلة التي أجاب عنها في اختبار معين والزمن الذي استغرقه في الإجابة عن السؤال الواحد أو الاختبار ككل، وكذلك عدد الأخطاء الشائعة؛ وتراعي مبدأ المساواة بين الطلاب وذلك عن طريق خضوعهم لنفس الظروف؛ وبسهولة التصحيح إذ إن البيانات الخاصة بتصحيح الاختبارات مخزنة إلكترونياً وبناء عليه يسهل تحليلها واستخدامها في الجداول الإلكترونية والحزم الإحصائية الأخرى؛ وسهولة توزيع نتائج الاختبار وإرسالها إلى الطلاب، وصانعي القرار بصورة سرية وسريعة؛ وفيها خاصية مميزة وهي العرض العشوائي للأسئلة التي قد تساعد في حل مشكلة الغش.

ونظراً لأهمية الاختبارات الإلكترونية أوصت دراسات عدة إلى استخدامها بدل الاختبارات الورقية في تقويم تحصيل الطلاب، منها دراسة(Wang,et.al,2008) التي اهتمت بالمقارنة بين الاختبارات الإلكترونية والاختبارات التقليدية، إذ أوصت الدراسة اعتماد نظام الاختبارات الإلكترونية بدلاً من الاختبارات التقليدية في جميع أنحاء الولايات المتحدة الأمريكية؛ وقد توصلت دراسة
(
Akdemir & Oguz,2008) التي طبقت على (72) طالباً وطالبة من طلاب الجامعة في تركيا لمعرفة مدى تكافؤ الاختبارات الورقية المحوسبة إلى أنه لا توجد فروق في درجات الطلاب بين النوعين من الاختبارات، وخلص الباحثان إلى نتيجة مفادها أن الاختبارات الإلكترونية ستكون هي المستقبل للاختبارات في تركيا، وقد أوصت بتعميم الاختبارات الإلكترونية على المجتمع التركي لما لها من مزايا؛ وأشارت دراسة الخزي ومحمد (2011) التي هدفت إلى التعرّف على مدى تكافؤ الاختبارات الإلكترونية والورقية في قياس التحصيل الدراسي الجامعي، ومدى تأثير تعرض الطلبة للاختبارات الإلكترونية على اتجاهاتهم نحوها، حيث أعطي (316) طالباً وطالبة في كلية التربية بجامعة الكويت نسختين متماثلتين من الاختبارات: ورقية وإلكترونية وصاحب ذلك قياس اتجاه الطلبة، باستخدام استبانة نحو الاختبارات الإلكترونية قبل تعرضهم لها وبعده؛ وقد أظهرت النتائج تكافؤ الاختبارات الإلكترونية والورقية في قياس التحصيل الدراسي للطلاب، ووجود فروق ذات دلالة إحصائية في الوقت اللازم لأداء الاختبار لصالح الاختبارات الإلكترونية وارتفاع اتجاهات الطلاب نحو الاختبارات الإلكترونية بسبب تعرضهم لها، وقد أوصت الدراسة بتبني استخدام الاختبارات الإلكترونية في التعليم الجامعي في التخصصات التربوية والإنسانية المشابهة؛ فبالرغم من مميزاتها إلا أن لها مساوئ منها: صعوبة قياسها لقدرات الطلبة ومهاراتهم العليا؛ وتحتاج من التدريسي التدريب على أساليب تنفيذها وإدارتها؛ ويحتاج تصميمها أن يكون للتدريسي مهارة وتدريب وتحتاج وقتاً طويلاً؛ وتتطلب من التدريسي مراقبة أجهزة الاختبارات والبرامج بدقة لتجنب الأعطال في أثناء الاختبارات؛ وتحتاج من الطلاب مهارات وخبرة كافية في تكنولوجيا المعلومات؛ وتدخل فيها مهارات أخرى في دلالة الدرجة التي يحصل عليها الطالب مثل مهارات استخدام الأجهزة والبرمجيات التكنولوجية؛ ولا تضمن الاختبارات الإلكترونية النزاهة الدراسية في أداء الاختبار.