أ.م.د. عبد الرزاق محمد جبار المحمدي

أ.م.د. عبد الرزاق محمد جبار المحمدي

البعد البيئي في تخطيط المدينة الاسلامية

The environmental dimension in the planning of the Islamic city

أ.م.د. عبد الرزاق محمد جبار المحمدي 

جامعة الانبار كلية التربية للعلوم الانسانية /قسم الجغرافيا    

Ed.abdulrazak.mohammed@uoanbar.edu.iq

اهتمت الدولة الاسلامية بالبيئة عند الشروع في بناء المدن و اختيار مواقعها اذ ابدع المعمار المسلم في انشاء مسكنة واستمر ذلك الى ان وصل الى مراحل تم فيها تسخير كامل عناصر البيئة التي تواجدت في محيطة, معتمدا على مجموعة من العناصر لتكوين بيئية وكما يأتي :

-       الجامع او المسجد اذ كان العنصر المهيمن الذي لا يعلو عليه اي شاخص معماري اخر, ويظهر ذلك واضح عن طريق الصور التي وصلتنا عن المنارة التي تهيمن على المدينة واطرافها فأي شارع تدخله تستشعر ان هذا الشارع يؤدي بك الى الجامع عن طريق الهيمنة التامة للجامع, فضلا عن وقوع الجامع في مركز المدينة جعل هناك فضاء يلتقي به الناس ببعضهم البعض وهنا بدأت تتقوى الاواصر والعلاقات الاجتماعية, اما داخل الجامع فهو للعبادة وتعليم الاصول والعلوم.

-       الموقع الجغرافي :- كان خلفاء الراشدون وقادة  المسلمين يميلون الى اهل العلم عند اختيار موقع المدينة كونهم على دراية او عن طريق الدراسة يدرسون جميع عوامل البيئة التي توجد في هذا الموقع من فيضانات وافات وموقعها من مجاري الانهار وشق الطرق كما كانوا يوجهون ان تكون المدينة مرتفعة قليلا عن مستوى سطح الارض لتجنب الفيضانات والسيول التي ممكن تحصل.

-       نسيج المدينة المتضام : وهنا لجأ المسلمون الاعتماد على دراسات من سبقوهم من الرومانيون عن طريق اتباع النسيج المتضام الذي يوفر الحماية البيئية من المخاطر الطبيعية وكذلك الحماية من سطوه الاعداء. اذ فضلوا الوحدات السكنية المتلاصقة وذلك لتقليل المخاطر البيئية المتعلقة بتقليل السطوح المعرضة لأشعة  الشمس .

-       نظام الشوارع : اغلب الشوارع للمدينة الاسلامية هي ما تسمى الشوارع العضوية التي شقت لمرور العربات التي تجرها الخيول وهي شوارع ملتوية وضيقة وذلك لعدم السماح لمرور الاتربة والهواء الجاف داخل احياء وازقة المدينة وفي المناطق الرطبة وضعوا الشوارع العريضة التي تسمج بمرور الهواء وتقليل اضرار الرطوبة العالية, اما اتجاه الشوارع فهي من الشمال الى الجنوب لتقليل سرعة الرياح, كذلك توفير ظل للسابلة, وفي نهاية كل زقاق وجدت الشوارع مسدودة النهايات وهو مصطلح روماني معناه الشوارع ذات النهايات المغلقة التي توفر الامان والخصوصية اذ  يلتقي به افراد المحلة او الزقاق ويسمح بعدم دخول الغرباء اليها.

-       مواد البناء: اعتد المسلمون المواد المتوفرة في بيئتهم والبساطة في تشييد الوحدات السكنية التي توفر لهم الحماية البيئية وخاصة بيئة المناخ القاسي, اذ استخدموا الحجر والطوب في البناء التي تتصف بانها تقلل الضوضاء وتوفر تهوية مناسبة وخاصة عند بناء السرداب, (والسرداب) هو طابق تحت الارض والذي يستخدم في خزن المواد والمؤن فضلا عن كونه اماكن للجلوس عندما يكون الطقس قاسي, وهذا السرداب مجهز بفتحات تسمى ملاقف الهواء او البادكير اوair catches وهو تكسير الرياح الضارة ليصل الى السرداب  هواء رطب منعش ومريح, كذلك توجود في غرف المعيشة فتحات للتهوية.

-       الشناشيل وتوفر خصوصية الساكن او الجالس عند النافذة لا نها تسمح له برؤية ما موجود في الشارع دون ان يلاحظه  احد, كما تساهم في تكشر اشعة الشمس والرياح الغير مرغوبة, وتوفر الاضاءة للداخل.

-               اما الاسواق فخططت بشكل يحافظ على خصوصية كل مهنة على حده عن طريق التخصص في المهن وهذ الاسواق مكانها بالقرب من الجامع, وعادة تكونمسقفه بالحطب لتقليل اشعة الشمس و اثارها البيئية.

هذه العناصر لو حاول المعمار العربي استلهامها في بناء مدننا الحالية لقل الطلب على مصادر الطاقة التي تهدر واصبحت تشكل عبا على الساكنون في المدينة العربية.