أ.د محمود حميد مجبل العيساوي

أ.د محمود حميد مجبل العيساوي

مقاصد دراسة علم الجرح والتعديل
Study of wound science and modification
أ.د محمود حميد مجبل العيساوي

جامعة الانبار /كلية التربية للعلوم الانسانية-قسم علوم القران والتربية الاسلامية

الاميل الرسمي: ed.mahmoud.hamid@uoanbar.edu.iq

علم الجرْح والتعديل الذي يختصُّ بالرواة وهو من أدقِّ علوم السُّنة، وأجلِّها قدرًا؛ لأنَّ المعوّل عليه في قَبول السنة أو ردِّها .

 والعناية برجال الأسانيد لا تقل أهمية عن العناية بالمتون ، لذلك قال علي بن المديني رحمه الله: " التفقه في معاني الحديث نصف العلم، ومعرفة الرجال نصف العلم".

وتبرز مقاصد علم الجرح  فيما يأتي :

1.حفظ سنة رسول الله صلى الله عليه و سلم وصونها من الانتحال والتزييف والزيادة والنقص والتحريف ،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (يرث هذا العلم من كل خلف عدوله ينفون عنه تأويل الجاهلين وانتحال المبطلين وتحريف الغاليين). وقد تواترت الأخبار واستفاضت عن الأئمة في أهمية معرفة رجال الإسناد جرحاً وتعديلاً. والحث على ذلك، حتى جعلوه قربة ودينًا ولم يحابوا احداً في ذلك فقد قدحوا فيمن يستحق القدح حتى ولو كانوا ابناءهم أو آباءهم او اخوانهم.

2.معرفة المقبول من المردودمن الرواة ومنزلته من مراتب الجرح والتعديل.
3.حفظ أحوال الرواة من الصحابة  yوالتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين الذين هم قدوة لنا.

4.علم الجرح و التعديل حفظ لنا ثروة علمية كثيرة لا تكاد تجمع مثلها بغير هذا. يقول عبد الله بن مبارك: "وإنما الإسناد رجال وذوات , منهم الصالح ومنهم الطالح , فيقبل من الصالح خبره ويرد خبر الطالح، والصالح لابد فيه من صالح العقل بحسن الحفظ وصالح القلب بحسن التدين فإذا خال من أحدهما سقط من قبيل المحتج بهم،فضعف الحفظ ينتج عن إدخال ما ليس من الدين في الدين من غير قصد وضعيف التدين لا يؤتمن أن يكذب على رسول الله r"وما يميز ذاك من ذاك الا علم الجرح والتعديل , علم معرفة الرجال الذي سهر من أجله وجهد في تحصيله أئمتنا الفحول رحمهم الله ." فعلم الجرح والتعديل ميزان رجال الرواية، يثقل بكفته الراوي فيقبل، أو تخف موازينه فيرفض، وبه يعرف الراوي الذي يقبل حديثه، ويميزه عمن لا يقبل حديثه. ومن هنا اعتنى به علماء الحديث كل العناية، وبذلوا فيه أقصى جهد، وانعقد إجماع العلماء على مشروعيته، بل على وجوبه للحاجة الملجئة إليه  وتتحقق تلك الحاجة في علم الجرح والتعديل للحكم على رجال الإسناد، ومعرفة مرتبة الحديث أذ لا يمكن دراسة الإسناد إلا بعد معرفة قواعد الجرح والتعديل التي اعتمدها أئمة هذا الفن، ومعرفة شروط الراوي المقبول، وكيفية ثبوت عدالته وضبطه وما إلى ذلك من الأمور المتعلقة بهذه المباحث، لأنه لا يتصور أن يصل الباحث في الإسناد إلى نتيجة ما مهما قرأ في كتب التراجم عن رواة هذا الإسناد، ما يكن عارفًا بقواعد الجرح التعديل، ومعنى ألفاظهما في اصطلاح أهل هذا العلم.