كلية التربية للعلوم الانسانية

 اثر المخدرات على الدماغ: إدمان المخدرات والانحدار المعرفي

The effect of drugs on the brain: drug addiction and cognitive decline

أ.م.د. عمار عوض فرحان العبيدي

اختصاص الصحة النفسية/ جامعة الانبار

ed.ammar.awad@uoanbar.edu.iq

https://uoanbar.edu.iq/staff-page.php?ID=186

ان استهلاك المخدرات يؤثر بالدرجة الاساس على الجهاز العصبي الحوفي في الدماغ.  وهذا الجزاء من الدماغ هو المسؤول عن تلبية احتياجاتنا الحيوية بالإحساس بالمتعة على سبيل المثال(عندما نكون جائعين ونأكل ، نشعر بالسرور,وعندما نمارس الجنس نشعر بالمتعه, وعندما نتناول المخدرات ، نشعر ايضا بإحساس مشابه قائم على المتعة ، وهو ما يؤدي إلى بدء إدمان المخدرات. نتحدث عن الإدمان عندما يكون لدى شخص ما اعتماد نفسي على تناول مادة ما. ترتبط هذه التبعية النفسية بالتبعية الجسدية، ويرتبط الإدمان عادة بالمشاكل الشخصية، مثل تدني احترام الذات أو الاكتئاب أو الاضطرابات النفسية الاخر. ومع ذلك ، يمكن أن تكون كيمياء الدماغ أيضا سبب في الإدمان . المخدرات ، او إدمان الكحول أو إدمان الجنس، حيث توجد دوائر عصبية تُعرف باسم دوائر المتعة. تعمل المخدرات من خلال الآليات العصبية المستخدمة لتنشيط غريزة البقاء لدينا. هذا هو السبب في وجود بعض المواد المخدرة التي يمكن أن تصبح ضرورة حقيقية لبعض الناس. عندما يستهلك المدمنون عقاقير مثل  الكوكايين، فقد يشعرون بنفس شعورالاشخاص الذين يرضون حاجة مثل الأكل أو ممارسة الجنس.  هذه هي الاليه التي تنتجها المخدرات او ممارسة عادة اخرى تعمل بنفس الاليه  والتي تعتمد على الدوبامين ، والدوبامين وهو ناقل عصبي يتم تنشيطه عندما نتلقى مكافأة. ومع ذلك ، عندما تتبدد اللذة التي تسببها المخدرات ، يختبر الفرد المدمن تأثيرات نفسية وفسيولوجية مثل التعرق والاكتئاب والقلق ، وما إلى ذلك لإيقاف هذه المشاعر السيئة ، يتعاطى المدمن المزيد من المواد المخدرة التي تؤدي في النهاية إلى حلقة مفرغة من النزول من أعلى مستوى من اللذه او المتعة ثم يأخذ المزيد من المخدرات لتجنب الانخفاض الذي يأتي بعد ذلك.

وبعد تحديد علماء الاعصاب المعرفي الدوائر العصبية المساهمة في إدمان المخدرات ، من الواضح أن استهلاك هذه المواد يسبب ضررًا إدراكيًا. هناك انواع من المخدرات تسبب أضرارا إدراكية أكثر من غيرها ، مثل الكوكايين ، والتي تحدث أضرارًا بسرعة أكبر وبقوة أكبر

     ان أولئك الذين يدمنون على هذه المواد المخدره لديهم مشاكل سلوكية ونفسية أكثر من المدمنين الآخرين. والشخص الذي كان لديه إدمان على المخدرات قد يحصل لديه أيضًا انخفاضًا في التفكير التجريدي ويواجه صعوبة في حل المشكلات وسوف يظهر عجزًا في التفكير النقدي ولديه مشكلة عند التفكير في حل النزاعات و لن يعود دماغ المدمن على المخدرات إلى ما كان عليه من قبل. تحتوي برامج إعادة التأهيل الأكثر فعالية على مزيج من العلاجات والخدمات المختلفة لتلبية الاحتياجات المحددة لكل مريض. عادة ما تجمع هذه العلاجات بين العلاج السلوكي والمستحضرات الصيدلانية مثل الميثادون والبوبرينورفين والنالتريكسون، والتي تُستخدم لمساعدة المدمن على التغلب على غياب المخدرات التي أدمن عليها.  إذا كان المدمن يعاني أيضًا من الاكتئاب أو اضطراب نفسي آخر ، فقد يستخدم عقاقير ذهانيه مثل مضادات الاكتئاب أو مزيلات القلق. بقدر ما ، فهي عادة ما تركز على تحفيز المدمنين لمحاربة رغبتهم في تعاطي المخدرات. يظهرون كيفية تجنب هذه المواد المخدرة وماذا يفعلون في حالة حدوث انتكاسة. قد يساعد العلاج السلوكي أيضًا المدمن على إعادة بناء علاقاته الشخصية ، والتي تضررت غالبًا بسبب الإدمان. أخيرًا ، لمواجهة آثار الضعف المعرفي الناجم عن تعاطي المخدرات، يجب على المدمن ممارسة برنامج التحفيز المعرفي . المصمم من قبل أخصائيو الأعصاب المعرفيون والصحة النفسية في برنامجًا تدريبيًا يهدف بشكل خاص إلى استكشاف الوظائف الإدراكية التالفة, يتم ضبط هذا البرنامج المصادق عليه سريريًا حسب الاحتياجات المعرفية لكل فرد ، مما يحفز الوظائف الناقصة ويساعد في الشفاء.

الكلمات المفتاحية: المخدرات: الادمان: الكوكايين