م. م. علي جاسم محمد

م. م. علي جاسم محمد

 المقتربات بين التاريخ والعلوم الإنسانية

The approaches between history and the humanities

mailto:Ali.Jassim@uoanbar.edu.iq

https://www.uoanbar.edu.iq/staff-page.php?ID=1901

م. م. علي جاسم محمد / قسم التاريخ

   يرتبط علم التاريخ بالعلوم الاجتماعية والإنسانية إرتباطاً وثيقاً، من خلال تداخل العلوم الإنسانية مع بعضها في موضوعاتها وحيثياتها ونتائجها أحياناً، وعلى الرغم من استقلال التخصصات الإنسانية، ألا إن ذلك يُراد منه التنظيم الأكاديمي، ولا يلغي حاجة كل تخصص للأخر، لأن التكامل بين التاريخ والعلوم المساعدة له يحقق الوصول الى الغاية العليا في التخصص وهي إظهار الحقائق، ومعرفة الأحوال الماضية، والوقوف على المتغيرات السالفة، وبالتالي تكون الدراسات التاريخية قد فتحت أفاقأ واسعة للقادة والملوك والرؤساء وعامة الناس لتجنب أخطاء الأقدمون، ومن ثم التأسي به للمُضي قدماً نحو حاضر ومستقبل أفضل، وبذلك تتحقق خدمة المجتمع، ويأتي علم الجغرافيا وعلم الاقتصاد والعلوم السياسية وعلم الإجتماع واللغات في مقدمة العلوم الإنسانية التي تدخل في صميم علم التاريخ من جهة، أو تدخل معه كعلوم مساعدة من جهة أخرى .

  بضوء هذا المقال  - نضع جملة توصيات -  نوجزها بما يلي :

1-   ينبغي على الأساتذة في الجامعات والباحثين ضرورة مواكبة الدراسات التاريخية الحديثة من حيث المنهجية، وضرورة تنوع المصادر، وعدم الإعتماد على الكتب القديمة فقط.

2-  ضرورة تنوع مصادر البحث التاريخي مثل : الإعتماد على خُطب الجمعة، وخُطب وبيانات رؤساء القبائل بالنسبة للتاريخ الاجتماعي، وكذلك الشعر الشعبي، والأهازيج  والهتافات، وروايات كبار السن ، والصور واللوحات، ومقاطع الفيديو، واللافتات، والكتابة على الجدران، وغيرها.

3-  توجيه الباحثين وأساتذة الجامعات بكتابة دراسات توثيقية عن الدوائر والمؤسسات العامة، وقد أقدمت جامعة الأنبار ووجهت أحد طلبتها بكتابة تاريخ الجامعة في عام 2018-2019، ومن ثم خطت الخطوة الثانية وشكلت فريق بحثي لكتابة تاريخ الوقف الإسلامي في الأنبار في عام 2021؛ وسيكون لتلك الدراسات أثرها في كتابة التاريخ الاجتماعي لمحافظة الأنبار فيما بعد، لأن الكتابة والتوثيق تمثل التاريخ بفضائه الواسع.

4-  حث المختصين في التاريخ بإقامة مبادرات لخدمة المجتمع، للتعريف بالتاريخ على اعتباره أحد الركائز التي تعزز الهوية الوطنية، من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، أو عبر الفضائيات، لتعم الفائدة وتتحقق الغاية المنشودة في الدخول الى المجمتع.