أ.م.د.  صفاء حامد تركي

أ.م.د. صفاء حامد تركي

 الدلالة السيكولوجية للتفاعل الاجتماعي

The psychological significance of social interaction

أ.م.د.  صفاء حامد تركي

كلية التربية للعلوم الإنسانية/ قسم العلوم التربوية والنفسية

https://www.uoanbar.edu.iq/staff-page.php?ID=247

 ed.safaa.hamid@uoanbar.edu.iq

يحدث التفاعل الاجتماعي كلما اتصل شخصان مِن الناس أحدهما بالآخر بوسيله مِن وسائل الاتصال, وهو يحدث في المواقف البسيطة (شخصان أو ثلاثة) أو المواقف المعقدة (التفاعل بين طلبة الجامعة).

وَيُعَرَّف التفاعل الاجتماعي (Social Interaction) بأنه العمليات الإدراكية الوجدانية والنزوعية المتبادلة بين فاعلين اجتماعيين سواء أكان هؤلاء الفاعلين الاجتماعيين شخصين أو جماعة كجماعة الطلبة مثلاً. وعادةً ما يتم التفاعل الاجتماعي مِن خلال وسيط معين (Medium) كاللغة أو الإشارات أو الأفعال أو الأشياء أو الرموز ولابد أن تدور رسائل متبادلة بين أطراف التفاعل الاجتماعي مِن خلال التبادل المشترك للأفكار والمشاعر وردود الأفعال.

إن الدلالة السيكولوجية للتفاعل الاجتماعي تقودنا الى بعض اهتمامات علم النفس الاجتماعي, فالمخلوقات البشرية لا يستطيع الواحد منها الاعتماد على نفسه بأن يعيش منفرداً دون أن يدخل في تفاعل اجتماعي مع الآخرين في المجتمع الذي يعيش فيه, فنحنُ كأفراد يعتمد بقاؤنا على الآخرين لأننا نظل محدودي القدرات بسبب التخصص.

كما إن الحقيقة التي أثبتها علماء النفس الاجتماعي هي إن الإنسان كائن اجتماعي بالطبع فهو مُلزَم بالدخول في علاقات مع أشخاص سواء أكان هؤلاء الأشخاص مِن الذين يقابلهم فتقوم العلاقة على أساس المواجهة (Face to face Relations) أو مع أشخاص لا يقابلونهم أو يجتمعون بهم كأبطال الإسلام والتاريخ.

ولكي يتسم هذا التفاعل بالإيجابية والديمومة والنشاط لابد أن يكون له هدف يتفق الأفراد في إدراكهم لهذا الهدف. والهدف قد يكون ظاهر تُعَبِّر عنه الجماعة شعورياً وَيُعتَبَر بِمَثابة "جدول عمل ظاهر" كالحملات التطوعية التي يقوم بها الطلبة في كلياتهم, أو أهداف جماعية لا شعورية والتي تُعتَبَر بِمثابَة "جدول أعمال خفي" والتي تهتم بإشباع الحاجات النفسية كالحاجة الى الحب والانتماء وتحقيق الذات والتفوق. ولكي تتحقق أهداف الجماعة لابد أن يكون لكل فرد دور اجتماعي يتناسب مع المعايير الاجتماعية التي تُحَدِد دوره كذكر أو أنثى.

وللتفاعل الاجتماعي فوائد للأشخاص الداخلين فيه فهو يُعتَبَر مؤَشِر على تقييم الذات والآخرين وإعادة التقييم والتقويم المستمر, كما إنه يتوقف على مكانة الشخص الاجتماعية وشخصيته فضلاً عن أهميته في تقوية المودة والتعاطف والوفاق وضرورة المُشارَكة في القيم والميول والاهتمامات والاتجاهات, وتدل البحوث إن الفرد يميل الى الانجذاب الى اولئك الذين لديهم اتجاهات تُماثِل اتجاهاته.

وَتُفَسِّر عملية التفاعل الاجتماعي مِن وِجهَة نظر "سكنر" الذي ينتمي للمدرسة السلوكية  بان الانسان ليس سلبيا في تفاعله مع الاخرين بل انه يستجيب  للتأثير او  المُنَبِهات القائمة على التفاعل ويتشكل سلوكه نتيجة هذا التفاعل بحيث يُشَكِّل سلوك الواحد مؤثراً أو مُنَبِهاً لسلوك الآخَر وهكذا كل فعل يؤدي الى استجابة أو استجابات في إطار عمليات تبادل المُنَبِّهات والعلاقات الاجتماعية. وإن عملية النماء الاجتماعي هي حصيلة تعلم أنماط السلوك المختلفة التي نعَزِزها فَتَتابَع تكرارها الى أن أصبحت جزء مِن شخصية الفرد أو الجماعة.

وَتُفَسَّر تلك العملية مِن وجهة نظر نظرية التوافقات المُتَبادِلة في الأنظمة الاجتماعية بأنه يجب على الناس أن يتوافقوا مع إدراكات واتجاهات بعضهم البعض بحيث يصبحوا متشابهين على أقرب صورة ممكنة وذلك لأنه كلما ازداد تشابه إدراكات واتجاهات المُتَفاعِلين, كلما استطاعوا أن يشعروا بالراحة مِن جَراء شعورهم إن الآخرين يشاركونهم آرائهم, فإذا كانت الآراء مُشتَرَكة يسود اعتقاد إنها صحيحة مِن الوجهة الاجتماعية.

الكلمات المفتاحيه : التفاعل الاجتماعي , السلوكية , التوافقات المتبادلة .

التفاعل الاجتماعي:

السلوكية:

النماء الاجتماعي: