م. عبد المجيد محمد ربيع
طبيعة التعصب العقلاني
The nature of rational intolerance
م. عبد المجيد محمد ربيع
https://www.uoanbar.edu.iq/staff-page.php?ID=1555
Abdulmagieed.moh@uoanbar.edu.iq
اختصاص علم النفس التربوي / جامعة الأنبار
طبيعة التعصب العقلاني :
اذا اعتنق احد " العقلانيين " فكرة ما ، وتحمس لها ، ظن ان الناس جميعا سيتحمسون لها حال ما يعضهم بها او يعلمهم اياها .
فهو يجدها في نظره واضحه لا غبار عليها ولا ريب فيها ، فيضن انها لا بد ان تكون كذلك في نظر كل انسان له عقل سليم .
واذا تولى هذا " العقلاني " منصبا رفيعا او كان ذا نفوذ حث به المتزلفون يصفقون له ويهتفون ، فيخيل اليه ان الناس كلهم قد امنوا بفكرته وسيحققونها في انفسهم وينالون بها السعادة والرفاه ، وهو لا يكاد يرى احدا يخالفه في الرأي حتى يتملكه الغضب ويعتقد ان هذا المخالف لا بد ان يكون معاندا او حسودا او جاهلا ، والويل له على اي حال .
ان كثيرا من المنازعات العنيفة التي تقع بين المفكرين والمتعلمين تقوم على هذا الاساس ، وهم في ذلك لا يختلفون عن العوام والجهلة الا من حيث المظهر الخارجي .
فالجاهل حين يعتدي على خصومه ويقسو عليهم انما يجري حسب عاداته او عقائده التي نشأ عليها ، اما المتعلم فهو قد يتخذ عادات او عقائد اخرى من جراء ظروفه المختلفة ولكنه قد يتعصب لها كتعصب الجاهل .
والفرق بينهما هو ان هذا يستخدم تفكيره للإتيان بالبراهين " العقلية " التي تؤيد رأيه بينما ذاك لا يعرف البراهين " العقلية " بل هو يندفع في سلوكه اندفاعا فطريا ساذجا .
فالفرد الذي لا يستسيغ ان يرى احدا يخالفه في رأي او عقيدة . انه لا يدرك ان غيره قد يكون مخلصا في رأيه او عقيدته كإخلاصه هو ، وانه لو كان قد نشأ في نفس البيت والمحلة والطائفة التي نشأ فيها غيره لما اختلف عنه في التفكير اختلافا كثيرا .
يبدو ان الفرد المتعصب لا يفهم هذه الحقيقة ولهذا وجدناه ميالا الى الاعتداء على المخالفين له ويظن انه على صواب .
ويرجح ان الفرد المتعصب لا بد له من ان يتطور في تفكيره كما تتطور الشعوب المتقدمة . وانه قد يكون بطيئا في تطوره وهذا لشدة سيطرة النزعة " العقلانية " عليه ، ولكنه مضطر ان يتطور عاجلا او اجلا .
وذلك بحكم التجارب القاسية التي مر بها وعلمته دروسا بليغه ، فاذا هو لم يتعظ بها فربما سيصاب بتجارب اقسى منها ، وربما يحل به من الكوارث والويلات ما يقسره على تغيير اطاره الفكري رغما انفه .
الغضب:
التعصب: