أ.د. أحمد ختال مخلف العبيدي

أ.د. أحمد ختال مخلف العبيدي

 

التطرف الديني من منظور إسلامي وعلاجه

Religious extremism from an Islamic perspective and its treatment

أ.د. أحمد ختال مخلف العبيدي

ed.ahmed.khtal@uoanbar.edu.iq

الصفحة الرسمية للكاتب

Official Website of the Author

إنَّ مصطلح التطرّف هو مصطلح غربي يُقابله في الإسلام مصطلح الغلو، فالغلو هو مجاوزة الحدّ في الأمر ومخالفة المنهج، والتطرف هو نفسه التّعصب ومعناه عدم تقبل الحقيقة حتى ولو ظهر دليلها؛ لفرط الانحياز والميل إلى العقائد المتبنّاة.

من اشد مظاهر التطرف الديني هو الاساء للأخرين والانتقاص من التزامهم الديني بأساليب تنافي التعاليم الإسلامية والأخلاقية ، كأن يستخدم الفاظا نابية والفاظا ذات معنى يدل فيه على التعصب ، الإسلام  بريء من هذه التصرفات، بدليل قوله تعالى في مجال الدعوة إلى الله : (ادع الى سيبل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة ...الاية) فلا مكان للعنف والخشونة ولو أبدى المسلم غير ذلك لكان هذا من الغلو المنهي عنه ، ولو امعنت النظر في كتاب الله تعالى لوجدت ذلك يتجلى في قصة نبي الله موسى عليه وعلى نبينا افضل الصلاة والسلام كيف اوصاه الله في تعامله مع فرعون فقال تعالى : (فقولا له قولا لينا لعه يتذكر او يخشى ..) ويعلم القارئ من هو فرعون ، فجعل الأسلوب يكون بالقول اللين ، ورب سائل يقول ذلك سيدنا موسى عليه السلام نقول له ان الدين عند الله واحد وهو الإسلام بقوله تعالى (ان الدين عند الله الإسلام) .

ومن مظاهر التّطرف الديني التكفير ، فترى المتعصب يكفر كثيرا من حوله ، ويحاول ان يخرجهم عن دائرة الإسلام ، ظانا انه هو الوحيد الذي على الصواب ، والذي يخالفه على خطأ يستحق بخطئه هذا ان يخرج عن ملة الإسلام ، وهو بذلك يكون شبيها بالخوارج الذي خرجوا على سيدنا علي رضي الله عنه ، وقد وصفهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يَحْقِرُ أَحَدُكُمْ صَلَاتَهُ مع صَلَاتِهِمْ، وصِيَامَهُ مع صِيَامِهِمْ، يَقْرَؤُونَ القُرْآنَ لا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كما يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ") وهذا هو حال المتطرفين والمتعصبين المخالفين لتعاليم الدين .

علاج التطرف الديني

  علاج التطرف الديني يكون بالتزام المجتمع بتعاليم الإسلام ، فوسطية الإسلام الذي هو دين الوسطية في الأمور كلها فلا إفراط ولا تفريط العلاج الناجع في وجه التطرف، ومن ذلك القصة المشهورة عن الثلاثة الذين عزموا على إجهاد نفسهم في العبادات، فأحدهم قال أنا سأصوم الدهر كله، والآخر قال أنا سأقوم الليل فلا أنام، والثالث قال أمَّا أنا فلا أتزوج النساء، فنهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك وقال: "إنَّما أنا أعلمُكُم باللَّهِ وأخشاكم له ولكنِّي أقومُ وأنامُ وأصومُ وأفطِرُ وأتزوَّجُ النِّساءَ فمَن رغِبَ عن سُنَّتي فليسَ منِّي". فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو مثال للوسطية في أموره كلها، وهي سنة للأمة التي أُرسل إليها ، وما وسطيته إلا سبيلًا للوصول إلى الحق، وعند ذلك تتجلى في المجتمع وسطية المنهج الإسلامي الذي جمع بين مختلف الأمور ووازن بينها دون إفراطٍ أو تفريط، فلا يحصل تطرف نتيجة التفلّت الأخلاقي والديني في المجتمع الإسلامي .

وآخر دعونا ان الحمد لله رب العالمين

 

الكلمات المفتاحية للمقال: تطرف: دين: اسلام