م.م مالك جمال  عبد ناصر

  ظاهرة بشرية تاريخية اختلفت باختلاف العصور وكانت بدايتها من تجنيس الشعراء والادباء وتجنيس الفلاسفة والفقهاء والمقاتلين وتجنيس الكثير من اصحاب المهن مع اختلاف طريقة التجنيس عبر العصور وظهر مفهوم التجنيس القائم على منح جنسية وجواز سفر في العقد الثاني من القرن العشرين وذلك نتيجة الحرب العالمية الاولى والتي تحركت على اثرها فئات كثيرة من البشر عبر الحدود كلاجئين وبعدها ارتبط صعود فكرة التجنيس بشكل مباشر بارتفاع اهمية الرياضة اجتماعيا واقتصاديا وحتى سياسيا

         تصدر مصطلح التجنيس الرياضي العربي العناوين الصحفية مطلع عام 2015 وذلك بعد الظهور القوي للمنتخب القطري في مونديال كرة اليد حيث ضم المنتخب في صفوفه (11)جنسية وتمكن المنتخب من الوصول الى المباراة النهائية  واثار هذا جدلا واسعا حيث ظهر هنالك منتقدون ومعارضون ويقابلهم مؤيدون ومبررون .

     وأيضا سبقتها الاردن ولبنان في عملية التجنيس حيث ظهر منتخب لبنان في البطولة القارية بكرة السلة بتشكيلة تظم لاعبين مجنسين وكذلك الاردن حيث ضم النجم الامريكي (راشيم رايت)حيث لاقت هذه الخطوات رضى واستحسان الجمهور الذي يبحث عن الانتصارات بغض النظر عن أي امور اخرى .وكذلك الحال في البحرين والامارات حيث عملت على تجنيس بعض الرياضيين .

ويعرف التجنيس الرياضي

1_هو أن تقوم دولة بإعطاء أو منح الجنسيّة لـ رياضي أصله من خارج الدولة من أجل تعظيم و تفخيم مستوى و إسم الرياضة في هذه الدولة

2_هو أن يقوم احد اتحادات الرياضة في لعبة معينة  بـ تجنيس لاعب أصله من خارج الدولة من اجل تمثيل المنتخب الوطني و تحسين مستواه ... ضمن شروط معينة يفرضها الاتحاد الدولي

 ومن اهم الاسباب  التي تؤدي حدوث التجنيس

1- عدم اهتمام البلد بالرياضة بشكل عام او نوع الفعالية الممارسة

2- ضعف الامكانات في البلد ( اقتصادية – مادية – ادارية )

3- البحث عن الشهرة والمال

4- الاغراءات المادية والتسهيلات التي يقدمها البلد الذي يسعى الى التجنيس

5-الظروف الداخلية للبلد من حروب ونزاعات داخلية عرقية او دينيه .

 6-ضعف التوجه وعدم الرغبة لدى ابناء البلد لفعالية معينة مما يجعل اصحاب القرار الرياضي يبحثون على البدائل من خلال التجنيس وهذا يعتبر ضعف في العمل الاداري

7-غياب الولاء وضعف الانتماء وانعدام الروح الوطنية

كيفية نواجه ظاهرة التجنيس و الحد منها

1_ضرورة احتواء الرياضيين داخل بلدانهم من خلال حل مشكلاتهم حتى لا تتسرب الخامات الرياضية الى خارج البلد .

2_ضرورة الاهتمام بأعداد المدرب الوطني اعداداً جيداً لانهم يشكلون اللبنة الاولى لبناء المنتخبات الوطنية.

3_الاهتمام بمكافئة الرياضين وعدم اهمال المتميزين منهم .

4_من الضروري ان يعرف الرياضي جيدا مدا قيمته لدى ناديه او منتخب بلاده .

5_يجب الاهتمام بالعمل على وضع استراتيجيات طويلة المدى لإعداد البطل الاولمبي .

6_تسليط الضوء اعلامياً على كافة الالعاب وخصوصاً الفردية منها وذلك لكونها اسهل في تحقيق الانجازات .

ايجابيات وسلبيات التجنيس الرياضي

الايجابيات:

1_جلب الخبرات سواء كان المتسابق متميز يحتك بالأخرين او من حيث المدربين اللذين يتعامل معهم .

2_اظهار اسم البلد المجنس الى الساحة العالمية من خلال تحقيق الانجازات .

3_كسب الثقة العالمية مما يتيح للبلد امكانية تنظيم واستضافة البطولات القارية والعالمية .

4_تسليط الضوء اعلاميا تجاه البلد الذي حصل رياضه المجنس على انجاز مما يفتح الباب على فرص الاستثمار.

السلبيات:

1_غياب الاهتمام باللاعبين في البلد الام يسبب ضعف الانتماء للدولة .

2_خلخلة التركيبة السكانية .

3-اللاعبين المجنسون لا ينقلون خبراتهم ومهاراتهم للشباب .

4_لا يضيفون أي قيمة للرياضة المحلية .

5_لا يشعرون بأي انتماء الى هذه الدول .

6_لا يتعرفون على شعوب تلك الدول وعاداتهم وتقاليدهم .