مقال اكاديمي للدكتورة اسماء خلف مدلول

مقال اكاديمي للدكتورة اسماء خلف مدلول

 حذاء سندريلا

د. أسماء خلف مدلول

جامعة الانبار /كلية التربية للبنات

asmaakm@uoanba.edu.iq

       ما اجمل ان يقرا النص الادبي من جوانبه المختلفة شانه شان اللوحة الفنية كلا يراها من زاويا مختلفة ويقرا فيها ما لا يقرئه الاخرون بل  والاجمل ان تتراقص النظريات الحديثة على النص الادبي لإظهار رؤى منوعة وابراز مواطن للقوة والضعف والتي ربما تكون قد  خفت احيانا حتى على مؤلف النص نفسه لذا وصف المحلل والباحث "بالمترجم لمواطن الجمال"  Bressler)    xi ). فكتبت دراسات بهذا الصدد  اغنت النصوص الأدبية بمعان جديدة تحاكي النص, فتارة ينغمس الباحث في النظرية التفكيكية  (Bennett  16 )  وتاره يبحث في نظريات القوة (Tyson 248 ),  وتارة يغوص  باحثا بالنظريات النسوية(Bressler  144 ).  وفي كل تلك الدراسات نجد فننا بحثيا فريدا. ولكن يبدو ان هناك من ركب الموجة وانحرف في تطبيق النظريات  بل وذهب ابعد في الترويج لمفاهيم بعيدة  كل البعد عن النص.

    وانا اقراء بعض النتاج الادبي لباحثين متمرسين في جامعات عدة  لمحت ظاهرة  دخيلة على الادب وهي ان يقول المؤلف ما لم يقل  او يشير او تخفي سطور عملة بل وارتى البعض ان يقحم نظريات بعيدة كل البعد عن النص لتحقيق غايات  اخر همها  النص الادبي واهم اهدافها تحقيق اكتشاف ادبي مزعوم  وفيها يبتعد الباحث عن الرصانة والأمانة العلمية للبحث  ويبخس ما قدمة المؤلف. وبدأت هذه الظاهرة تنمو وتستفحل مع تحرج الاقلام الواعية والتي عولنا عليها  للإشارة  والتشخيص لما يحدث. فقصائد المرثيات والتي تحمل اسمى مشاعر الصدق  والاخوة  والتي امتعت اجيال واجيال من القراء, اصبحت اليوم تقرا وتقدم لجيل الباحثين الجدد كنوع من الادب المثلي البذيء. بل وذهبنا ابعد من هذا بان استحالت اعمال, بعضها لمؤسسي المسرح الانكليزي, الى ترجمات  لا توصف بغير الشاذة عن الطبيعة الانسانية السوية. وعلى الجانب الاخرى نجد التمجيد يكون حصة لكتاب وصفوا بالجراءة  لانهم صوروا  فعل شخصيا معيب  في النص الادبي بل وعد هكذا  كاتب ممثلا لبوادر نهضة نسوية وغيرها ومن نوع جديد. ووصفت ابطال نصوصهم بالمحاربين واستدلت عليهم  تعابير الشجاعة بل ويشير لهم في خاتمة الدراسات وفي التوصيات بالبطولة ويوصي الباحث باتباع مسارهم لنيل الحرية في مجتمع "ذكوري" ذو قيود.

     كيف يحدث هذا ؟  ولمصلحة من ؟ أوقعنا في الفخ؟ أصبحت بعض الدراسات والمنابر العلمية والتي رجونا فتحها وسيلة لقتل النص لا  احيائه؟ أممكن ان تجبر القدم  السمينة بمقاسها الجميل الكبير على لبس حذاء سندريلا الصغير لا  لشيء فقط  لتصبح وهي تمشي عرجاء حبيبه الامير؟ وهذا ليس دعوة  للانغلاق عن النصوص الاخرى بل دعوة لقراءة نصوص مختلفة  مع تخوى الحذر وعرض ما خفى في النص بدون اقحام لأفكار لا وجود لها لا من قريب ولا بعيد في العمل نفسة وقرائه النصوص البعيدة عن خصوصية قيمنا لا تدعو الى تمجيد افكار دخيلة ليس على مجتمعنا فحسب بل على الانسانية السوية.

المصادر

Bennett, Andrew and Nicholas Royle. An Introduction to Literature, Criticism and Theory. London, Longman,2004.

Bressler, Charles. Literary Criticism: Introduction to Theory Practice. Boston: Longman, 2011.

Tyson, Lois.  Critical Theory Today. New york: Routledge Taylor & Francis Group, 2006.